حصلت أداة صممها المهندسان ثامر العتيبي وبندر النفيسة على شهادة براءة اختراع. تسهم الأداة في تبسيط عمليات المياه البيضاء في العين، وهي إنتاج مشروع تخرج في قسم التكنولوجيا الطبية الحيوية في جامعة الملك سعود، بإشراف أستاذ المستشعرات الحيوية فيها، عبدالعزيز فاخوري، واستشارة أستاذ أمراض وجراحة القرنية، الطبيب سعد العنزي. فما هذه الأداة وكيف تساعد على إجراء عمليات المياه البيضاء في العين؟
اقرأ أيضاً: علاج جيني جديد للقضاء على نوع عدواني وقاتل من السرطانات الدماغية
ما نعرفه عن الأداة الحاصلة على براءة الاختراع
تُدعى أداة الشق الدائرية لبَضْع المحفظة (Circular Capsulotomy Incision Tool)، والمحفظة الأمامية (Anterior Capsule) هي غشاء أملس وشفاف يعمل حاجزاً يفصل العدسة عن الفيروسات والبكتيريا. غالباً ما تتضمن إحدى خطوات جراحة إزالة المياه البيضاء من العين إحداث فتحة دائرية داخل المحفظة الأمامية لعدسة العين (بضْع المحفظة)، ما يسمح بالوصول إلى المياه البيضاء لإزالتها أو زرع عدسة صناعية. وقد اعتمد الجراحون تقليدياً على التقنيات اليدوية لإجراء عمليات شق المحفظة، ما أدّى إلى تنوع في حجم الشقوق وشكلها.
لكن ووفقاً للوصف المرفق بشهادة براءة الاختراع، فإن الأداة الدائرية لبضْع المحفظة قد صُمِمت لأداء هذه المهمة بدقة واتساق؛ إذ تتألف من حلقة مرنة ذات حافة حادة، يتم طيّ الحلقة وإدخالها إلى مكانها المطلوب عبر إحداث شق في القرنية، ثم يسمح لها باستعادة شكلها الدائري الأصلي، وحينها تستخدم الأداة آلية البكرة لتدوير الحلقة بسلاسة، ما يمكِّن الحافة القاطعة من إنشاء عملية بضع المحفظة بحواف دقيقة ومضبوطة. تتميز الأداة بتكلفة اقتصادية منخفضة، دون الحاجة إلى معدات معقدة أو مكلفة، أو تدريب أو مهارة جراحية واسعة النطاق.
اقرأ أيضاً: فويتي: قطرة عينية جديدة لعلاج مد البصر الشيخي قد تغني عن النظارات الطبية
ما هي جراحة المياه البيضاء في العين؟
جراحة المياه البيضاء أو الساد أو جراحة إعتام عدسة العين هي إجراء طبي يُستخدم من أجل إزالة عدسة العين المعتمة واستبدالها بعدسة اصطناعية في معظم الحالات. تستغرق الجراحة عادة ساعة أو أقل ولا تحتاج إلى المبيت في المستشفى، وغالباً ما تُجرى في العيادات الخارجية. وثمة نوعان من الأساليب الجراحية المستخدمة في هذا النوع من الجراحات هما:
- استحلاب العدسة: يُحدث الجراح شقاً صغيراً في القرنية ثم يدخل مسباراً رفيعاً إلى العدسة يعمل بالموجات فوق الصوتية لتفتيت عدسة العين المعتمة وشفط الجزيئات المفتتة، وتترك المحفظة الخلفية للعدسة في مكانها من أجل وضع العدسة الاصطناعية عليها، ثم تستخدم الغرز الجراحية لإغلاق الشق الصغير في القرنية بعد الانتهاء.
- استخراج العدسة خارج المحفظة: يُحدث شق في القرنية وإزالة العدسة قطعة واحدة. وفي هذه الحالة، يستخدم الجرّاح أدوات لإزالة المحفظة الأمامية للعدسة والعدسة المعتمة، وتُترك محفظة العين الخلفية في مكانها لتكون بمثابة موضع للعدسة الاصطناعية.
يذكر أن العديد من العمليات الجراحية لإزالة المياه البيضاء من العين باتت تستخدم أشعة الليزر، وذلك خلال عدة مراحل في أثناء الجراحة، سواء بإحداث شق في العين أو لتليين العدسة قبل تفتيتها بالموجات فوق الصوتية أو لإحداث بضْع المحفظة وهي الفتحة الدائرية داخل محفظة العين كما ذكر سابقاً، حيث يسمح الليزر بتشكيل فتحة ذات شكل وحجم وتموضع دقيق. لكن العمليات باستخدام الليزر تُعدُّ أكثر تكلفة بكثير من الطريقة التقليدية.
اقرأ أيضاً: امرأة تتمكن من شمّ رائحة مرض باركنسون قبل تشخيص زوجها به بعشر سنوات
ما المقصود بالمياه البيضاء في العين؟
إعتام عدسة العين أو الساد هو تعتمّ أو ضبابية عدسة العين التي تكون صافية في حالتها الطبيعية، وغالباً ما تشمل أعراضاً مثل:
- رؤية ضبابية أو مشوشة أو معتمة.
- صعوبة الرؤية ليلاً.
- حساسية عالية للضوء الساطع أو الوهج.
- رؤية هالات حول المصابيح.
- ازدواجية الرؤية في إحدى العينين.
- خفوت الألوان أو اصفرارها.
اقرأ أيضاً: عمليات جراحية نوعية تُجرى في مستشفى عربي يرقى من خلالها لدرجة المستشفيات العالمية
يبدو الأمر وكأن الشخص ينظر من خلف نافذة متسخة أو يعلوها الضباب، وغالباً ما تُعزى الأسباب إلى التقدم في العمر الذي يسبب إحداث تغيرات في الأنسجة المكونة لعدسة العين؛ إذ تبدأ البروتينات والألياف الموجودة بالتكسر والتكتل ما يؤدي إلى تشكل غشاوة في الرؤية، كما قد تزداد احتمالية الإصابة بالساد في حال وجود بعض الاضطرابات الوراثية أو الإصابة ببعض الحالات المرضية مثل داء السكري أو نتيجة إجراء عمليات جراحية سابقة في العين أو تناول الأدوية الستيرويدية على المدى الطويل. لا تؤثّر المياه البيضاء في البصر في مرحلة مبكرة، لكنها قد تتطور تدريجياً وتؤثّر في الرؤية ما يستدعي إجراء العملية الجراحية. ولحسن الحظ، فإن عمليات المياه البيضاء آمنة وفعّالة عموماً.