المركبات ذاتية القيادة لا تكون مخصصة عادة للسباقات، ويمكن أن تواجه مشكلات في المناورات مثل الانعطاف إلى اليسار. وتقوم شركات مثل «وايمو» و«زوكس» بالعمل على تصميم سيارات الأجرة عالية التقنية التي تستخدم أنظمة إدراك لرؤية البيئة المحيطة ويمكنها نقل الناس في جميع أنحاء المدن.
سيارة ذاتية القيادة في حلبة سباق
هنا تدخل شركة «تويوتا» المعادلة، فقد نشر معهد أبحاث تويوتا مؤخراً مقطع فيديو يظهر سيارة من طراز «سوبرا» تُسابق بسرعة منزلقة حول العوائق على حلبة سباق. على الرغم من أن «جوناثان غو»، راكب السيارة، كان يجلس في المقعد الأيسر، إلا أن السيارة كانت تقوم بقيادة نفسها.
الانزلاق بالسيارة عن قصد ليس شيئاً قد يفعله معظم الناس على الإطلاق، والسبب الرئيسي الذي قد يجعل شخصاً ما يواجه شيئاً كهذا هو عندما تكون سيارته تنزلق بشكل جانبي، أو إذا قاد سيارته فوق الجليد أو فقد السيطرة على السيارة.
يوضح غو، وهو باحث في معهد أبحاث تويوتا: «عادةً ما يتم تعريف الانزلاق على أنه زلق الإطارات الخلفية للمركبة بشكل مقصود لزعزعة استقرار السيارة»، ويضيف: «يختلف المكان الذي تتجه إليه السيارة بشكل كبير عن المكان الذي يتجه إليه جسم السيارة».
بعبارة أخرى، تسير مقدمة السيارة في اتجاه، لكن السيارة نفسها تنزلق في اتجاه آخر، مثل طائرة تتحرك بشكل جانبي في الرياح المتقاطعة أثناء الهبوط.
لم يتم تجهيز سيارة تويوتا في الفيديو أدناه مثل السيارات ذاتية القيادة التقليدية، إذ أنها ليست مزودة بنظام إدراك، مثل مستشعرات الليدار، لرؤية العالم من حولها. يوضح «أفيناش بالاشاندران»، أحد كبار المدراء في معهد أبحاث تويوتا، أن السيارة لديها القدرة على تحديد موقعها، أي أنها قادرة على معرفة مكانها على المسار.
يقول بالاشاندران: «بُرمجت هذه السيارة على استشعار المسارات والعقبات، ثم تخطيط المسار والقيادة»، ويضيف: «ما تحاول فعله هو البقاء داخل المسارات». إنها تستطيع اكتشاف كيفية القيام بكل هذا، واختيار المسار الدقيق عبر الحلبة وحول تلك العوائق، مع إعادة حساب المسار الذي يجب أن تسلكه كل عشرين جزء من الثانية.
زوّد المطورون هذه السيارة بتعليمات متعلقة بالانزلاق أيضاً، إذ برمجوها على أن تحاول «تعظيم الانزلاق الجانبي، أو الوصول إلى درجة معينة من الانزلاق الجانبي»، حسب تعبير غو.
ما الغاية من هذا التصميم المبتكر؟
إذن ما الهدف من القيام بكل هذا، بالإضافة إلى تصوير فيديو رائع يعرض قدرات شركة تويوتا؟ يقول بالاشاندران إن هذا الإنجاز يتعلق ببعض الأحداث التي قد يتعرض لها السائقون عندما تفقد سيارتهم قوة الجر. يقول بالاشاندران: «إذا كنت تقود فوق الجليد، أو كان عليك تغيير المسار بشكل مفاجئ، مثل أن تظهر عقبة أمامك، وتُضطر لتغيير مسارك بسرعة، فستفقد سيارتك قوة الجر»، ويضيف: «عادة ما يجد السائقون العاديون صعوبة في التحكم بالسيارة في هذه المواقف».
الهدف هو دراسة البيانات الناتجة من التجربة وربما تطوير تقنيات جديدة في أنظمة شركة تويوتا للسلامة أو القيادة الذاتية المستقبلية. يقول بالاشاندران: «نحن نتعلم الكثير عن الديناميكيات الأساسية للمركبة، وكيف يمكننا استخدام هذه الأنواع من الأفكار والتقنيات لتحسين متطلبات السلامة للسائقين حاليّاً».
يفيد بالاشاندران بأن ما تنفذه السيارة في الفيديو يمثل تحدياً كبيراً، ويقول: «تقوم السيارة بأشياء لا يمكنني فعلها أنا وجوناثان كسائقين».