اكتشف عالمان من جامعة ولاية ميتشيجان الأميركية أكثر من ثلاثين نوعاً من خنافس أمبروزيا -الخنافس التي تأكل فطريات الطعام- في أمريكا الوسطى والجنوبية لم تكن معروفةً للعلم من قبل، ووُصفت هذه الأنواع الجديدة في دورية «زوو كيز» العلمية.
انتهج الباحثان أيضاً أن تكون تسمية هذه الخنافس غير تقليدية؛ احتراماً للخنافس الأنثوية التي ساعدت أنواعها على البقاء والازدهار من خلال الذهاب بجرأةٍ إلى حيث لم تفعل أسلافها من قبل.
تمت تسمية العديد من الأنواع الجديدة لأسماء شخصيات خيال علمي؛ بما في ذلك «نيوتا أوورا» من سلسلة «ستار تريك». و «كارا ثريس» من المسلسل التلفزيوني «باتلستار جالاكتيكا»، و«كاتنيس إيفردين» من كتب وأفلام «ذا هانجر جميز».
يعد فهم التنوع البيولوجي في العالم أحد المحركات الرئيسية لهذا البحث والبحوث ذات الصلة؛ إذ يقدر العلماء أن هناك 10 ملايين نوع غير بكتيري في العالم، وأن البشر صنفوا حوالي 20% فقط منها.
وأوضح الباحثون أنه عندما يعطل الناس النظم البيئية الأصلية من خلال الزراعة والتنقيب، على سبيل المثال، يمكن أن تواجه الأنواع غير المكتشفة الانقراض قبل أن يعرف الباحثون عنها.
بالنسبة لهذا المشروع؛ قام الفريق ببعض أعماله الميدانية في بيرو؛ حيث يمكن أن يكون عمال مناجم الذهب غير القانونيين مدمرين للغابات، فهم يحولون الغابة إلى أرضٍ قاحلة قد لا تتعافى أبداً.
بدأ هذا العمل الميداني قبل وقتٍ طويل من اندلاع الجائحة - بدءاً من عام 2008 تقريباً؛ ولكن الأمر يستغرق وقتاً لإجراء التحقيقات والأبحاث الشاملة المطلوبة للتأكد من أن نوعاً ما مختلف بالفعل عن أبناء عمومته ذوي الصلة الوثيقة.
لكن مع سريان أوامر البقاء في المنزل؛ كان لدى الباحثَين الوقت للتركيز على المشاريع التي كانت تُطبخ على نارٍ هادئة؛ مثل هذا المشروع الذي يعرض تفاصيل خنافس أمبروزيا التي جمعوها؛ والتي تنتمي إلى جنس «Coptoborus» الذي نشأ منذ حوالي 20 مليون سنة ، على الأرجح في جنوب شرق آسيا، قبل الهجرة والاستيطان في معظم المناطق الاستوائية.
تتخذ هذه الخنافس الصغيرة من الأشجار منازلاً لها. بمجرد دخولها؛ تحافظ على أعشاشها من خلال زراعة الفطريات التي تعمل كغذاء، وهناك؛ تنتج الأم ذريةً من الإناث وذكراً أو اثنين من الأقزام. الوظيفة الرئيسية لهؤلاء الذكور هي التزاوج مع أخواتهم، وخلق جيلٍ جديدٍ من الإناث على استعداد للتشتت وإنتاج مجموعةٍ جديدة، وكل هذا يؤدي إلى سبب آخر لدراسة هذه الخنافس؛ أنها يمكن أن تصبح آفات.
تصل هذه الإناث إلى الأشجار وهي جاهزة للحفر في الداخل، وبدء مزرعة للفطريات والتكاثر. على الرغم من أن معظمها يفضل الأعشاش في أجزاء الأشجار الميتة أو المحتضرة؛ إلا أن البعض يمكنه مهاجمة الأشجار السليمة تماماً؛ والتي لها أهمية بيئية واقتصادية. على سبيل المثال؛ هناك أنواع ضمن هذا الجنس معروفٌ عنها أنها تهاجم أشجار البلسا في الإكوادور؛ المصدر الرئيسي لخشب البلسا في العالم.
وإذا وجدت الخنافس التي تعيش على الأشجار طريقها إلى الموائل غير الأصلية، فإنها يمكن أن تشكل تهديدات كبيرة للأشجار التي ليس لها دفاعات طبيعية ضد الحشرات، وسبق أن حصل كوارث من هذا الشكل عندما أودت آفة حفار الرمال بملايين أشجار الزمرد في ولاية ميتشيجان الأميركية، دمرت أنواعاً أخرى غير محلية من خنفساء زراعة الفطريات أشجار الغار الأحمر وأشجار الأفوكادو في جنوب الولايات المتحدة.
لذا؛ لهذا البحث أهمية كبرى تتجاوز اكشتاف أنواعٍ جديدة وإطلاق أسماء معروفةٍ عليها، فمن خلال تحديد الأنواع في الخارج، في موائلها الأصلية؛ يساعد الباحثون بلادهم في الاستعداد بشكلٍ أفضل إذا ما ظهرت آفةٌ جديدة فيها وحتى موعد ظهورها المحتمل، ومن الناحية التاريخية، فإن لخنافس «Coptoborus» هذه قدرةً كبيرةً على السفر.