تحت رعاية «عمر سلطان العلماء» وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، بدأت فعاليات الموسم الثاني من مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي 2019، في الفترة بين 22 - 25 يوليو/ تموز الجاري. المخيم هو مبادرة من البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، وبدأ فعالياته على الأرض لأول مرة في العام الماضي، 2018، حيث يغطي موسمين: موسم الصيف والربيع. يقام المخيم حالياً في 4 إمارات هي: أبوظبي، دبي، رأس الخيمة، وأم القيوين.
انطلق البرنامج في الأصل من دبي، ويهدف إلى تعليم وتثقيف الطلاب في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الناشئة وتمكينهم بالأدوات والمهارات المناسبة، ومن المخطط أن يتوسع المخيم ليشمل جميع الإمارات، ويغطي جميع مواسم العام خلال الفترات القادمة.
يستهدف البرنامج طلاب المرحلة الثانوية والجامعات من كافة الجنسيات، ويهدف إلى تدريب 10 آلاف طالب بحلول نهاية العام الجاري. ويقام المخيم بالشراكة مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة من داخل الإمارات وخارجها، على رأسهم مؤسسة دبي المستقبل، والعديد من الشركات التقنية مثل مايكروسوفت و«آي بي إم»، «فن روبوتكس»، «إيفنتس»، «أوتو ديسك».
الالتحاق ببرنامج المخيّم مجاني تماماً، ويُمنح المتدربون شهادات معتمدة بعد انتهاء البرنامج، شرط أن يكون المتدرب قد التزم بحضر جميع أيام البرنامج في موعدها.
من الميدان
بدأ المخيم الصيفي في الموسم الثاني بتدريب أكثر من 500 طالب، والاستماع للمحاضرات على مدار 4 أيام بدءاً من 22 يوليو/تموز الجاري؛ في مجالات الذكاء الاصطناعي، البرمجة، علم البيانات، الروبوت، وكيفية تصنيع وتحريك الطائرات بدون طيار (الدرون).
يتم تقسيم المتدربين حسب مراحلهم (الثانوية والجامعة) في مجموعات للدخول إلى قاعات التدريب أو المحاضرات، بحيث تستغرق المجموعة الواحدة ساعتين فقط، ثم يتم التبديل بعدها بالمجموعة الأخرى التي تليها.
التقينا مع "رنا محمود" طالبة في السنة الأخيرة في كلية هندسة كمبيوتر في جامعة الشارقة لتروي لنا عن تجربتها في المخيم. تعرفت «رنا» على المخيم في موسمه الأول من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث سجلت عبر التطبيق الخاص بالبرنامج، وبعد متابعة مستمرة، حضرت الموسم الأول، وتبعته بحضور موسم الصيف هذا العام.
تحكي «رنا» عن أن أبرز التغيرات والتطورات في الموسم الثاني، هو وجود تفاعل أكثر مرونة بين المدربين والطلاب. في الوقت الحالي، تحاول رنا التعرف على مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوت والبرمجة وغيرها من مجالات البرنامج واستكشافها، لكن اهتماماتها منصبّة على هندسة الكمبيوتر بحكم اختصاصها، فيمكنها مثلاً التعمق أكثر في البرمجة أو تطوير البرمجيات. أما عن تجربتها الجديدة خلال المخيم هذا الصيف، فقد قامت باكتشاف عن الطائرات بدون طيار، الذراع الروبوتية، والتفاعل مع أدوات لم تجربها من قبل.
التقينا أيضاً بـ «محمد سالم إبراهيم الطنيجي» الطالب في السنة الدراسية الرابعة في كلية هندسة ميكانيكا في جامعة الشارقة. حضر محمد النسخة الأولى من المخيم الصيفي العام الماضي، حيث بدأ اهتمامه بالذكاء الاصطناعي نتيجة اهتمام الدولة الإماراتية بهذا المجال والترويج له بشتى الوسائل. كما شارك أيضاً في الموسم الأول عدة جلسات على مدار أسبوع واحد، قدمت في هذه الجلسات عدد من المحاضرات والورش التدريبية من شركات مثل مايكروسوفت، كريم، اي بي ام، أوتو ديسك، سايبروم. أبرز الملاحظات التي قدمها محمد باختلاف الموسمين، هو تطور طريقة الشرح والتدريب من قبل المدربين في هذه الشركات، لتصبح أكثر سهولة ووضوح في إيصال المعنى للطلاب.
وفي الموسم الثاني يكمل محمد طريقه في التعرف أكثر على الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، حيث حضر ورشاً تدريبية ومحاضرات في الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار. يهتم محمد بتطبيقات الذكاء الاصطناعي حيث يرى أن لها تطبيقات لا نهائية، ويمكن أن تخدم مجاله في الهندسة الميكانيكية مستقبلاً. على سبيل المثال - حسب قوله-، يمكن للذكاء الاصطناعي تنظيم العمل تلقائياً من خلال وضع نظام خاص يقوم على إعطاء المهام ومتابعتها وحفظها، بدلاً من إسناد هذه المهام لشخص ما أو متابعتها «بالورقة والقلم».
ختاماً، سيعلن البرنامج عن بدء دورات تدريبية وبرامج تكميلية مختلفة للطلاب من كافة الفئات العمرية، والذين يودون الاستمرار في مجال ما في مجالات الذكاء الاصطناعي، حيث سيبدأ القسم الثاني من الفعاليات في أغسطس/آب القادم.