تحتاج السيارات ذاتية القيادة إلى خرائط دقيقة، فهي تريد أن تعرف كيف تنتقل من مكانٍ إلى آخر عبر الطرقات، لكنها تحتاج أيضاً إلى توقع مكان إشارة التوقف التالية، على سبيل المثال، أو حدود السرعة على الطريق. تؤمن الحساسات الموجودة على السيارة، مثل نظام ليدار والكاميرات، إدراكاً مكانياً، وتعتبر الخريطة متتماً لذلك.
يجب أن تكون الخرائط دقيقةً حتى أقل من 2.5 سم، بحسب قول كريستوف ميرتز، العالم في معهد الروبوتيكس في جامعة كارنيجي ميلون، والمؤسس المساعد لشركة مراقبة الطرقات "رودبوتيكس". يقول ميرتز: "إنك تحتاج إلى توافر الأنظمة المتعددة، حيث ستساعد الخريطة ونظام جي بي إس والحساسات الموجودة ضمن السيارة في معرفة مكان تواجدها".
يمكن أن تزداد دقة الخرائط في المستقبل، وذلك بفضل الشراكة الجديدة بين شركة بوش وشركة توم توم للخرائط، واللتان تتعاونان على تطوير التكنولجيا الجديدة التي تدعى "بصمة رادار الطريق". أُعلن عن الفكرة الجديدة في الأربعاء الماضي، وهي أن السيارات التي يقودها البشر (ومن الممكن السيارات ذاتية القيادة) ستستخدم الحساسات الرادارية لرسم خريطة الطريق بأدق التفاصيل. وبالفعل، إن الحساسات الرادارية العامة الموجودة في بعض السيارات الحالية هي ما تخطط بوش لاستخدامها من أجل تقنيتها الجديدة، ومثال ذلك: نظام التحكم الجوال الذي يساعد سيارتك في المحافظة على المسافة الصحيحة بينها وبين السيارة التي أمامها.
تقول بوش بأنه بحلول عام 2020 ستبدأ السيارات التي تحوي الحساسات الرادارية بجمع البيانات، والتي سيتم دمجها مع خرائط توم توم. صرح ديرك هوهايزل، أحد أعضاء مجلس الإدارة في بوش: "نتوقع حالياً بأننا سنحتاج إلى قوافل سيارات على الطرقات السريعة في أوروبا، أميركا الشمالية، ومنطقة المحيط الهادي الأسيوية، والتي يجب أن تتكون من حوالي مليون سيارة، وذلك بهدف الحصول على خرائط بدقةٍ عاليةٍ محدّثةٍ بشكل مستمر". تعمل بوش على تطوير حساسات رادارية قادرة على رؤية حتى مسافة 244 متر، وهي تعمل في الليل خاصة وفي ظروف الرؤية الضعيفة.
الفكرة هي كالتالي: ستقوم الشركة المصنعة للسيارة بجمع البيانات القادمة من الحساسات الرادارية وحفظها على شبكتها السحابة، ثم ستتم مشاركة هذه البيانات مع شركتي بوش وتوم توم. يمكن أن تساعد هذه الخرائط المحسّنة في توجيه السيارات ذاتية القيادة.
تشتمل مبادرة بوش على استخدام الرادار لمراقبة الأجسام الثابتة، مثل العلامات المرورية، بينما تركز الحساسات الرادارية الحالية على الأجسام المتحركة كالسيارات. هذا يعني بأنه يجب تعديل الحساسات الرادارية الحالية، بحسب تصريح بوش.
يقول ميرتز بأن الجميل في خطة بوش هو أن الحساسات الرادارية موجودةٌ ضمن السيارات، لكنه يشير إلى أن جميع أنظمة التحسس غير كاملة. حيث يقول: "تصبح الخرائط باليةً بعد رسمها مباشرة"، وتصبح أنظمة الرؤية عاطلةً عن العمل في الليل، وكذلك الرادار لديه عيوبه أيضاً.
قال ستيفن زويف، المدير التنفيذي لمركز أبحاث السيارات في جامعة ستانفورد، عبر بريده الإلكتروني، بأن المبادرة الجديدة تمثّل "خطوةً على الطريق الصحيح". وقد كتب يقول: "ستساعد الشراكة بين بوش وتوم توم على رسم خرائط أكثر دقة، لكنها ستحتاج إلى عدة سنوات قبل أن تصبح المعلومات جاهزةً لتندمج مع أنظمة الملاحة التجارية أو السيارات ذاتية القيادة".