شارك
الرئيسية
1 دقيقة
في العاصمة الأميركية واشنطن، وداخل مبنى الكونغرس الذي يعرف بمبنى الكابيتول، توجد أكبر مكتبة بالعالم والتي تعرف بمكتبة الكونغرس، قد لا يدرك القارئ ضخامة هذا الصرح حتى لو علم أن عدد الكتب التي يحتويها هو حوالي 16 مليون، لذا سنقوم افتراضياً بإنزال رفوف الكتب ووضعها على خط واحد ثم نقيس طول هذا الخط، سنكتشف حينها أن طول هذه الرفوف يعادل المسافة بين قطر وميناء جدة! لكن ليس هذا كل شيء، فالتكنولوجيا الحديثة تخبرنا أنه لو قمنا بتحويل هذه الكتب إلى الشكل الرقمي مثل PDF أو Epub ثم قمنا بضغطها فسيبلغ حجم كامل المكتبة حوالي 10 تيرابايت، وهو ما يمكن تخزينه على قرص صلب بحجم الكف.
هي نقلة نوعية تلك التي شهدها الكتاب بعدما أصبح بالإمكان تحويله إلى تنسيق رقمي قابل للتعديل والبحث بسهولة، واليوم أصبحت غالبية الوثائق وثائق رقمية كما أن جزء كبير من الباحثين أصبح يعتمد على الكتب الإلكترونية لسهولة تصفحها والبحث من خلالها. ومن المعروف أنه يمكن لأي شخص تحويل ملفاته الورقية إلى صيغة PDF وكل ما يحتاجه هو ماسح ضوئي وتطبيق يحول الصور إلى ملفات نصية قابلة للتحرير.
قد لا تبدو العملية بهذه البساطة، فهي تتطلب امتلاك الماسح الضوئي، ومعرفة التعامل معه وكذلك معرفة البرامج الأفضل للحصول على الملف الإلكتروني. لذا عمدت شركة أدوبي إلى تطوير تطبيق للهواتف النقالة يحمل اسم أدوبي سكان Adobe Scan والذي يتميز ببساطة شديدة، حيث يكتفي المستخدم بالدخول إلى التطبيق والتقاط صورة للملف أو الصفحة عن طريق الكاميرا، ثم يتم الضغط على زر تحويل الصورة إلى ملف PDF لتنتهي العملية.
وقد طورت أدوبي هذا التطبيق من خلال منصة أدوبي سينسي Adobe Sensei (سينسي كلمة يابانية تعني المعلم) الخاصة بتعليم الآلة، وذلك لجعل التطبيق قادراُ على اكتشاف الحروف والحواف وتحويل الصورة إلى الشكل القابل للتحرير والقابل للبحث.
من الواجب التنويه إلى أن تجربة المستخدمين مع هذه النسخة الأولية من التطبيق ليست التجربة المثلى، فقد وجد البعض عدة ثغرات تتعلق بعدم كون كل الكلمات المحتواة بالملف قابلة للظهور ضمن نتائج البحث، لكن هذا لا يمنع من الإشادة بهذه الخطوة التي قامت بها أدوبي لأنها ستضيف الكثير لكل من يتعامل مع الكتب والملفات النصية، وهم شريحة كبيرة جداُ في عصرنا الحالي. ومع التطوير المستمر للتطبيق سيتم تلافي الثغرات الموجودة حالياً من أجل الوصول للحل الأفضل.