وجدت دراسة علمية بقيادة أكاديميين من جامعة ستانفورد أن الأشخاص الذين تشيخ بعض أعضائهم بشكل أسرع من بقية الجسم لديهم خطر أكبر للإصابة بالأمراض المرتبطة بهذا العضو والوفاة في غضون 15 عاماً من تاريخ القيام بالتشخيص وصدور النتائج الإيجابية بوجود شيخوخة بأحد الأعضاء، وذلك لدى الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الزمنية الـ 50 عاماً.
اقرأ أيضاً: نتائج واعدة لأول دراسة لاختبار دم بسيط يمكنه اكتشاف أنواع مختلفة من السرطان مبكراً
تحديد عمر الأعضاء لتجنب الإصابة بالأمراض
استخدم الباحثون في دراستهم التعلم الآلي لتقييم مستويات البروتين في عينات دم الإنسان، حيث ركزوا على 11 عضواً ونسيجاً أو جهازاً مختلفاً، بما في ذلك الدماغ والقلب والرئة والكلى والكبد والبنكرياس والأمعاء، بالإضافة إلى دراسة جهاز المناعة والعضلات والدهون والأوعية الدموية.
في البداية فحص الفريق مستويات نحو 5,000 بروتين مختلف في عينات دم 1,398 مريضاً وتراوحت أعمار المرضى بين 20 إلى 90 عاماً، ولكن معظمهم كانوا في المراحل المتوسطة والمتأخرة من الحياة.
وضع الباحثون وسماً على البروتينات الخلوية جميعها التي كان مستوى التعبير الجيني فيها لجينات محددة أكثر نشاطاً بأربعة أضعاف في عضو واحد مقارنة بالأعضاء الأخرى، ووجدوا 858 بروتيناً خاصاً بالأعضاء، ودربوا خوارزمية تعلم آلي للتكهن بعمر الشخص بالاعتماد على مستوى النشاط الجيني لهذه الأعضاء.
اختبر العلماء الخوارزمية الخاصة بهم في النهاية على 5,676 مريضاً وتبين أن الشيخوخة البيولوجية لعضو واحد تزيد من خطورة الإصابة بالأمراض والوفاة، والشيخوخة البيولوجية تعني أن العضو أصبح يظهر تراجعاً في وظيفته كأنه تعرض للشيخوخة بغض النظر عن العمر الزمني بالسنوات لدى الشخص أي الزمن المحدد من تاريخ ولادته، فيمكن لشخص أن يكون عمره الزمني 50 عاماً لكن عمر العضو البيولوجي لديه 70 عاماً نتيجة تراجع وظيفته.
اقرأ أيضاً: اختبار جديد يستخدم اللعاب للكشف عن داء بطانة الرحم الهاجرة خلال أيام
نتائج دراسة اختبار عمر الأعضاء
كشفت نتيجة الدراسة التي نُشرت في دورية نيتشر (Nature) أن 20% من المرضى تقريباً أظهروا تسارعاً في شيخوخة بيولوجية في عضو واحد من أعضاء جسمهم، بينما أظهر 1.7% منهم شيخوخة بيولوجية في أعضاء متعددة، أي أن عدة أعضاء تظهر نتائج اختبارها أن عمرها أكبر من سنوات ميلاد الأشخاص، ووجدوا أن تسارع شيخوخة الأعضاء يزيد من خطر الوفاة بنسبة 20-50%.
ظهر في الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون شيخوخة القلب المتسارعة كانوا أكثر عرضة بنسبة 250% للإصابة بقصور القلب، بينما ارتبطت شيخوخة الدماغ والأوعية الدموية بتطور مرض ألزهايمر، ما يجعل هذا الاختبار أكثر فاعلية في التنبؤ بخطر الإصابة بمرض ألزهايمر مقارنةً بالطرق الحالية.
وكانت هناك أيضاً ارتباطات قوية بين الشيخوخة الشديدة للكلى وارتفاع ضغط الدم والسكري، وكذلك بين الشيخوخة الشديدة للقلب مع الرجفان الأذيني والنوبات القلبية.
التطلعات المستقبلية لاختبار تحديد عمر الأعضاء
وفقاً للباحثين في الدراسة، قد يمكَّنهم إعادة اختبار النتائج التي ظهرت معهم على حجم عينة أكبر، أي على 50,000 أو 100,000 شخص من مراقبة صحة الأعضاء الفردية لدى الأشخاص الذين يظهرون بأنهم سليمين لكن تكون لديهم حالة مرضية كامنة، وتشمل الحالات الأهم التي يمكن تشخيصها بهذه الطريقة كلاً من الخرف ومرض ألزهايمر قبل عقود من ظهور الأعراض، وذلك من خلال اختبار دم واحد لكل شخص.
وتعد هذه التحاليل المبكرة مهمة لأن معظم الأمراض وخصوصاً الأمراض العصبية الدماغية، لا يمكن علاجها إلا عندما يكشف عنها مبكراً وهذا ينطبق على العديد من الأمراض الأخرى، لذا من الضروري تطوير اختبارات تحليل مبكرة تسهم في الوقاية من تطور هذه الأمراض وتفادي تفاقمها عند الأشخاص الذين لا تظهر علامات المرض عليهم.
اقرأ أيضاً: ما هي كبسولة الحياة لرصد العلامات الحيوية داخل الجسم؟ وكيف أحدثت ثورة في الطب؟
ومع أن هذا المجال في التحليل وتحديد عمر الأعضاء لا يزال في مراحله الأولى، يتوقع الباحثون اعتماد هذه الاختبارات في التشخيص المبكر لمرض ألزهايمر من قبل المنظمات الصحية الرسمية في غضون 5 سنوات من الآن.
ويأمل الباحثون أن تساعد هذه المؤشرات التي تدل على شيخوخة الأعضاء في تصميم علاجات وأدوية جديدة للحفاظ على الشباب وعكس تأثير الشيخوخة على الجسم لزيادة متوسط أعمار السكان.