في عام 2013، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، مبادرة دبي الذكية بهدف الارتقاء بدبي لتصبح المدينة الأسعد والأذكى على وجه الأرض. ومنذ تأسيسها، أطلقت دبي الذكية العديد من المبادرات الأساسية مثل استراتيجية البلوك تشين، وخارطة طريق الذكاء الاصطناعي، واستراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية، واستراتيجية إنترنت الأشياء، والثروة الرقمية، ومبادرة بيانات دبي.
بيانات دبي
تهدف بيانات دبي إلى دعم خطط دبي في مسيرتها للتحول إلى مدينة ذكية بالكامل وخالية من الورق بنسبة 100%، وذلك من خلال العمل مع أصحاب المصلحة من القطاعين الحكومي والخاص بغرض الاعتماد على البيانات في التحول الذكي.
بهذا الصدد، تم إطلاق «استراتيجية وسياسة بيانات دبي للقطاع الخاص»، والتي أتت كخطوة ثانية بعد نجاح تنفيذ «سياسات بيانات دبي للقطاع الحكومي»، وفقاً لما أشارت إليه الدكتورة «عائشة بنت بطي بن بشير» مدير عام دبي الذكية، حيث أكدت في بيانها على أن البيانات هي الثروة الحقيقية للمجتمعات، وأداة فعالة لتحقيق التنمية المستدامة ودعم صناع القرار.
من جانبه، يشير «يونس آل ناصر» مساعد مدير دبي الذكية والمدير التنفيذي لبيانات دبي إلى أن المدن الذكية قائمة على عمليات البيانات التي تشمل جمعها وتصنيفها وحوكمتها ووضع الأطر التشريعية الناظمة لها، وهي عنصر جوهري لتحقيق هدف أن تصبح دبي المدينة الأسعد عالمياً.
أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
تسعى حكومة دبي إلى الارتقاء بالخدمات الحكومية، وتبني حلول الذكاء الاصطناعي، لذا أطلقت دبي الذكية «مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي» تعزيزاً لترسيخ ونشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي على المستويات المؤسسية.
تستند هذه المبادئ إلى تقديم إرشادات لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي تعزز من تحقيق قيم العدالة والشفافية والمساءلة لدى الأفراد والمؤسسات المعنية بتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي في دبي.
في الوقت ذاته، أطلقت دبي الذكية أول أداة تقييم ذاتي معتمدة في مجال استخدام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والتي تمكّن المطورين والعاملين في هذا المجال من تقييم امتثال مشاريعهم وتجاربهم في مجال الذكاء الاصطناعي للمبادئ التي تم وضعها.
وقد عقدت دبي الذكية أول اجتماع للمجلس الاستشاري لـ"مبادئ وإرشادات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي" خلال شهر أبريل/ نيسان بهدف بناء خارطة طريق تشغيلية للمبادئ والإرشادات، وبما يوافق التوجهات المستقبلية للمجلس.
وفقاً لدبي الذكية، فإن الهدف من تشكيل هذا المجلس، هو "أن يصبح منصة مشتركة تجمع الشركاء والمعنيين بمجال حلول الذكاء الاصطناعي، للتباحث والتحاور وتبادل المعرفة والخبرات حول هذه التكنولوجيا والتركيز على خدمة الإنسان من خلالها، عبر وضع سياسات قابلة للتطبيق يمكن أن تتكيف بسهولة أكبر مع تقنيات الذكاء الاصطناعي".
مختبر علوم البيانات
خلال «قمة المديرين التنفيذيين للبيانات 2019» التي نظمتها دبي الذكية بالتعاون مع شركة «آي بي إم»، وبحضور ومشاركة أكثر من من 200 مدير من مديري وخبراء البيانات في الشرق الأوسط وأفريقيا في مارس / آذار الماضي، تم إطلاق «مختبر علوم البيانات في دبي».
يعمل مختبر علوم البيانات على توفير المتطلبات المسبقة للاستثمار في علوم البيانات، كما يهدف إلى توفير منصة متكاملة لتحديد التحديات ووضع الأفكار المحتملة بمجال البيانات من قبل الجهات الحكومية والخاصة، لتتم بعد ذلك عملية تصميم الأفكار، واستخدام استخدام أدوات ومنصات مختبر علوم البيانات لتنفيذها.
بينما العالم في تسارعٍ مستمر، تأتي التطبيقات المبتكرة بحلولٍ لمواكبته، مثل علوم البيانات والذكاء الاصطناعي الخاضع للمبادئ والتشريعات، وهذا ما تقوم به دبي الذكية بالفعل في إطار مبادراتها الهادفة إلى جعل دبي المدينة الأذكى والأسعد في العالم.