يجمع ما بين العلم وألعاب الفيديو ماضٍ مليء بالتناقضات. فقد (أثبت) العلم أن ألعاب الفيديو تجعلك أذكى، وأغبى، وسميناً، ونحيلاً، وهادئ الأعصاب، وعدوانياً، والآن، يضيف بحث جديد تحسين الذاكرة إلى هذه القائمة.
تم نشر دراسة في Journal of Neuroscience تقترح أن ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد، تحديداً، يمكن أن تحسن الأداء في اختبارات الذاكرة بما يصل إلى 12%. ويلحظ الباحثون أن هذه النسبة هي عادة نسبة قدرة الذاكرة التي تضمحل بين عمر 45 و75 سنة.
يقول كريغ ستارك في بريد إلكتروني موجه إلى بوبيولار ساينس: "يبدو أن القدرة على حفظ وتذكّر تفاصيل الأحداث تصبح أفضل بمجرد ممارسة إحدى ألعاب الفيديو التجارية واستكشاف العالم الذي تحويه".
في هذه الدراسة، تم فصل 69 طالباً جامعياً (ممن ليسوا من ممارسي الألعاب) إلى ثلاث مجموعات. حيث طُلب من مجموعتين ممارسة لعبة ثنائية الأبعاد (Angry Birds)، أو ثلاثية الأبعاد (Super Mario 3D World) لمدة 30 دقيقة يومياً لأسبوعين. على حين أن المجموعة الثالثة لم تلعب بأية ألعاب، وذلك بهدف المقارنة. تم إجراء اختبارات إدراكية واختبارات ذاكرة على الطلاب قبل وبعد فترة الأسبوعين. وعلى حين أن مجموعة المقارنة والمجموعة التي مارست اللعبة ثنائية الأبعاد لم تظهر أي تحسن، فقد ازدادت نتائج مجموعة الألعاب ثلاثية الأبعاد بمقدار 12%.
تم إجراء اختبارات الذاكرة المعيارية على مجموعة مستقلة من اللاعبين المحترفين. حيث تمت مقارنة مجموعة من محترفي الألعاب ثنائية الأبعاد، ممن يلعبون (Super Smash Bros) بمجموعة من محترفي الألعاب ثلاثية الأبعاد، ممن يلعبون (League Of Legends). وفي هذه الدراسات، تم تعريف الألعاب ثلاثية الأبعاد على أنها الألعاب ذات العمق الواضح الذي يمكن للاعبين أن يستكشفوه، وذلك مقارنة مع الألعاب ثنائية الأبعاد ذات الحركة الجانبية. أظهرت النتائج أن لاعبي (League Of Legends) تفوقوا على المتوسط بحوالي 10%، قريباً من نتائج الذين لا يمارسون الألعاب.
استنتج الباحثون سبب حدوث هذا من أبحاث أجريت على الجرذان. حيث رأوا في دراسات سابقة أن هذا النوع من ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد، والغنية بالتفاصيل، يحفز منطقة الحُصين أو قرن آمون، والتي تتحكم بالذاكرة المكانية في الدماغ. أي أن ألعاب الدماغ، بشكل أساسي، تشكل تدريباً للدماغ.
يقول ستارك: "ما زال هذا البحث في بداياته. ولكنه يقترح احتمال صحة تغير فعالية الوظائف الإدراكية بالممارسة والتدريب".
أظهرت الدراسة إمكانية تحقيق نمو للذاكرة لدى البشر في مرحلة الشباب، ولكن الخطوة التالية للفريق ستكون التحقق من سريان نفس المبدأ على إصلاح فقدان الذاكرة لدى الأكبر سناً. يقول ستارك أنه رأى نجاح هذا التدريب الذهني لدى القوارض، وبقي أن نجري الاختبارات على البشر.
يقول ستارك: "إذا أمكن تحقيق هذا بممارسة ألعاب الفيديو، أو أي شكل آخر من تعزيز البيئة المحيطة، فهذا يعني نصراً حقيقياً لنا".