بالصور: مسح ثلاثي الأبعاد لسفينة التيتانيك يبين حطامها بتفصيل غير مسبوق

صورت مركبتان غاطستان سفينة التيتانيك بدقة غير مسبوقة. شركتا أتلانتك برودكشنز وماجلان

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية

أسفرت أشهرٌ من العمل الشاق في تحليل أكثر من 16 تيرابايت من بيانات الصور ومقاطع الفيديو بدقة 4 كيه (4K)، عن تصميم أول مسح ثلاثي الأبعاد بالحجم الكامل للبقايا المذهلة والغارقة لسفينة آر إم إس تيتانيك (RMS Titanic).

صور مفصلة لحطام التيتانيك

وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي (BBC)؛ بدأ المتخصصون في شركة ماجلان (Magellan) المتخصصة في رسم خرائط أعماق البحار بقيادة مركبتين غاطستين مخصصتين للمياه العميقة عن بُعد خلال صيف عام 2022. التقطت المركبتان، اللتان تحملان اسمَيّ “روميو” و”جولييت” (Romeo and Juliet)، أكثر من 700 ألف صورة لموقع حطام التيتانيك الذي يمتد مسافة 4.8 كيلومترات تقريباً خلال أكثر من 200 ساعة من الغوص. نتائج هذه البعثة هي عبارة عن صور مفصّلة لدرجة أنها تُظهر الأرقام التسلسلية لإحدى مروحيات باخرة الركاب الدافعة بالإضافة إلى أحذية الركاب وزجاجات المشروبات غير المفتوحة.

توفي أكثر من 1,500 شخص بعد أن اصطدمت التيتانيك بجبل جليدي وغرقت في مياه المحيط الأطلسي المتجمدة خلال رحلتها الأولى عام 1912 من مدينة ساوثهامبتون في المملكة المتحدة إلى مدينة نيويورك الأميركية. أجرى الخبراء في العديد من البعثات الاستكشافية عمليات مسح لبقايا التيتانيك منذ إعادة اكتشافها في عام 1985؛ ولكن حتى الآن، لم نتمكن إلا من إلقاء نظرة عابرة على السفينة والتقاط صور مبهمة لحطامها بسبب حجمها الهائل وبيئة المحيط الشديدة السواد على عمق 3,800 متر.

صور تساعد على المزيد من الدراسات التفصيلية

مع ذلك، يستطيع الخبراء اليوم البدء بدراسة بقايا التيتانيك بدرجة جديدة تماماً من التفصيل والدقة. قال الباحث المخضرم في سفينة التيتانيك، باركس ستيفنسون (Parks Stephenson)، في بيان صحفي: “ما نراه لأول مرة هو تصوير دقيق وواقعي لموقع السفينة الغارقة وحطامها بأكمله. رأيت التفاصيل التي لم يرها أحد من قبل، ويتيح لي ذلك إضافة المعلومات الجديدة على كل ما تعلمناه حتى الآن ورؤية الحطام من وجهة نظر جديدة”.

وفقاً لستيفنسون؛ لا يعلم الخبراء بعد ما حدث عندما اصطدمت السفينة بالجبل الجليدي بدقة، على الرغم من أنهم يعرفون سبب غرقها؛ إذ قال لهيئة بي بي سي: “لا نعلم حتى ما إذا اصطدم جانبها الأيمن بالجبل الجليد بالفعل كما يظهر في الأفلام جميعها، وربما أنها استقرت على الجبل الجليدي”. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكشف فحص الأجزاء مثل مؤخرة السفينة عن التفاعلات الفيزيائية وراء كيفية ارتطامها بقاع البحر بدقة.

مسح ثلاثي الأبعاد لحطام مروحة سفينة التيتانيك الدافعة.

الوقت عامل حاسم بالنسبة إلى البعثات المستقبلية لبقايا سفينة التيتانيك؛ إذ تستمر أشكال الحياة الميكروبية بتفكيك أجزاء من السفينة بينما تتحلل أجزاء أخرى منها في بيئة المحيط العميق العدوانية. ولكن على الرغم من ذلك، تمثّل الصور الأحدث مخزوناً بالغ الأهمية ولا يقدَّر بثمن بالنسبة إلى الباحثين بينما يواصلون التعلم من واحدة من أشهر الكوارث في القرن العشرين.

وثّق طاقم فيلم يعمل جنباً إلى جنب مع شركة ماجلان لصالح شركة أتلانتك برودكشنز (Atlantic Productions)، البعثة التي أُجريت في عام 2022، ويخطط لإطلاق الفيلم الوثائقي حول المشروع في المستقبل القريب.