هذه الحكاية ننقلها لكم كما رواها مارك فويرشتاين، طيار اختبار بوينج:
كنت أعشق الطائرات وأنا طفل صغير، وكنت أعلم أنني أريد أن أكون طيار اختبار. واليوم أقود طائرات بوينج 747، بما في ذلك الطائرة 747-8، أطول طائرات ركاب في العالم. ندفع الطائرة حتى تصل إلى أقصى إمكانياتها، وأحيانا نقوم بمناورات خطرة كي نساعد المهندسين في تحسين مستوى سلامة الطائرة. فعلى سبيل المثال، نتعمد إيقاف أحد المحركات أثناء الطيران ونترك الطائرة تنحدر ومقدمتها إلى أسفل للتأكد من كيفية سلوكها دون تدخل الطيار. الطائرات النفاثة في يومنا هذا عادة ما تستعيد حالتها الطبيعية بسرعة.
أحد الأشياء الأكثر طرافة التي فعلناها هي الإقلاع بوزن 453,500 كيلوجرام، وهو رقم ضخم جداً! كنا نريد اختبار الطريقة التي تطير بها الطائرة 747-8 عند أقصى وزن إقلاع معتمد لها وهو 449,000 كيلوجرام. في العادة يحترق بعض الوقود لنتمكن من الإقلاع إلى الجو، وبالتالي يخف وزن الطائرة. لذا استخدمنا الـ 4,500 كيلوجرام الزائدة لنرتفع عن الأرض، ويبقى وزننا هو أقصى وزن للطائرة وهو 449,000 كيلوجرام، حيث استطعنا أن نتعرف على كيفية انقياد الطائرة وهي محمولة جواً عند هذا الوزن. عندما تكون الطائرة عند ذلك الوزن، يصعب على الهيكل أن يمتص هبوطاً خشناً، لذا ينبغي أن تكون حريصاً بعض الشيء. إذا وقع ضرر ما، فلابد أن يعلم رئيسك بما حدث.
نشر هذا المقال في عدد مايو/ يونيو 2017 من مجلة بوبيولار ساينس تحت عنوان "مخاطر الطيران".