استخدم هذه الحيلة التقنية لجعل تصفحك للإنترنت أكثر سرعةً وأماناً

3 دقائق
يبدو هذا الشاب الذي يستخدم الحاسوب حراً ومطمئناً.

هناك إجراء بسيط وصغير يمكنك أن تطبقه الآن ليجعل تصفحك للإنترنت أسرع وأكثر خصوصية. كل ما عليك فعله هو إجرائه، ولحسن الحظ لا يتطلب ذلك أي مهارات تقنية عالية. والأجمل من ذلك أنه إجراء سريع لا يتطلب أي فترة انتظار. يتعلق هذا الإجراء بجانب من الانترنت يدعى نظام أسماء النطاقات أو اختصاراً (DNS)، وبخدمة جديدة تسمى 1.1.1.1

غالباً ما يقارن خبراء التقنية خدمة DNS بدليل الهواتف؛ فهو تقنية تترجم كلمات اسم النطاق إلى عنوان آي بي، وهو مجموعة من الأرقام تمثل اسم النطاق. على سبيل المثال، يأخذك العنوان 172.217.6.68 إلى Google.com. ونحن نستعمل الكلمات كعناوين للويب لأنه من الأسهل على الناس تذكر الكلمات بدل مجموعة من الأرقام مثل عناوين الآي بي، ومن هنا تعمل تقنية DNS على التعرف على عناوين الآي بي لأسماء النطاق التي تكتبها على متصفحك.

من ناحية أخرى، تستطيع كمستخدم اختيار خدمة  DNS التي تريد على حاسوبك. لكنك إن لم تختر أي خدمة DNS فستتولى الشركات التي توفر لك الانترنت - مثل فيريزون أو شارتر- هذا الأمر. وإذا أخذنا شركة كومكاست كمثال سنرى أنها تستخدم نظاماً داخلياً خاصاً بالشركة. ومع ذلك وبدل أن تكتفي بالإعدادات الافتراضية التي يقدمها لك مزود شبكة الانترنت، من المستحسن أن تفكر في استخدام خدمة DNS جديدة توفرها شركة رقمية تدعى كلاود فلير(Cloudflare). 1.1.1.1 حيث ستحصل باستخدامك هذا  DNS على فائدتين:

الأولى هي تجربة تصفح انترنت أسرع على الرغم من أن سرعة التحميل المضافة تقاس بالميلي ثانية. أما الثانية فهي الخصوصية التي تمنحها، حيث تعد الشركة الموفرة بمسح سجلات طلبات الـ DNS كل 24 ساعة. لا تكتفي الشركة بهذا فحسب بل قالت أنها ستشارك في عمليات تحقق سنوية يقوم بها طرف ثالث مستقل للتأكد من تنفيذها ما تعد به.

وهذه الخدمة "تقول للشركات التقنية أن الحفاظ على الخصوصية لا يعني بالضرورة إبطاء تدفق الانترنت" كما يقول فرانك وانغ، طالب دكتوراه في علوم الحاسوب من MIT، وهو باحث مهتم بالأمن الرقمي انتقل مؤخراً لاستخدام 1.1.1.1 ، هكذا نجد أن هذه الخدمة ونظراً لما تمنحه من سرعة وخصوصية "تمنحك سبباً مقنعاً جداً لاستخدامها".

وفيما يتعلق بالخصوصية، يشير شومان غوسيماجمدر، مدير التكنولوجيا التنفيذي في شركة شَيب سيكورتي (Shape Security)، إلى أن "شركة كلاود فلير تتمتع بسمعة طيبة في هذا المجال، وقد عززتها أكثر بإطلاق هذه الخدمة".

مع العلم أن هذه الخدمة ليست الأولى من نوعها في هذا المجال: فشركة غوغل مثلاً تدير خدمة تدعى Google Public DNS، حيث نجد أن أحد عناوين آي بي هذه الخدمة 8.8.8.8 وهي مثل 1.1.1.1 مجانية تماماً.

إن اختيار خدمة مثل 1.1.1.1 يعني أن عمليات البحث DNS -أي عناوين المواقع الالكترونية التي تزورها والتي يترجمها خادم DNS إلى أرقام- ستتولاها شركة كلاود فلير، وليس مزود خدمة الانترنت الذي أنت مشترك لديه، ويعني أيضاً أن كل سجلات المواقع التي زرتها ستمحى بانتظام. (من المعروف أن البيانات التي لم تعد موجودة من الصعب اختراقها؛ أو استعادتها مجدداً). ومع أن الشركات التي توفر خدمة الأنترنت ستظل قادرة على معرفة عناوين آي بي المواقع الالكترونية التي تتصفحها، إلا أن استخدام 1.1.1.1 يعتبر خطوة رمزية لجعل جزء أساسي من عملية التصفح في متناول شركة لن تسجلها في خوادمها.

وفي عصرنا هذا، نرى كل يوم سبباً جديداً يحثنا كمستخدمين للأنترنت على جعل التصفح آمناً وخصوصياً قدر الإمكان. "من ناحية عامة، يكشف ما نفعله على الانترنت الكثير من المعلومات عنا" يقول ميتش ستولتز، كبير المحامين في مؤسسة الجبهة الالكترونية. "وسواء أكانت هذه الأفعال سيئة أو جيدة، صحيحة أم خاطئة، فإنها أشياء خاصة بنا لا نود مشاركتها مع العالم".

يمكن لسجلات تصفحنا الكشف عن توجهاتنا الدينية أو السياسية على سبيل المثال، أو تكشف عن معلوماتنا الصحية كمثال آخر. ويضيف "إننا لا نرغب في أن يعرف مدرائنا كل موقع تتصفحه عندما نعود للمنزل بعد الدوام؛ وبلا شك لا نريد للمعلنين أو شركات التأمين أو مكاتب الائتمان معرفة كل موقع إلكتروني نزوره".

وعلى أية حال، قد لا تكون خدمة كلاود فلير الجديدة "الحل المثالي" لمشكلة الخصوصية، لكنها بالتأكيد "خطوة جيدة نحو الاتجاه الصحيح" كما يقول ستولتز. "فعندما تستعمل هذه الخدمة، فهذا يدل على أنك تهتم لخصوصيتك، والسوق الحالي يستجيب أكثر فأكثر لهذه العلامات التي يبديها المستخدمون".

والآن إن رغبت في اختيار خدمة DNS جديدة لاستعمالها، انتقل إلى صفحة 1.1.1.1 بموقع كلاود فلير أو خدمة DNS غوغل لتعرف كيفية تغيير الإعدادات في حاسوبك أو على هاتفك الذكي.

المحتوى محمي