كيف سيكون مستقبل وسائل النقل؟ نماذج متعددة تشرح لك

4 دقائق
هايبر لوب, تكنولوجيا المستقبل, تقنية, سيارات كهربائية
هايبر لوب

حوّلت التقنيات الحديثة نظرتنا إلى العالم من حولنا، إذ سهّلت طريقة سير حياتنا، وإتمام الأنشطة اليومية. فمعظم الابتكارات الجديدة تقريباً تشترك في عنصر السهولة والذكاء، ولعل أكثر الصناعات التي يتطور بها الأمر سريعاً هي صناعة السيارات ووسائل النقل. فقد أصبح الاعتماد على المصادر المتجددة للطاقة بديلًا للوقود الأحفوري، وتم تبديل بعض قضبان السكك الحديدية بقوة مغناطيسية كفيلة بتقديم نفس الخدمة، لكن بمميزات أفضل.

تتصارع الشركات المصنعة لوسائل النقل على تطوير المركبات الأذكى بين منافسيها، منها ما ظهر بالأسواق وحقق نجاحاً باهراً، ومنها ما هو قيد الاختبار والتطوير. إليك بعض وسائل النقل التي نتوقع انتشارها في المستقبل.

وسائل مواصلات مستقبلية على المدى القريب

1. سيارات تعمل بالهيدروجين

وسائل النقل, سيارات, تقنية, الهيدروجين
محرك يعمل بالهيدروجين — حقوق الصورة: Joseph Brent/flickr

تندرج السيارات التي تعمل بالهيدروجين تحت فئة السيارات التي تعمل بمحرك كهربائي، والفارق الوحيد بينها وبين السيارات الكهربائية العادية، هو طريقة توصيل الكهرباء إلى المحرك. ففي السيارات الكهربائية العادية، تُخزن الكهرباء في بطاريات من الليثيوم أيون، بينما تنتج السيارات التي تعمل بالهيدروجين طاقة كهربائية لحظية عن طريق عملية كيميائية داخل خلية الوقود. وبمقارنة الاثنين، نجد أن السيارات الهيدروجينية هي السيارات الكهربائية المزودة ببطاريات محدودة الحركة، إذ لابد من تزويدها بالوقود (الكهرباء) في حالة نفاذ البطارية.

ليس هناك نموذج فعلي على الطرق من هذه السيارات، لكن هناك محاولات للوصول إلى نموذج يستطيع السير بدون مشاكل. فقد قدمت شركة هيونداي نموذج «نيكسو» الرياضي الذي يعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية. النموذج عبارة عن سيارة كهربائية بالكامل، لكنها لا تستمد طاقتها من بطاريات ضخمة مدمجة، وإنما تعتمد على محرك الاحتراق الداخلي الذي ينفجر بالغاز لتحريكها.

كما أعلنت مجموعة «يونج مان» الصينية للسيارات عن نموذج للسيارات الهيدروجينية، والتي يُمكنها قطع مسافة 500 كيلومتراً بوجود خزان يتسع لما يقرب من 300 إلى 400 لتر من الماء،

2. السيارات الطائرة

لطالما استحوذت تصميمات السيارات الطائرة على خيال المصممين والعاشقين لمجال السيارات. تخيل وجود وسيلة مواصلات برية تحوم في السماء. الأمر بالطبع مثيراً للدهشة، لكن إلى أي مدى اقتربنا من واقعيتها؟

السيارات الطائرة ما هي إلا وسيلة مواصلات هجينة، تحمل مواصفات الطائرات والسيارات معاً. تتنوع أشكالها ما بين طائرات ثابتة الجناحية، وأخرى بأجنحة دوّارة. أي أن الأمر أشبه بوجود تصميم طائرة عادية أو «هليكوبتر» يُمكنهما السير على الطريق، حيث تحمل بعض مكونات الطائرة مثل الأجنحة، وبعض مكونات السيارات مثل الإطارات

لم يكن مصطلح السيارات الطائرة حديثاً، فقد بدأ منذ عام 1917، حينما طور «جليس كورتي» أول نموذج للسيارات الطائرة، ثم توالت بعد ذلك النماذج إلى أن قدمت شركة تويوتا مفهوماً للسيارات الطائرة، حيث أشارت إلى أنها ستكون مفاجأة حفل افتتاح أولمبياد طوكيو 2020. كما قدمت مجموعة «إن إيه سي» الصينية نموذجها للسيارات الشبيهة بطائرات الهليكوبتر، وقامت بجربتها بالفعل بحضور العديد من الصحفيين، وتنوي تقديمها للأسواق قريباً.

3. نظام النقل فائق السرعة «هايبرلوب»

استطاع «إيلون ماسك» تقديم وسيلة مواصلات برية جديدة فائقة السرعة، اسطوانية الشكل تصل سرعتها إلى أكثر من 1126 كم/ الساعة، حيث يتم انتقالها عبر خط أنابيب عملاق تحت الأرض.

تختلف هذه العربات عن السكك الحديدية التقليدية، كونها عربات تحمل الركاب داخل أنفاق سُحِب منها الهواء لتقليل الاحتكاك، بالتالي يزيد من سرعتها. وبدلاً من استخدام العجلات أو الالتصاق بالقضبان، فإن هذه العربات مصممة لتطفو مغناطيسياً على زلاجات هوائية.

مازالت وسيلة الهايبرلوب قيد التطوير، ويتم بناء البنية التحتية الخاصة بها، ولعل أبرز نجومها الساطعة شركة «بورنج»، التي أسسها ماسك، والذي بدأ بالفعل حفر أنفاق في بعض المناطق بالولايات المتحدة.

4. السيارات ذاتية القيادة

في دراسة أجرتها الإدارة الوطنية الأميركية للسلامة على الطرق السريعة عام 2015، تبيّن أن 90% من حوادث الطرق ناتجة عن خطأ بشري، وهذا ما سبب العديد من الوفيات، ولعلها فرصة جيدة، حيث تحاول الشركات إنقاذ ما يُمكن إنقاذه، من خلال تطوير نماذج جديدة للسيارات التي تعمل بشكلٍ ذاتي.

تعمل السيارات ذاتية القيادة اعتماداً على المستشعرات الذكية التي تقوم برصد المناطق العمياء، والتحذير من الاصطدام ومراقبة إشارات المرور والرادار، مع وجود نظام ليدار والكاميرات والموجات فوق الصوتية للحركة بشكلٍ إنسيابي على الطرق.

أشهر الأمثلة على هذا النوع من السيارات، تلك التي تصنعها شركة تسلا وجوجل. الجدير بالذكر أننا لم نصل إلى مرحلة التحكم الآلي الكامل للسيارات، وإنما هناك بعض المساعدات البشرية، لكنها متميزة في كونها لا تتأثر بعوامل مثل؛ تعب السائق أو انفعاله أو الظروف المحيطة به، بل يكون النظام منتبهاً بشكلٍ مستمر مع مراقبة وفحص جميع الاتجاهات والمكونات الداخلية للسيارة.

وسائل مواصلات مستقبلية على المدى البعيد

1. حاويات «NEXT» الذكية

قدمت شركة «نيكست» مفهوم رائع لوسيلة مواصلات عامة على هيئة حاويات أو طرود زجاجية، تتنقل كعربات ذاتية القيادة. يمكن لهذه الحاويات الانفصال عن بعضها البعض أثناء الحركة، ويستطيع المستخدم حجزها بتطبيق للهاتف الذكي. عرضت هيئة الطرق والمواصلات في دبي نموذجين لهذه الحاويات في شارع عام بالمدينة ليتعرف المارة عليهما، وخصصت بالفعل 410 ألف دولار أميركي لمزيد من الأبحاث والتطوير لهذه المركبات.

2. دراجات «Aero-X» ذات المقعدين

قدمت شركة «آيروفيكس» فكرة دراجة غريبة نوعاً ما قادرة على نقل شخصين، ويمكنها الطيران على ارتفاع نحو 4 أمتار فوق الأرض. يُمكن أن تصل سرعة هذه الدراجة إلى 72 كيلومتراً/ الساعة، كما تستطيع العمل لأكثر من ساعة بشحنة واحدة. يُمكن للدراجة الإقلاع عمودياً دون الحاجة إلى سرعة، كما يمكنها حمل ما يصل إلى 140 كيلوجراماً.

3. سيارة «EN-V»

بدأت شركة «جنرال موتورز» العمل على هذه السيارة بالكامل قبل بضع سنوات، على أن تكون سيارة كهربائية خالية من الانبعاثات، ومزودة بمقعدين فقط. صممت السيارة للعمل داخل المدينة فقط. تستمد المحركات طاقتها من بطاريات الليثيوم أيون، ويبلغ وزنها أقل من 500 كيلوجراماً.

4. نماذج مستقبلية لوسائل مواصلات فردية

دراجة «ويلمان»

أحد الوسائل المستقبلية في التنقل. تشبه الألعاب، لكنها وسيلة فعّالة لفرد يحب التنقل وحيداً. يبلغ سعرها 600 دولار تقريباً، وهي مفضلة لعشاق المغامرة والتنقل على الشواطىء.

دراجة «إكستريم» أحادية العجلة

تتميز الدراجة البخارية «إسكتريم» بموتور قوي تصل قدرته إلى 1500 وات، وهي مناسبة للحركة الانسيابية داخل المدينة، مع متعة الركوب وخفة الوزن، كما أنها مزودة بمقبض ودواسات قابلة للطي.

دراجة «A-Bike» الكهربائية

تعد هذه الدراجة أخف الدراجات الكهربائية والقابلة للطي. يمكنها قطع مسافة 24 كيلومتراً/ الشحنة الواحدة، حيث أنها مزودة ببطارية 24 فولت قابلة للانفصال. تبلغ سرعتها 20 كيلومتراً/الساعة.

زلاجات «RocketSkates» الكهربائية

زلاجات ذكية تتحرك بكل بساطة من خلال الضغط على أصابع قدميك للحركة، والضغط على الكعبين للتوقف واستخدام المكابح. يمكنها قطع مسافة 16 كيلو متراً بشحنة واحدة.

هل ستكون وسائل المواصلات المستقبلية صديقة للبيئة؟

بالنظر إلى جميع النماذج التي عرضت، أو ما زالت في مرحلة الاختبار أو حتى التي لم تنفّذ بعد، ستجد أن الاتجاه السائد هو اعتماد وسائل النقل في المستقبل على مصادر متجددة للطاقة. في أغلب الأحيان ستكون هذه الطاقة هي الكهرباء كمصدر أول، وهكذا لن يكون هناك مصدر قلق بشأن التلوث.

ختامًا، مع الوعي المستمر، سينخفض استخدام وسائل النقل المسببة لأي ضرر بيئي، وتبدأ وسائل أخرى في الظهور، لكن المسيطر حاليًا على مخيلة المصممين هي جميع الوسائل المعتمدة على الكهرباء.

برأيك، هل سنجد مصادر أخرى للطاقة لعمل وسائل النقل في المستقبل؟

المحتوى محمي