يستحيل أن تعرف على الإنترنت ما إذا كان الطرف الآخر بشرياً أو روبوتاً أو حتى كلباً. وقد تعلم طلاب علوم الحاسوب في معهد جورجيا التكنولوجي هذا الدرس بشكل عملي، وذلك عندما استعان أستاذهم آشوك جويل ببعض المساعدة الإضافية لتدريس مادة المعرفة المبنية على الذكاء الاصطناعي.
كان يشرف على هذه المادة ثمانية مساعدين تعليميين، ولكنهم لم يكونوا مستعدين بشكل دائم للإجابة على أسئلة الطلاب في منتدى المادة على الإنترنت. وهنا جاء دور جيل واطسون، المساعدة التعليمية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. وبما أنها كانت عبارة عن خوارزمية، فكانت مستعدة ليل نهار وعلى مدار الأسبوع لمساعدة الطلاب، وقد كانت مفيدة لدرجة أن الطلاب بدؤوا يتساءلون ما إذا كانت واطسون بشرية فعلاً.
قام جويل بتدريب الخوارزمية باستخدام 40,000 سؤال وجواب حول المادة تم تجميعها من الطلاب والمساعدين التعليميين البشر منذ خريف 2014. في بداية تدريس المادة في يناير، كانت واطسون تنشر في منتدى مخفي لتحسين أجوبتها. وفي مارس، كان المساعدون التعليميون البشر ينشرون إجاباتها ويراقبون وجود أية أخطاء، وبحلول أبريل، بدأت الخوارزمية تنشر بشكل ذاتي. وقد اعتمد جويل على منصة واطسون من آي بي إم لبناء هذا الذكاء الاصطناعي.
بالطبع، وبما أن الطلاب كانوا يدرسون الذكاء الاصطناعي، بدأت الشكوك تراود بعضهم. وبعد أن نشرت واطسون إجابة غامضة بعض الشيء، تدخل مساعد تعليمي آخر، وبدأ الطلاب يسألون ما إذا كانت واطسون حاسوباً في الحقيقة.
ولكن في مواقف أخرى، تمكنت الخوارزمية من الإجابة على الأسئلة بشكل مستقل بدون أي سوء فهم، ولم يعرف الطلاب أن واطسون كانت برنامج ذكاء اصطناعي إلى أن كشف جويل عن الأمر.
يقول تايسون بايلي، أحد الذين شكّوا بأمر جيل منذ فبراير: "كنا نأخذ مادة عن الذكاء الاصطناعي، وبالتالي كان ممكناَ أن أتصور وجود ذكاء اصطناعي في مكان ما. ولقد سألت الدكتور جويل عما إذا كانت جيل واطسون حاسوباً في رسالة بالبريد الإلكتروني. أعتقد أنها فكرة رائعة وآمل أن يستمروا بتطويرها".
ماذا عنك أنت عزيزي القارئ؟ هل يمكن لهذا الذكاء الاصطناعي أن يخدعك أنت أيضاً؟