التكنولوجيا القابلة للارتداء: أكثر من مجرد اكسسوارات إلكترونية

4 دقائق
التكنولوجيا القابلة للارتداء
حقوق الصورة: ماكرو فيكتور/ شترستوك.

تعرف بالتأكيد الساعة الذكية، إنها أداة إلكترونية ترتديها في يدك، لكن هل تعرف أدوات إلكترونية أخرى يمكن أن ترتديها في أي جزء آخر من جسدك؟ ربما ستقول نعم وربما لا. عموماً، إنها تكنولوجيا قابلة للارتداء، تعرف عليها أكثر، وتعرف على أمثلة أخرى عنها في السطور التالية.

ما هي التكنولوجيا القابلة للارتداء؟

التكنولوجيا القابلة للارتداء أو الأجهزة القابلة للارتداء أو التكنولوجيا الملبوسة أو التقنيات القابلة للارتداء، جميعها تسميات تدل على شيء واحد، وهو الأجهزة الإلكترونية التي يمكن ارتداؤها، سواءً كإكسسوارات أو مزروعة في الجسم أو مضمنة في الملابس. هي أجهزة عملية، لا تتطلب استخدام اليدين، بل تحتاج اتصالاً بالإنترنت، ومعالجاً دقيقاً يرسل البيانات ويستقبلها.

ساعد في تطور التكنولوجيا القابلة للارتداء المعالجات الدقيقة وشبكات الهاتف المحمول وتقنيات نقل البيانات السريعة. تُصنَّف تحت مصطلح إنترنت الأشياء، لها تطبيقات واسعة في عدة مجالات أولها اللياقة البدنية، ثم وصلت إلى ساعات اليد الذكية وتطبيقاتها، تلا ذلك سماعات البلوتوث والنظارات، ومع تضخم صناعة الألعاب، زاد الطلب على التقنيات القابلة للارتداء الخاصة بألعاب الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

اقرأ أيضاً: حقيبة ظهر تسيّر المكفوفين بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي

التكنولوجيا القابلة للارتداء والطب

التكنولوجيا القابلة للارتداء
ياكوبتشك فياشيسلاف/ شترستوك.

من أكثر المجالات استفادة من الأجهزة القابلة للارتداء هو مجال الطب، فقد طورت إحدى الشركات رقاقة ذكية يمكنها الكشف عن العلامات المبكرة لسرطان الثدي ونقل المعلومات إلى المختبر لتحليلها. كما تُستخدم بعض الأجهزة القابلة للارتداء لمراقبة جودة الهواء، وقياس نسبة الملوثات فيه، وتحديد النقطة التي يصل إليها تلوث الهواء والتي لا يمكن لمن يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي احتمالها.

يوجد أجهزة يرتديها المسنّون وذوو الاحتياجات الخاصة، تنبّه ذويهم بابتعادهم عن نطاق مسافة محدد. يوجد أيضاً أوشام ذكية تحتوي على مستشعرات إلكترونية مرنة لمراقبة نشاط القلب والدماغ، واضطرابات النوم، ووظيفة العضلات. حتى مرضى باركنسون، أصبح لهم ساعة ذكية تراقب الأعراض، وتجمع البيانات اللازمة لتطبيق العلاج اللازم.

اقرأ أيضاً: الأجهزة القابلة للارتداء تقيس مدى التعرُّض للأشعة، لكن هل يمكنها وقايتنا من سرطان الجلد؟

أنواع التقنيات التي يمكن ارتداؤها

التكنولوجيا القابلة للارتداء
حقوق الصور: أحمد ميزرلغول/ شترستوك.

تتنوع التقنيات القابلة للارتداء حسب الغرض منها: 

الساعات الذكية

الساعات الذكية هي أشهر الأجهزة القابلة للارتداء، يتم توصيلها بهاتف مالكها الذكي، يستطيع من خلالها الإجابة عن المكالمات، والاطلاع على الرسائل النصية والإشعارات التي تصل إلى هاتفه دون الحاجة لحمل الهاتف. يضيف مصممو الساعات الذكية أيضاً ميزات عديدة أخرى، مثل قراءة نبضات القلب، وعداد الخطوات وغيرها من الميزات.

اقرأ أيضاً: للموسيقى والتمارين وقياس الأكسجين: إليك أفضل الساعات الذكية

أجهزة تتبع اللياقة البدنية

كما يشير اسمها، تراقب أجهزة اللياقة البدنية كل ما يريد معرفته الشخص عن لياقته مثل معدل ضربات القلب والسعرات الحرارية المحروقة وعدد الخطوات التي يقطعها، وغيرها. تزوَّد بعض أجهزة تتبع اللياقة البدنية الآن بالميزات التي تمتلكها الساعات الذكية مثل التنبيه بوصول الإشعارات، كما تمتلك الساعات الذكية بعض ميزات أجهزة تتبع اللياقة البدنية، لذلك أصبح من الصعب التمييز بينهما، لكن تكون أجهزة تتبع اللياقة أرخص من الساعات، كما أنها لا تركز على المظهر الجمالي.

المجوهرات الذكية

المجوهرات الذكية من الأجهزة القابلة للارتداء أيضاً، تتنوع بين الخواتم الذكية والأساور والأقراط. غالباً ما تكون الغاية منها مراقبة صحة مرتديها، إذ تجمع قطعة المجوهرات البيانات حول صحة الشخص، ليتمكن من الاطلاع عليها عبر هاتفه الذكي.

الملابس الذكية

تتيح الملابس الذكية اتصالاً أكبر مع جسد مرتديها، لذا يمكنها جمع معلومات أكبر عن حالته الصحية. تُعد شركة سامسونغ رائدة في هذا المجال، إذ تعمل على إنتاج قميص ذكي قادر على تشخيص أمراض الجهاز التنفسي، وأحذية ذكية تراقب كيفية الجري. يوجد أيضاً جوارب ذكية يمكنها اكتشاف تقرحات القدم، وملابس سباحة تُنبه المستخدم للوقت الذي يجب فيه وضع الواقي الشمسي.

اقرأ أيضاً: هوندا تطلق حذاء بالـ «GPS» لمساعدة ضعاف البصر على التجول

الأجهزة المزروعة في الجسم

لا تقتصر الأجهزة القابلة للارتداء على الأجهزة التي تلامس الجلد، بل يوجد نوع آخر يُدخل إلى جسم المستخدم عن طريق ابتلاعه مثل أقراص الدواء، يحتوي على أجهزة استشعار تراقب علامات الشخص الحيوية مثل ضغط الدم. يلتقط البيانات من هذا المستشعر جهاز خارجي يمكنه استخراج هذه البيانات وعرضها.

شاشات عرض مثبتة على الرأس

هي شاشات عرض صغيرة مدمجة في نظارات أو مثبتة على خوذة أو قبعة، توضع أمام عين المستخدم. لا تحجب الشاشة الرؤية، ولكنها تراكب الصورة على رؤية المستخدم للعالم الحقيقي. تعتمد بعض هذه الشاشات على تقنيات الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز. باستخدام هذه الأجهزة يمكن للشخص التفاعل مع ما يراه في الشاشة ومع واقعه الذي يعيش فيه في وقت واحد.

إيجابيات التكنولوجيا القابلة للارتداء

التكنولوجيا القابلة للارتداء
حقوق الصورة: سايدا برودكشن/ شترستوك.

تتمثل إيجابيات الأجهزة القابلة للارتداء في الغرض الذي صنعت من أجله، مثل: 

  • تقديم معلومات للمستخدم عن علاماته الحيوية في الوقت الفعلي، وخاصة إذا كان المستخدم يعاني من مرض ما.
  • عدم الاضطرار لإخراج الهاتف الذكي كل الوقت للقيام بالمكالمات الهاتفية أو قراءة الرسائل والإشعارات وغيرها. 
  • مشاركة البيانات مع مقدم الرعاية الصحية أو مدرب اللياقة البدنية أو الأصدقاء مباشرة وبكل سهولة.
  • بعض الأجهزة القابلة للارتداء مصممة لضمان سلامة مالكها، فهي ترسل نصوصاً أو رسائل مبرمجة مسبقاً، عندما يضغط عليها المستخدم عند شعوره بالخطر، فترسل الرسالة وتحدد موقع المستخدم لصديق أو أحد أفراد العائلة أو حتى الشرطة.

سلبيات التكنولوجيا القابلة للارتداء

  • قد تتعرض البيانات الصحية أو غيرها للمخاطر السيبرانية أثناء نقلها من المستخدم إلى مقدم الرعاية الصحية أو غيره.
  • عدم دقة البيانات التي تجمعها بعض الأجهزة، لذا لا يمكن أن تكون موضع ثقة، إذ تختلف البيانات أحياناً إذا تم ارتداء الجهاز على أجزاء مختلفة من الجسم.
  • انخفاض عمر بطارية بعض الأجهزة.
  • عدم قدرة الجميع على تحمل تكاليف الأجهزة القابلة للارتداء.
  • عدم قدرة سكان المناطق النائية على الاستفادة من هذه الأجهزة لعدم توفر الإنترنت فيها.

ختاماً، تتوقف الفائدة من الأجهزة القابلة للارتداء على الغاية منها، كغيرها من التقنيات، فهي ليست مجرد إكسسوارات للزينة أو التفاخر.

المحتوى محمي