إنترنت الأشياء: أن تساعدك أجهزتك في كل شيء

3 دقائق

هناك مليارات الأجهزة الإلكترونية المتصلة بالإنترنت حول العالم الآن، جميعها تعمل على جمع البيانات ومشاركتها دون تدخل من أي إنسان. نتحدث عن إنترنت الأشياء «IoT» أحد أهم اختصاصات المستقبل

ما هو إنترنت الأشياء؟

يعرف إنترنت الأشياء بأنه مفهوم وصل أي جهاز إلكتروني إلى شبكة الإنترنت، وعن طريق الشبكة نفسها، يتصل بالأجهزة الأخرى. ويمكن تحويل أي جهاز إلى إنترنت الأشياء إذا كان من الممكن توصيله بالإنترنت للتحكم فيه؛ أو توصيل المعلومات. ببساطة إنترنت الأشياء عبارة عن شبكة عملاقة من الأشياء المتصلة والأشخاص المتصلين، وكلها تجمع وتتبادل البيانات حول طريقة استخدامها والبيئة المحيطة بها.

تتواجد أنواع مختلفة من الأجهزة المتصلة بشبكة إنترنت الأشياء. ولتقريب الفكرة يمكن تخيل السيناريو التالي، عند اقتراب وصول السيارة الذكية من المنزل، ترسل السيارة إشعاراً إلى الفرن الذكي بموعد الوصول عن طريق تبادل المعلومات عبر شبكة إنترنت الأشياء، وبدوره يجهز الفرن الذكي الطعام عند الوصول تماماً.

تجمع الأجهزة التي تحتوي على أجهزة استشعار من خلال الإنترنت؛ البيانات وتحليلها. ثم تشارك البيانات الهامة منها مع التطبيقات المسؤولة عن تحقيق عمل معين، هذا النظام الكامل هو نظام ذكي بما فيه الكفاية ليفرق بين البيانات المهمة والمفيدة والبيانات الأخرى والتي يتخلص منها بأمان. هذه البيانات تستخدم لعدة أغراض منها توقع الأنماط، ووضع التوصيات، واتخاذ القرارات الذكية، وتوقع الأخطاء قبل حصولها.

تقنيات جعلت إنترنت الأشياء واقعاً

فكرة إنترنت الأشياء ليست بفكرة جديدة، ولكنها كانت صعبة التحقيق سابقاً. وساعد التطور التقني الحالي في العصر الحديث على تطبيقها عملياً، ومن أهم التقنيات التي ساهمت هي صناعة أجهزة استشعار منخفضة التكلفة والطاقة. 

أيضاً سمحت منصات التخزين السحابي للمستخدمين، وأصحاب المشاريع من الوصول بسلاسة لتطوير تقنية إنترنت الأشياء. وساعدت بروتوكولات التواصل التي وفرتها شبكة الانترنت من سهولة تبادل المعلومات بين الأجهزة والتخزين السحابي بسرعة وسلاسة.

ولعبت تقنيات الذكاء الاصطناعي دوراً في حدوث نقلة نوعية في توافر إنترنت الأشياء. ومع تقدم تقنيات تعلم الآلة والنظم التحليلية، أصبح هناك كم هائل من البيانات المخزنة سحابياً، استخدمت هذه البيانات في تطوير شبكة إنترنت الأشياء. وساهمت الشبكات العصبونية الاصطناعية ومعالجة اللغات الطبيعية، في تطوير تطبيقات تتفاعل مع المستخدم مثل المساعد الشخصي الإلكتروني أليكسا، وكورتانا، وسيري وغيرهم.

مجالات إنترنت الأشياء

يمكن لإنترنت الأشياء أن يكون عاملاً مساعداً لتطوير المجالات الحياتية المختلفة، مثل التصنيع، ويمكن استخدام أجهزة الاستشعار لمراقبة خطوط الإنتاج ومشاركة البيانات عبر إنترنت الأشياء مع صاحب العمل، وبالتالي تساعد المصنعين على التصرف سريعاً عند وقوع الأخطاء لتصحيحها.

جعل كل شيء يدار بدون تدخل اليد البشرية هو أساس مفهوم التشغيل الآلي أو الأتمتة. وأدى ظهور إنترنت الأشياء إلى تطبيق هذا المفهوم بشكل كبير. فقدرة أجهزة الاستشعار تمتد لإمكانية معرفة حصول عطل في أحد الأجهزة المتصلة، هذه الميزة تستخدم بشكل أساسي في السيارات الحديثة، فعند تعطل أحد قطع السيارة تستشعر الأجهزة العطل وتخبر السائق مع تقديم الاقتراحات المناسبة.

يمكن لإنترنت الأشياء أن يساعدنا في مجال الصحة، باستخدام الأجهزة القابلة للارتداء، والمتصلة بشبكة الإنترنت مثل الساعات الذكية، يمكن جمع المعلومات الطبية عن الأشخاص وربطها مع المؤسسات الصحية، وتستطيع الأجهزة؛ استشعار العديد من الحالات الصحية مثل الإرتفاع مفاجئ في ضغط الدم، أو تغير في دقات القلب، أو الإغماء المفاجئ، لتحلل الحالة بسرعة مع مقارنتها بالبيانات الطبية المخزنة سحابياً، وإيصال المعلومة للطبيب المسؤول لتجنب حدوث مضاعفات أو طلب الإسعاف في الحال إن تطلب الأمر لذلك.

المستقبل الذكي

سيجعل إنترنت الأشياء منازلنا، ومكاتبنا، وسيارتنا أكثر ذكاءً، تعمل مكبرات الصوت الذكية على تسهيل تشغيل الموسيقى أو ضبط المنبهات أو الحصول على المعلومات. وتسهّل أنظمة أمان المنزل مراقبة ما يجري في الداخل والخارج، أو رؤية الزوار والتحدث معهم، وفي الوقت نفسه يمكن لأجهزة الاستشعار الذكية أن تساعدنا في تدفئة منازلنا قبل أن نعود، ويمكن للمصابيح الذكية أن تجعلها تبدو وكأننا في المنزل حتى عندما نكون بالخارج.

أخيراً، عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة يزداد بشكل مستمر وبالتالي سيحدث زيادة في كمية البيانات التي ترسلها أجهزة الاستشعار، مع تحليل ودراسة هذه البيانات الضخمة، وبالتالي ستطور شبكة إنترنت الأشياء. هذا التطور سيجعل كل شيء في البيئة المحيطة بالبشر ذكياً وقادر على التفاعل بشكل كامل معنا، وكل يوم يمر؛ نقترب من الوصول مستقبلاً للحياة الذكية التي بدأت في التحقق. 

المحتوى محمي