أعلنت وكالة الأنباء السعودية (Saudi Press Agency) في 13 أغسطس/ آب عام 2023، عن إنجاز سعودي جديد سجّله الدكتور عبدالله الذيابي، استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير، والعضو في رابطة الموهوبين السعوديين. تمكن الذيابي من ابتكار جهاز لعلاج ارتجاع المريء الحمضي والسيطرة على حالة مرضية تُعرف بداء الارتِجاع المَعدي المَريئي. فمَا هذا المرض وكيف يمكن لاختراع الذيابي أن يعالج المشكلة الصحية؟
داء الارتجاع المَعدي المَريئي
ربما حدث أن استلقيت في إحدى الليالي للنوم، ثم أحسست بنار تحرق في صدرك، حسناً أنه الارتجاع الحمضي لحموضة معدتك. تحدث هذه الحالة عادةً بشكلٍ طبيعي بين الحين والآخر، إلّا أنها عندما تتكرر لأكثر من مرتين أسبوعياً وعلى مدار عدة أسابيع، تتحول لحالة مرضية تُعرف بداء الارتِجاع المَعدي المَريئي، وهي حالة تتسرب فيها محتويات المعدة مع الأحماض الموجودة في معدتك باستمرار إلى المريء، وهو الأنبوب الممتد من الحلق إلى معدتك، ما يستدعي تدخلاً طبياً سريعاً ليس فقط لتخفيف الأعراض وإنما أيضاً لتجنب بعض المشكلات الخطيرة التي يسببها الارتجاع الحمضي.
اقرأ أيضاً: كبسولة مغناطيسية يمكن أن تكون بديلاً لعملية التنظير الهضمي المزعجة
أعراض ارتجاع المريء
يترافق داء ارتجاع المريء بمجموعة من الأعراض، مثل:
- حرقة في الصدر، غالباً ما تحدث بعد تناول وجبة الطعام أو خلال الاستلقاء، وتنتج عن تهيج بطانة المريء الناجم عن حمض المعدة.
- ارتجاع الطعام أو السوائل الحمضية (القلس).
- الألم في منطقة المعدة والصدر.
- صعوبة البلع.
- الشعور بالاختناق.
- السعال المتواصل.
- بحة الصوت والتهاب الحبال الصوتية.
- الإصابة بالربو أو تطوره في حال وجود إصابة سابقة.
أسباب الارتجاع الحمضي
تفصل بين المعدة والمريء مجموعة عضلية تُدعى بالمصرة المريئية السفلية. عندما نتناول الطعام ترتخي هذه المجموعة العضلات ما يسمح للطعام أو الشراب بدخول المعدة، ثم تتقلص هذه العضلات مرة ثانية، لمنع الطعام وعصائر المعدة الحمضية من التدفق مرة أخرى إلى المريء.
في حالة الارتجاع الحمضي، تصبح عضلات المصرة المريئية السفلى ضعيفة أو ترتخي قليلاً عندما لا ينبغي لها ذلك، ما يسمح لمحتويات المعدة بالتدفق إلى المريء، وتهيج بطانته وتسبب التهابها.
ابتكار عبدالله الذيابي
عمل الدكتور الذيابي على اختراعه وفق المعايير المنهجية العلمية المعتمدة على مدار 4 سنوات، تكللت بتسجيله رسمياً من قِبل مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية بوزارة الحرس الوطني السعودي، للحصول على حقوق وبراءة اختراع لجهاز محلي تحت اسم "جهاز ونظام ذكي لعلاج الارتجاع المعدي" من قِبل الهيئة السعودية للملكية الفكرية على الصعيد المحلي، ثم التوسع عالمياً في مكتب الابتكار بالولايات المتحدة الأميركية.
يمكن للجهاز الذي ابتكره الذيابي أن يُثبّت أسفل المريء من خلال منظار الجهاز الهضمي العلوي، حيث يعمل الجهاز على:
- منع ارتجاع محتويات المعدة من المعدة إلى المريء بعمله كصمام أسفل المريء.
- قياس درجة الحموضة في منطقة أسفل المريء، لتحديد أي زيادة بها عن درجة حموضة المريء الطبيعية.
- تخزين أدوية لعلاج الارتجاع الحمضي بحيث يمكن ضخها عند الحاجة.
- متابعة حالة النسيج في أسفل المريء لتقليل احتمالية الإصابة بسرطان المريء.
- أخذ عينة من نسيج المريء، وإجراء تقييم مبدئي في الجهاز قبل تحليلها في المختبر.
اقرأ أيضاً: اختبار جديد يستخدم اللعاب للكشف عن داء بطانة الرحم الهاجرة خلال أيام
مزايا جهاز علاج ارتجاع المريء والحموضة
بالإضافة إلى وظائف جهاز الذيابي المتعددة، فإن له بعض المزايا، مثل:
- سهولة التركيب بالمنظار خلال 15 دقيقة.
- إمكانية تركيبه تحت تخدير عام أو واعٍ.
- فترة استخدامه تتراوح ما بين عدة أيام إلى أسابيع وحتى سنوات.
- تقليله الحاجة إلى أدوية الحموضة وعمليات الحموضة الجراحية وما قد تحمله من مخاطر مضاعفات وآثار جانبية.
- أقل تكلفة مادية إجمالية من طرق العلاج الأخرى.
الطرق العلاجية لارتجاع المريء
أشار الدكتور الذيابي إلى إمكانية علاج الارتجاع الحمضي بعدة طرق، ومنها:
- العلاج اللادوائي مثل:
- إنقاص الوزن.
- الابتعاد عن الأغذية المسببة للحموضة مثل الشاي والقهوة والوجبات الغنية بالدهون.
- العلاج الدوائي: أوضح الذيابي أن فاعلية أدوية الحموضة تعتمد على طريقة استخدامها، على سبيل المثال:
- يجب تناول دواء الحموضة قبل الإفطار بنحو نصف ساعة، وذلك لأن نشاط مضخات الحموضة في المعدة يكون بأعلى مستوياته في الصباح، مقارنة بمستوياته في المساء.
- ديكسلانسوبرازول: لا يرتبط تناول هذا الدواء بموعد محدد، لأنه يعمل عن طريق تقليل كمية الحمض التي تنتجها المعدة، والتحرر التدريجي وقت الحاجة إليه.
- جافيسكون: علاج فعّال لحرقة المعدة إلّا أنه أضعف من باقي الأدوية.
اقرأ أيضاً: إنجاز طبي سعودي الأول من نوعه في الشرق الأوسط: زرع شريحة في دماغ طفل لمعالجة الصرع
يمثّل تطوير هذا الجهاز خطوة مهمة في مجال العلاجات الطبية وتحسين جودة الحياة للمرضى الذين يعانون من ارتجاع المريء والحموضة. ويأمل الدكتور عبدالله الذيابي في أن ينتقل الجهاز بسرعة إلى مرحلة الإنتاج التجاري ليضع حداً لمعاناة مرضى ارتجاع المريء، وأن يستمر هذا التطور والتقدم في هذا المجال لتحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات في المستقبل.