مع حلول موعد آخر معرض كبير للسيارات لهذا العام، تستضيف لوس أنجلوس -التي غالباً ما تعتبر المدينة الأميركية المثالية للسيارات- كل سنة معرضاً يحتضن العديد من الإصدارات الجديدة والمذهلة التي تطلقها كبرى شركات صناعة السيارات، وعام 2018 ليس استثناءً، ونظراً للاتجاه السائد في صناعة السيارات حالياً، ليس مستغرباً أن تلعب الشاحنات ومركبات الدفع الرباعي الرياضية دور البطولة في هذا المعرض.
ولإمتاع أبصاركم ببعض ما جاد به هذا المعرض، اخترنا لكم سبعة (إضافة إلى اختيار ثامن كمكافأة!) من المركبات الرائعة التي أسفر عنها هذا الأسبوع المذهل الذي احتضنته مدينة الملائكة (لوس أنجلوس). وجدير بالذكر أن بعض هذه السيارات والمركبات الجديدة سيصل قريباً إلى صالات عرض السيارات وبيعها، في حين لا يزال أمام الأخرى بعض الأبحاث والتطويرات قبل أن تُطلق بشكل تجاري.
ومن الطبيعي أن نتساءل حول مستقبل معارض السيارات بصفتها حاضنة للقاءات الصحفية، نظراً لميل شركات صناعة السيارات لعقد مؤتمرات خاصة ما قبل المعرض (مثلما حدث مع الكشف عن السيارة الرهيبة BMW X7، الذي عُقد قبل شهر كامل لكنها "عُرضت لأول مرة" في معرض لوس أنجلوس)، لكن المهم الآن هو أن معارض السيارات ما زالت ترى أن تلك الأحداث المبهرة ترتادها الشركات لخلق صدى مدوٍّ لمنتجاتها.
سيارة جيب غلادياتور
لقد مر ستة عشر عاماً على آخر مرة باعت فيها شركة جيب سيارة بيك آب -وكانت تسمى كومانشي- لكن مع إصدارها لجيب غلادياتور، عادت الشركة بقوة لميدان مركبات القَطْر. وبالنسبة لعشاق سيارات شركة جيب، يعتبر الموديل الجديد إما أسوأ شيء فعلته الشركة أو أفضل ما ابتكرته (ما من مكان وسط لديهم)، لكننا بعد مشاهدتنا لها نراهن أن عشاق شركة جيب سيشترون أعداداً هائلة منها. ونظراً لأن هيكلها مصمَّم وفق هيكل مركبة جيب رانجلر جي إل (Wrangler JL) الجديد والرهيب، فمن المفترض أن تكون جيب غلادياتور دخولاً مشرفاً للشركة في سوق الشاحنات متوسطة الحجم الذي ينمو بسرعة، والذي يضم منافسين آخرين مثل مركبة شيفي كولورادو، وفورد رانجر، وتويتا تاكوما. ولا تنسوا أيضاً أن هذه المركبة شاحنة حقيقية؛ حيث تتمتع سيارة جيب غلادياتور بقدرة قَطر (سحب وحمل) تصل إلى 3.5 طن، وهي قدرة تتجاوز ضعف ما تستطيعه مركبة جيب رانجلر، وتفوق ما تقدر على قَطره أفضل مركبة من نوع تاكوما بأكثر من نصف طن.
لينكولن أفياتور
باعتبارها نسخة "أصغر" حجماً من سيارة لينكولن نافيغيتور الفاخرة (حيث يبلغ طولها 5.06 متر "فقط" مقارنة بالنافيغيتور ذات الطول 5.33 متر)، تأتي سيارة الأفياتور ذات الثلاثة الصفوف من المقاعد مزوَّدة بتقنيات لافتة للانتباه، منها نظام مدمج كهربائي-هجين يُتيح للسائق السفر باستخدام الشحن الكهربائي فحسب (مع أن المسافة المتوقعة لم يُكشف عنها)، فضلاً عن تقنية استخدام الهاتف الذكي مفتاحاً للسيارة، ونأمل أن تعمل بشكل أفضل وأكثر موثوقية مما هي في سيارة تسلا موديل 3. ومع أن سوق هذه الفئة من السيارات سوق تنافسية شرسة، (فالسيارات المنافسة مثلاً: Volvo XC90، BMW X5، Audi Q7)، إلا أنه نظراً للشعبية العالية التي تتمتع بها الشقيقة الكبرى، يبدو أن مركبة أفياتور مستعدة تماماً لخوض النزال.
مازدا 3
لا أستطيع أن أتحدث دون تحيز عن سيارة مازدا 3؛ لأنها كانت أول سيارة جديدة أشتريها لنفسي، ومع ذلك فهذه السيارة رهيبة فعلاً. وفي هذا العام، زُوِّدت السيارة بنظام دفع رباعي (كامل العجلات)، يستند إلى محرك ذي أربع أسطوانات من نوع سكاي أكتيف إكس (Skyactiv-X)، يعمل وفق آلية "الإشعال بواسطة الضغط"، وهي التقنية التي تجنبك ضرورة استخدام شمعات الإشعال لبدء الاحتراق، مما يوفر عليك الوقود والطاقة. وصحيح أن المحركات التي تعمل بوقود الديزل محركات اشتعال بواسطة الضغط، إلا أن محرك هذه السيارة سيكون المحرك الأول المتاح تجارياً الذي يعمل بهذه الآلية ويستخدم البنزين وقوداً له.
بورش 911
لم تُجرِ الشركة أي تصاميم جذرية في هذا الموديل، مع أنه الجيل الثامن من طراز بورش 911، لكن بالنسبة لمحبي هذه العلامة التجارية، فإن هذه التغييرات في التصميم تعد مسائل هامة للغاية، أما بالنسبة لأولئك الذين لا يهتمون، فسيكتفون بالهمهمة قائلين "لقد ظننا أن هذا الموديل سيأتي بتصميم جديد!". ومع ذلك فإن الشركة قامت فعلاً بإعادة تصميم ذراع نقل السرعة (الشيفتر)، لإفساح المزيد من المساحة لاحتواء حامل الكأس.
أودي إي-ترون جي تي
لا تلقوا بالاً للأخبار والمقالات التي تدَّعي أن هذه المركبة ستقضي على سيارات "تسلا"، فصحيح أن شركة أودي أعلنت عن موعد إصدار هذه السيارة (والمحدد بعام 2021)، وهي سيارة كهربائية بالفعل، وسيحظى الناس بوقت ممتع في قيادتها، إلا أنها غير موجودة بعد، ومن الصعب أن تُقتَل سيارة تسلا الموجودة بشيء غير موجود. ومع ذلك تبدو سيارة أودي مذهلة المنظر، وتأتي بخصائص واعدة من قوة تبلغ 590 حصاناً وتتميز بتسارع من 0 إلى حوالي 100 كيلومتر في غضون 3.4 ثانية فقط، وقطع مسافة (بالشحن الواحد) تبلغ حوالي 400 كيلومتر وفق التجارب الأوروبية النموذجية التي مرت بها.
R1T/R1S
تعدُّ ريفيان شركة ناشئة متخصصة في صناعة المركبات الكهربائية، لكننا -كما نعلم من تاريخ الشركات الناشئة في هذا المجال- ندرك أن مستقبلها لا يبعث كثيراً على الأمل، ومع ذلك لم تتوانَ الصحف والمواقع المتخصصة في عالم السيارات في كتابة الكثير عن مركبة آر وان تي (R1T)، شاحنة البيك آب الكهربائية التي يبلغ سعرها 69 ألف دولار، والتي أزاحت الشركة المصنعة عنها الستار في معرض لوس أنجلوس.
تقول الشركة إن هذه المركبة ستأتي ببطارية ذات سعة 105 كيلو واط (وهذا ما يكفي للسير مسافة حوالي 370 كيلومتراً) عندما تتاح في صالات البيع العام 2020، مع إصدار موديل ببطارية ذات سعة 135 كيلو واط تمكن المركبة من قطع ما يفوق 480 كيلومتراً، حيث من المقرر إصداره بعد الإطلاق التجاري للموديل الأول. وتنوِّه الشركة على أنها تعمل الآن على تطوير موديل من سياراتها الأخرى يُدعى آر وان إس (R1S)، التي تعد سيارة رياضية رباعية الدفع ذات ثلاثة صفوف من المقاعد مبنية على نفس الهيكل الأصلي لسيارات الشركة السابقة.
وتضم شركة ريفيان 600 موظف ولديها مصنع خاص بها في ميشيغان، لذلك من الوارد أن تقشع هذه الشركة غيوم الشك والضباب التي تحيط بالشركات الناشئة المصنعة للسيارات. ويتوقع الخبراء أن سيارات ريفيان إذا تمكنت من الوصول إلى السوق بالفعل، فستحظى الشركة بالدعم الكافي لتطوير هيكلها القاعدي من تصميمات سياراتها، التي تتميز بأنها تُدمج البطارية بالمحرك في هيكل واحد يُمكن أن يستخدم في مجموعة متنوعة من المركبات الأخرى.
المكافاة: فولكس فاغن آي دي بوز كارغو
صحيح أنها حافلة كهربائية من صنع فولكس فاغن! لكن -ومثلما هو الحال مع سيارة آر وان تي- ما زالت هذه الحافلة قيد التطوير، حيث تقول شركة فولكس فاغن إنها ستتاح تجارياً أوائل العقد المقبل. وتتمتع هذه الحافلة ببطارية ذات سعة 48 ألف كيلو واط، ومحرك كهربائي بقوة 201 حصان، يرسل قوة دفعه للعجلات الخلفية فحسب، فيما سيصدر موديل آخر من الحافلة بسعة 110 ألف كيلو واط ودفع رباعي للعجلات بعد فترة قصيرة من الموديل الأول. هذا على افتراض صدوره أصلاً! لكن دعونا نأمل خيراً؛ فهي على أية حال: حافلة كهربائية من صنع فولكس فاغن!