من المعروف في علم النفس أن التغلب على مخاوفك يتطلب مواجهتها. ولكن في بعض الحالات، قد يكون من الصعب أو المستحيل تحقيق هذا. كيف يمكنك أن تواجه الخوف من السقوط من مكان مرتفع مثلاً؟ وفقاً لدراسة إسبانية جديدة، يمكن للواقع المعزز أن يقدم الحل.
تقول الدراسة أن أحد أنظمة الواقع المعزز أدى عمله بشكل ممتاز بإخافة بعض الناس المصابين برهاب الصراصير. ولكن لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت هذه العملية ساعدت هؤلاء الأشخاص على التغلب على هذه المخاوف، حيث أن الهدف كان تحديد مدى قدرة الواقع المعزز على إثارة الخوف.
جلس المشاركون على مكتب مع حاسوب، وارتدوا نظارات واقع افتراضي مزودة بكاميرا، بحيث يمكن للشخص أن يرى صورة المكتب الذي كان يحدق إليه مغطى بالصراصير الافتراضية. وقد أصيبت ست مُشارِكات في التجربة بمستويات عالية للغاية من الخوف لدى مشاهدة محاكاة الصراصير، وذلك وفقاً لريتشارد لاندرز، وهو أخصائي في علم النفس المتعلق بالعمل وبيئة العمل في جامعة أولد دومينيون، والذي كتب عن هذه التقنية في مدونته.
يشير لاندرز إلى أن مستويات الخوف العالية مؤشر جيد بالنسبة لمستقبل الواقع المعزز. فإذا كانت الصراصير الافتراضية قادرة على إثارة ردات فعل مماثلة للصراصير الحقيقية، فهذا يعني إمكانية علاج أنواع أخرى من الرهاب بنفس التكنولوجيا. ويمكن استخدام العلاج بطريقة التعريض والمواجهة لعلاج أنواع من الرهاب لم يكن من الممكن استخدام هذا الأسلوب معها من قبل، نظراً للخطر الشديد أو الضرر على الصحة، مثل الخوف من السقوط من مكان مرتفع أو الخوف من الكائنات الميتة.
في هذه الدراسة، يقوم الطبيب المعالج بالتحكم بعدد الصراصير التي يمكن للمريض أن يراها، وزيادتها تدريجياً مع تتابع جلسات العلاج. وبمرور الوقت، يرى المريض المزيد والمزيد من الصراصير، ولكن لا يحدث له أي شيء. وفي نهاية المطاف، يشفى من الرهاب.
يقول المؤلفون أن النظام استخدم للشفاء من رهاب الحيوانات الصغيرة. وبالنيابة عن مرضى رهاب الصراصير، نأمل أن يشفيهم هذا النظام بقدر ما تسبب بإخافتهم.