روبوت خفاش يطير في الهواء باستخدام أجنحة غشائية رقيقة

1 دقيقة

يمكن لهذا الروبوت الخفاش ذي الأجنحة الرقيقة أن يطير.

إنّ الخفافيش مخلوقاتٌ غريبة، فهي تنطلق نحو السماء باستخدام أجنحة مصنوعة من الجلد، وتقوم أجسامها الصغيرة بالانقضاض وتغيير مسار حركتها، إذ أنها تصطاد الحشرات لساعات دون توقف. إنّها تتباهى بشكلها الضئيل، ذي الكفاءة العالية والوزن الخفيف، ما يجعلها مصدراً مثالياً ملهماً لصناعة روبوت مرفرِف. إنَّ الروبوت الخفاش الذي ابتكره باحثون من مختبر العلوم المتناسقة في جامعة إلينوي في أوربانا شامبين ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، هو آلةٌ تطير باستخدام تكنولوجيا فائقة مستوحاة من الكفاءة التي تتمتع بها الخفافيش.

يُعدُّ الروبوت الخفاش مثالاً على المحاكاة البيولوجية، حيث يقوم المهندسون والعلماء فيه بصناعة آلةٍ مستوحاةٍ من الطبيعة بشكل مباشر. يُعدّ هذا الروبوت أيضاً طائرة مسيّرة من الناحية التقنية - على اعتبار أنه آلة تطير بدون طيار-، إلا أنه لا يعتمد على مراوح متعددة دوّارة كتلك الموجودة في طائرة الهليكوبتر، أو على جناح ثابت صلب كما في الطائرات العادية. بدلاً من ذلك، يحلّق الروبوت الذي يبلغ وزنه 85 غراماً (3 أونصات) باستخدام حركة خفّاقة دقيقة، حيث يحمله غشاء أجنحته الرقيقة في الهواء كما لو أنّه خفَّاشٌ حقيقي فعلاً.

ما هو الاستخدام الممكن لمثل هذا الكائن؟ الجواب: لأن جسمه صغير ومرن، يمكن للنموذج المستقبلي الذي سيجسد الروبوت الخفاش أن يطير داخل الأبنية المنهارة، ويناور حول الحطام الذي سقط حديثاً لمعاينة الأضرار والبحث عن الناس المحاصرين في الداخل.
يقول سيث هاتشينسون أحد مُعدّي الدراسة: "إننا نتخيل تطبيقاً آخر يكون مساعداً جوياً حقيقياً للبشر".

ويضيف: "خذ على سبيل المثال، الأشخاص المُسنّين الذين يعيشون في منازل متعددة الأدوار، فالروبوتات الأرضية غير قادرة على صعود أو نزول السلالم، وبالتالي ستكون القدرة نوعاً ما على التحرك بين الطوابق - لإحضار الأدوية، أو لمراقبة البالغين في الظروف التي نريد فيها التحقق فقط من أنهَّم بأمان، وأنهم لم يتعرضوا للسقوط أو أي شيء من هذا القبيل - شيئاً مفيداً، سيما مع استمرار ارتفاع معدلات التقدم بالسن بين السكان".

لكن الروبوت الخفاش بحاجة للعمل على إحكام هبوطه، قبل أن يحلّق بالأدوية إلى كبار السن عندما تستدعي الحاجة. إنّ الهدف المستقبلي للمشروع هو أن يحطَّ الروبوت كما يفعل الخفاش، وأن يتشبَّث بمكانه، لكنّ هذا النوع من الهبوط الدقيق ما زال حتى الآونة الأخيرة أمراً بعيد المنال.

مع ذلك، فإنه أمرٌ مثيرٌ للإعجاب أن ترى هذا الروبوت وهو يرفرف في الهواء، ولمن المغري أن تتخيل مستقبلاً تكون فيه هذه الآلة الطويلة والنحيلة دلالةً تبشّر بتنفيذ عمليات إنقاذ.

المحتوى محمي