لكل إنسان أمنيات بالحياة، بعضها كبيرة تتعلق بمستقبله وحياته المهنية والعائلية، وبعض آني يتعلق بموقف محدد، فالشخص الذي يتابع مباراة جل ما يتمنى هو فوز فريقه، والذي يقود سيارته، لن يتمنى سوى إيجاد مكان لركن السيارة وألا يتأخر عن موعده وهو يبحث عن مكان ما يتسع لهذه المركبة. ربما يظن البعض أن هذه المشكلة قد تم حلها من خلال توظيف الأشخاص الدمثين المهذبين الذين يتولون ركن سيارتك في المطاعم، لكن إن كنت عزيزي القارئ من أولئك الذين لا يشعرون بالراحة عندما يسلمون مفاتيح سيارتهم لشخص آخر، وكنت شأنك شأن الكثيرين، تشعر بالأمان أكثر عندما يكون المفتاح في جيبك، لن تجد ضالتك إلا في مطار شارل ديجول في باريس.
نظام عملي ومريح
في مايو الجاري بدأ الروبوت ستان عمله في أكبر مطارات العاصمة الفرنسية، يقوم هذا الربوت بركن السيارات التي يتركها أصحابها في المطار، فما هي آلية عمل هذا النظام الجديد؟
يقوم المسافر بالبداية بحجز مكان لسيارته وذلك عن طريق تطبيق الجوال أو الموقع الإلكتروني لشركة ستانلي روبوتيكس، عندها سيستلم رقم المكان الذي حجزه، والذي هو عبارة عن جناح يتسع للسيارة. عند حلول موعد السفر، يدخل المستخدم سيارته إلى الجناح، يترجل منها ويقفلها ثم يغادر ليلحق بطائرته.
في تلك اللحظة تبدأ مهمة الروبوت ستان، فهو سيدخل إلى الجناح، يمسح السيارة لمعرفة حجمها، يمد بساطه تحتها ويرفعها من تحت العجلات، ثم يحملها إلى الفسحة المخصصة لرصف السيارات حيث ستبقى إلى أن يحين موعد عودة صاحبها، عندها سيتم إعادتها إلى الجناح الذي أخذت منه حيث سيستلمها المسافر الذي عاد إلى الوطن. يمكن لكل روبوت التعامل مع 400 جناح وسيقوم بترتيب السيارات بحسب موعد وصول أصحابها، وتقول الشركة المصنعة أن هذه الروبوتات ستكون قادرة على حمل 20 إلى 30 ألف سيارة سنوياً.
الراحة، الوقت والكلفة
بالتأكيد سيشعر المسافر صاحب السيارة المذكور أعلاه بالراحة والأمان مع هذا النظام الجديد، لكن ليس هذا كل شيء، فهذا النظام يوفر جزء كبير من كلفة المواقف العامة التي تدار من قبل البشر، فهو لا يحتاج لإضاءة ولا لعناصر جمالية، حيث أن المستخدم لن يرى المساحة التي وضعت فيها مئات السيارات، كما أن حوالي 50% من المساحة المطلوبة لركن كل سيارة سيتم توفيرها نظراً لأن الإنسان عندما يركن سيارته يترك مسافات فارغة قبل وبعد السيارة وعلى الجانبين لكي يتمكن من فتح الأبواب، وهو ما لا لزوم له مع صديقنا ستان.
أمر آخر شديد الأهمية سيعمل النظام الجديد على توفيره في حال تم تعميم التجربة على الأحياء والشوارع، هو الوقت الذي يضيع بينما يتم البحث عن مكان ملائم للسيارة، ففي الولايات المتحدة الأميركية يقدر هذا الوقت بين 3.5 دقيقة إلى 14 دقيقة، وفي مقاطعة من لوس أنجلوس تضم 15 كتلة أبنية تتواجد حوالي 8000 سيارة مما يعني ضياع بين 466 إلى 1866 ساعة. بالتأكيد هذا يعني المزيد من الإنتاجية على المستوى الفردي.
قد لا يعتبر الكثيرون أن تسليم سياراتهم لآلة هو خير من تسليمها لإنسان، لذا ننصحهم بزيارة مستودع شركة أمازون الذي تعادل مساحته مساحة 28 ملعب كرة قدم أميركية، هناك سيرون كيف تتحرك آلاف الروبوتات وتحمل الرفوف والخزائن وتعيدها إلى أماكنها بكل دقة، عندها سيعلم الجميع ما مقدار التطور الذي وصلت إليه هذه الآلات الذكية وسيشعرون بمزيد من الثقة حيالها. وسيصبح ستان روبوتاً جديراً بالاحترام.