60 عاماً من الاختباء: أخيراً تحديد ضغط الدم الطبيعي داخل الجسم

علاج ارتفاع ضغط الدم
Shutterstock.com/Brian A Jackson
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

حدد باحثون من كلية الطب في جامعة فيرجينيا الأميركية، موقع مقاييس ضغط الدم الطبيعية داخل أجسامنا؛ والتي استعصى تحديدها على العلماء لأكثر من 60 عاماً، ونُشرت الورقة البحثية في دورية «سيركوليشن ريسيرتش» العلمية.

يحدد الجسم مقدار ضغط الدم طبيعياً، ويعيد ضبطه للتحكم بمستوياتها وإبقائها ضمن الطبيعي، وذلك عن طريق أجهزة استشعار خلوية تحدد هذه التغيرات الطفيفة في ضغط الدم، وتضبط مستويات الهرمون المسؤول لإبقاء الضغط تحت السيطرة. 

منذ عام 1957، اشتبه العلماء أن مستقبلات الضغط هذه المعروفة باسم «البارومترات»، موجودة في الكلى في خلايا متخصصة تسمى «خلايا الرينين»؛ التي تفرز هرمون «الرينين» الذي يساعد في تنظيم ضغط الدم، وعلى الرغم من أن العلماء اشتبهوا في وجود هذا «البارومتر الخلوي»؛ إلا أنهم لم يتمكنوا من معرفة ماهيته وما إذا كان موجوداً في خلايا الرينين أو الخلايا المحيطة.

كشفت نتائج الدراسة الجديدة؛ التي أجرتها الدكتورة «ماريا لويزا إس سيكويرا لوبيز» وزملاؤها من قسم طب الأطفال في جامعة فيرجينيا، عن مكان وجود البارومترات، وكيف تعمل وكيف تساعد في منع ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه. 

باستخدام مجموعة من النماذج المعملية المبتكرة، أثبت الباحثون أن مستقبلات الضغط كانت مثل «محول ميكانيكي» داخل خلايا الرينين؛ يكتشف هذا المحول الميكانيكي تغيرات الضغط خارج الخلية، ثم ينقل هذه الإشارات الميكانيكية إلى نواة الخلية.

واستطاعوا أيضاً معرفة كيف تعمل مستقبلات الضغط، ووجدوا أن الضغط على خلايا الرينين في أطباق المختبر تسبَّب في حدوث تغييرات داخل الخلايا وقلل من نشاط جين الرينين، كما قارن العلماء الاختلافات في نشاط الجينات في الكلى المعرّضة لضغط منخفض، وتلك المعرضة لضغط أعلى.

في النهاية؛ عندما تكتشف مستقبلات الضغط الكثير من الضغط خارج خلية الرينين، يتم تقييد إنتاج الرينين، بينما يؤدي انخفاض ضغط الدم إلى إنتاج المزيد من الرينين. هذه الآلية الرائعة ضرورية لقدرة الجسم على الحفاظ على ضغط الدم الصحيح، ويأمل الباحثون أن تؤدي هذه الأفكار إلى علاجات جديدة لارتفاع ضغط الدم.