صنع باحثون من كلية الطب بجامعة واشنطن الأميركية فيروساً في المختبر يصيب الخلايا، ويتفاعل مع الأجسام المضادة تماماً مثل فيروس كورونا، وفقط يفتقر إلى القدرة على التسبب في مرض شديد.
لا يمكن دراسة فيروس كورونا الذي ينتقل عبر الهواء ويحتمل أن يكون مميتاً، إلا في ظروف آمنة ومع توافر عوامل السلامة عالية المستوى. يجب على العلماء ارتداء بدلات واقية لكامل الجسم مع أجهزة تنفس مضغوطة، والعمل داخل المختبرات بمستويات سلامة متعددة، وأنظمة تهوية متخصصة. وعلى الرغم من أنها ضرورية لحماية العاملين في المختبرات، إلا أن احتياطات السلامة هذه تبطئ الجهود المبذولة للعثور على الأدوية واللقاحات لفيروس كورونا، لأن العديد من العلماء يفتقرون إلى الوصول إلى وسائل الوقاية والسلامة البيولوجية المطلوبة.
لإنشاء نموذج آمن لفيروس كورونا؛ استعان الباحثون بفيروس التهاب الفم الحويصلي؛ وهو نوع من الفيروسات المُستخدم بكثرة في مختبرات الفيروسات لأنه غير ضار إلى حد ما، وسهل التلاعب به وراثياً، بالإضافة إلى الفيروس يصيب في المقام الأول الماشية والخيول والخنازير، ويمكن أن يصيب البشر احياناً؛ مما يتسبب في مرض خفيف يشبه الإنفلونزا يستمر لمدة 3 إلى 5 أيام.
سيمكن الفيروس الجديد؛ المزيد من العلماء من الدخول في مكافحة فيروس كورونا، ويمكن لهذا الفيروس أن يصيب الخلايا وتتعرف الأجسام المضادة عليه تماماً مثل فيروس كورونا ولكن يمكن التعامل معه في ظروف سلامة المختبر العادية.
تضم الفيروسات بروتينات على أسطحها تستخدم في التصاق الخلايا وإصابتها. أزال الباحثون جين البروتين السطحي لفيروس التهاب الفم الحويصلي واستبدله بجين فيروس كورونا. وأحدث هذا التعديل الوراثي فيروساً جديداً يستهدف خلايا مثل كورونا، ولكنه يفتقر إلى الجينات الأخرى اللازمة لإحداث المرض الشديد، وأطلقوا على الفيروس الجديد «VSV-SARS-CoV-2».
استخدم الباحثون الأجسام المضادة الطبيعية لفيروس كورونا، ووجد الباحثون أن الأجسام المضادة تعرفت على الفيروس الجديد إلى حد كبير مثل فيروس كورونا الحقيقي، ومنعت الأجسام المضادة الفيروس الجديد من إصابة الخلايا مثلما منعت فيروس كورونا الحقيقي من القيام بذلك، أما الأجسام المضادة التي فشلت في إيقاف فيروس كورونا، ففشلت أيضاً في إيقاف الفيروس الجديد.
يمكن للفيروس الجديد أن يساعد العلماء في تقييم مجموعة من العلاجات والعقاقير المعتمدة على الأجسام المضادة لفيروس كورونا، ولتقييم ما إذا كانت اللقاحات التجريبية تؤدي إلى تحييد الأجسام المضادة، أو لقياس ما إذا كان أحد المتعافين من فيروس كورونا يحمل ما يكفي من الأجسام المضادة المعادلة للتبرع بالبلازما للمرضى المصابين أم لا، وأيضاً لتحديد الأجسام المضادة التي يمكن تطويرها في اللقاحات المحتملة لفيروس كورونا.