باحثون من جامعة الشارقة يطورون علاجاً للسرطان بالاعتماد على الجسيمات النانوية المعدنية

باحثون من جامعة الشارقة يطوّرون علاجاً للسرطان بالاعتماد على الجسيمات النانوية المعدنية
حقوق الصورة: shutterstock.com/ CI Photos
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

صنع باحثون من جامعة الشارقة الإماراتية بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة في قطر، جسيمات نانوية معدنية من الفضة والنحاس AgCu-NPs سامة لخلايا سرطان الثدي وقاتلة لها بالحد الأدنى للآثار الجانبية، دون التأثير على الخلايا السليمة.

السرطان وعلاجه

يُصاب بالأنواع المختلفة للسرطان ويتوفى بسببه ملايين الأشخاص سنوياً، على الرغم من أنهم يتلقّون أنواع العلاجات المختلفة. من أكثر العلاجات المستخدمة أدوية العلاج الكيميائي المكثّف، ولهذه الأدوية آثار جانبية قد تكون خطيرة في بعض الأحيان، إذ إن لها تأثيراً على الخلايا السليمة، فهي ليست موجَّهة للأورام فقط، كما قد يولّد الجسم مقاومة لها.

بالإضافة إلى ما سبق، يؤدي العلاج الكيميائي إلى الوفاة خاصةً بين كبار السن، وذلك لارتفاع خطر التسمم المرتبط بتلقي العلاج الكيميائي في أثناء المعالجة، إذ يتسبب بوفاة نحو ثلث متلقي العلاج.

اقرأ أيضاً: نتائج واعدة لأول دراسة لاختبار دم بسيط يمكنه اكتشاف أنواع مختلفة من السرطان مبكراً

يتلقّى مرضى السرطان أيضاً علاجاً إشعاعياً مرافقاً للعلاج الكيميائي، ويؤدي العلاج الإشعاعي إلى إتلاف الخلايا السليمة بالإضافة إلى الخلايا السرطانية، ووفاة نحو 13% من المرضى

جامعة الشارقة تطور علاجاً للسرطان بالجسيمات النانوية المعدنية 

دفعت هذه الأسباب العلماء للبحث عن علاجات بديلة، وأحد هذه العلاجات البديلة العلاج الذي طوّره الباحثون في جامعة الشارقة، والذي يعتمد على الجسيمات النانوية غير العضوية، وقد أجروا تجاربهم على خلايا سرطان الثدي. 

يتميز هذا العلاج بعدم مقاومة الجسم له، على عكس أدوية السرطان الكيميائية، ويتميز أيضاً بانخفاض سمّية هذه الجسيمات وانخفاض استقرارها وقدرتها على الاستهداف الدقيق وحقيقة أنها تخضع لما يدعى بتأثير الاحتفاظ.

علاوة على ذلك، يتبع البحث الجديد تقنية جديدة تتمثل في إدخال الجسيمات النانوية في حويصلات الإخراج الخلوي في أثناء تشكّلها داخل الخلايا، وهذا أكثر ما يُميّز هذا البحث.

الإدخال الخلوي لجسيمات نحاس الفضة النانويّة. يوضّح الشكلان 2 أيه و2 بي اللوحة السفلية التي تحتوي على انبعاث صباغ أليكسا فلور-405 ذي اللون الأزرق واللوحة الوسطى التي تحتوي على مجسّ ليسوتراكر (lysotracker) الأحمر والصورة المدمجة في اللوحة العلوية. أُدخلت جسيمات الفضة والنحاس النانوية إلى خلايا إم سي إف 10 أيه، والتُقطت الصور للخلايا بعد 24 ساعة (الشكل 2 سي). تُظهر اللوحة الخضراء السفلية جسيمات الفضة والنحاس النانوية وتظهر اللوحة الوسطى مجسّ ليسوتراكر باللون الأحمر وتظهر اللوحة العلوية صورة مدمجة. في الشكل 2 دي، أُدخلت راصّات جرثومة القمح وجسيمات الفضة والنحاس النانوية وصباغ أليكسا فلور-647 في خلايا إم سي إف 10 أيه التي تعبّر عن مورثة آر أيه بي 7 أيه-آر إف بي (Rab7a-RFP)، وبعد 24 ساعة من التقاط صور عملية الحضانة، يُظهر اللون الأرجواني في اللوحة السفلية راصّات جرثومة القمح وجسيمات الفضة والنحاس النانوية وصباغ أليكسا فلور-647. مصدر الصورة: جامعة الشارقة.

حويصلات الإخراج الخلوي هي بنى صغيرة تشبه الأكياس تتشكل داخل الخلايا وتؤدي دوراً أساسياً في تواصل الخلايا والأعضاء. 

اقرأ أيضاً: باحثون يطورون عدسة مجهر خاصة ترصد نمو الخلايا السرطانية

آلية عمل الجسيمات النانوية المعدنية 

يشرح يوسف حايك، الأستاذ بجامعة الشارقة، في الدراسة المنشورة في دورية «أدفانسد بيولوجي»، آلية عمل هذه الجسيمات النانوية المعدنية، ويوضّح أنها تدخل الخلايا السليمة التي تنتمي إلى النسيج نفسه الذي تنتمي إليه الخلايا السرطانية، وتصبح من المكونات الرئيسية في حويصلات الإخراج الخلوي، وتخرج من الخلايا بصفتها حويصلات محملة بالأدوية.

وعن انتقاء الحويصلات للخلايا السرطانية وإصابتها يقول حايك إن: “حويصلات الإخراج الخلوي التي تتشكل في الخلايا السليمة تميلُ إلى التراكم على نحو تفضيلي في الخلايا السرطانية التي تنتمي إلى الأنسجة نفسها بمعدّل أكبر بـ 10 مرات من أي خلايا أخرى، ويعود ذلك لتوافق تركيبها مع هذه الخلايا”. 

تُستخدم ناقلات الأدوية المزوّدة بالأجسام المضادة لزيادة دقة استهداف الأورام. مع ذلك، يحدُّ كلٌّ من حجمها الكبير وقدرتها على توليد المناعة وتكلفتها وغياب مستقبلاتها السطحية المحددة بدقة من استخدامها.

في هذه الطريقة يقتل الدواء الخلايا السرطانية على نحو تفضيلي وبتركيز منخفض دون التأثير على الخلايا السليمة المحيطة بها.

اقرأ أيضاً: قتلت الخلايا السرطانية: تجربة واعدة لفيزياء الكم في علاج السرطان

يهدف الباحثون مستقبلاً إلى تطوير “عقار مجاني تكميلي مضاد للسرطان وحويصلة توصيل ذكية”، ويرون أن هذه الأدوية المعتمدة على الجسيمات النانوية المعدنية ستُحدث ثورة في علاج السرطان، وذلك بعد إجراء المزيد من الأبحاث قبل دخول العلاج في المرحلة السريرية.