منذ عام 2011، بدأ فيسبوك بإطلاق ميزات الترجمة التي تدعمها خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي تقوم بقراء منشور أو تعليق، وتحلل الجملة المكتوبة، ومن ثم تترجمها بشكل يبدو طبيعياً قدر الإمكان بضغطة زر. ومنذ عامين بدأ فيسبوك بإظهار الترجمات تلقائياً، وسؤال المستخدمين عما إذا كانوا يريدون رؤية النص الأصلي بدلاً من سؤالهم عن رغبتهم بترجمة المنشور.
ازدادت عدد المنشورات المترجمة آلياً على فيسبوك، حيث يستخدم 800 مليون مستخدم هذه الميزة شهرياً. غير أن فيسبوك يشغل ذكاء اصطناعياً منخفض المستوى بشكل سري، وذلك لفحص كل النصوص التي يتم تحميلها إلى فيسبوك، وتوثيق كيفية تفاعلك مع كل لغة.
أولاً، يحتاج فيسبوك أن يتعرف على اللغة المستخدمة في كل منشور قبل أن يترجمها. وانطلاقاً من هناك، وبناء على المنشورات التي تعجب بها واللغة التي تستخدمها في تعليقاتك ومنشوراتك، يقيّم فيسبوك اللغات التي تتكلمها ومقدار استخدامك لها، وبهذا يمكنه أن يظهر لمن يتكلمون لغات عديدة منشورات غير مترجمة مكتوبة بهذه اللغات.
يقول خواكين كوينونيرو كانديلا، رئيس التعلم الآلي التطبيقي في فيسبوك: "يوجد شيئان يحددان ما إذا كان فيسبوك سيقوم بالترجمة التلقائية لمستخدم ما: أولاً، هل يتكلم المستخدم تلك اللغة؟ وثانياً، هل الترجمة صحيحة؟ كل شيء مبني على تفاعلات المستخدم مع الموقع والتي تمكنا من ملاحظتها".
ولكن إذا أردت إخبار فيسبوك أنك تتكلم لغة ثانية، وبشكل يدوي، يمكنك أن تفعل هذا أيضاً. يقول كانديلا أن البعض عثروا على هذه الميزة بمفردهم، ولكن لمن لا يعرف كيف، يمكن أن يحدد المستخدم لغته المفضلة واللغات التي يفهمها واللغات التي لا يرغب بترجمتها تلقائياً، وذلك ضمن إعدادات اللغة.
بالطبع، يهدف كل هذا لمساعدة المستخدم، غير أنه يساعد فيسبوك على فهم اللغة أيضاً. ويقول كانديلا أنه يطمح إلى الوصول إلى حالة مثالية وترجمة كل شيء بانسيابية. وعلى الرغم من أننا لم نصل إلى هذه الحالة بعد، فإن البيانات من 800 مليون مستخدم ستشكل مساعدة كبيرة لهذا.