شارك
الرئيسية
يبدو أنه ستتم إضافة نوع جديد إلى العائلة التي ينتمي إليها التيرانوصور ركس. في عام 2017، وجد العضو في فريق متحف بادلاندز للديناصورات جاك ويلسون (Jack Wilson) بقايا حيوان اتضح لاحقاً أنه نوع جديد من التيرانوصورات، وأُطلق عليه اسم الديسبليتوصور ويلسوني (أو دي. ويلسوني اختصاراً). رأى ويلسون أولاً قطعة صغيرة ومسّطحة من العظم تبرز من قاعدة منحدر في تكوين نهر جودث شمال شرق ولاية مونتانا الأميركية. وتبين لاحقاً أن الأحفورة التي وجدها ويلسون كانت جزءاً من فتحة أنف الديناصور.
تم اكتشاف المزيد من الأحافير بين عامي 2017 و2021 في هذا الموقع، بما في ذلك قطع عظام بنيوية منها أحد الأضلاع وعظمة من أحد أصابع القدم وأجزاء من جمجمة متحجرة. كانت هذه الأجزاء كافية لاستنتاج أن الحيوان الذي تنتمي إليه هو نوع جديد، وذلك وفقاً لدراسة نُشرت بتاريخ 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 في مجلة علم الحفريات والعلوم التطورية. يبلغ عمر البقايا 76.5 مليون سنة، وهي تعود لفترة من العصر الطباشيري سبقت ظهور التيرانوصور ركس في العصر الطباشيري المتأخر بملايين السنين.
اقرأ أيضاً: اكتشاف مخلوق صغير عاش قبل 150 مليون عام إلى جانب الديناصورات
سمات الديسبليتوصور ويلسوني
تتمثّل إحدى السمات المميزة للديسبليتوصور ويلسوني في ترتيب القرون الصغيرة المسننة حول عينيه، كما يتمتع هذا الديناصور بمجموعة من السمات التي تتمتع بها الأنواع أكثر بدائية من التيرانوصورات، مثل وجود مجموعة بارزة من القرون حول العين، بالإضافة إلى ذلك، يتمتّع بسمات جسدية أكثر شيوعاً بين الأنواع الأحدث من هذه العائلة، مثل التيرانوصور ركس. وتتمثّل إحدى هذه السمات في حجرة العين الطويلة وجيوب هوائية ممتدة داخل الجمجمة.
كتب كل من طالب علم الحفريات في جامعة ولاية مونتانا والمؤلف المشارك للدراسة الجديدة، إلياس وارشو (Elías Warshaw)، وعالم الحفريات وأمين متحف بادلاندز للديناصورات والمؤلف المشارك للدراسة دنفر فاولر (Denver Fowler) في بيان صحفي: “بهذه الطريقة، يمكننا أن نعتبر أن الديسبليتوصور ويلسوني هو ‘نقطة منتصف الطريق’ أو ‘حلقة مفقودة’ بين الأنواع الأقدم والأحدث من التيرانوصورات”.
تطورات جديدة عن حياة الديناصورات
تعتبر عائلة التيرانوصورات كبيرة، إذ إنها تحتوي على 9 أجناس، والجنس هو مرتبة تقع بين الأنواع والعائلات في نظام تصنيف الحيوانات والنباتات. تضم هذه العائلة جنساً من المفترسات يحمل اسم الديسبليتوصورات، والتي عاشت قبل نحو 79.5 – 74 مليون سنة خلال العصر الطباشيري المتأخر. يعتقد فريق المؤلفين أن الديسبليتوصور ويلسوني هو ديسبليتوصور وسيط، وأنه ينحدر من نوع آخر يحمل اسم الديسبليتوصور توروسوس، كما يعتقدون أنه سلف نوع آخر يحمل اسم الديسبليتوصور هورنيري.
تعني كلمة ديسبليتوصور باللغة اليونانية “السحلية المخيفة”، وتم إطلاق اسم سيسيفوس (أو سيزيف) على العينة التي وجدها ويلسون نسبة للرجل الذي لعنته الآلهة اليونانية لدفع صخرة أعلى أحد التلال للأبد. يتطلب استخراج العظام من الصخور المحيطة جهداً هائلاً، بما في ذلك إزالة كمية من الحجاز يبلغ ارتفاعها نحو 8 أمتار من أعلى الهيكل العظمي.
في أميركا الشمالية وخلال العصر الطباشيري المتأخر، شكّلت العديد من الأنواع القريبة وراثياً العائلات التطورية للديناصورات. اعتقد العلماء من قبل أن هذه الأنواع عاشت خلال نفس الفترة، ما يمكن أن يثبت الظاهرة التي يطلق عليها علماء الأحياء اسم التطور التفرعيّ، مع ذلك غيّر كل من اكتشاف العينات الجديدة مثل الديسبليتوصور ويلسوني ووصول العلماء إلى فهم أفضل للفترات التي عاشت فيها هذه الحيوانات ما يعرفه علماء الحفريات عن تطور الديناصورات.
اقرأ أيضاً: أول مرجان عملاق: اكتشاف 30 نوعاً جديداً في أعماق المحيط
كتب كل من وارشو وفاولر: “أصبحنا نعرف الآن أن العديد من هذه الأنواع في الواقع كانت منفصلة زمنياً تماماً عن بعضها بعضاً، وتمثّل خطوات متتالية تشبه درجات السلّم في سلالة تطورية واحدة يتطور فيها أحد الأسلاف مباشرة إلى نوع سليل”.
تحمل هذه العملية اسم التخلّق التجدّدي، أو التطوّر الخطي. تختلف هذه العملية عن التخلّق التفرّعي، والذي تتسبب فيه أحداث التفرّع المتتالية في ظهور العديد من الأنواع القريبة وراثياً والتي تبدو متشابهة ويمكن اعتبارها “أبناء عمومة” من الناحية التطورية بدلاً من أسلاف وسُلّان.
قال وارشو وفاولر: “تدعم الدراسة الجديدة إضافة التيرانوصورات إلى قائمة مستمرة التوسّع من الديناصورات (مثل الديناصورات ذات القرون ومناقير البط) التي تطوّرت بالتخلّق التجددي”. تشير الدراسة الجديدة إلى أن التطور الخطي قد يكون أكثر شيوعاً في الديناصورات، وأن التطور التفرّعي يحدث بمعدّل أقل مما كان يعتقد سابقاً.
يجري وارشو حالياً أبحاثاً أكثر تعمّقاً تتعلق بالعلاقة بين التيرانوصور ركس والديسبليتوصورات.