أصبح من الواضح خلال السنوات الأخيرة أن السيارات الكهربائية هي مستقبل قطاع صناعة السيارات. وهذا أمر جيد إذا كنت من المهتمين بالتخفيف من آثار التغير المناخي. تخطط شركة "جنرال موتورز" لإيقاف إنتاج السيارات التي تعمل بالبنزين بحلول عام 2035. كما تخطط شركة "فولفو" للتحول إلى إنتاج السيارات الكهربائية بالكامل بحلول عام 2030، وستقوم شركة "جاغوار" بنفس الشيئ بحلول عام 2025.
السيارات الكهربائية لمكافحة التغير المناخي
يعد شراء سيارة كهربائية بدلاً من سيارة تعمل بالبنزين طريقة جيدة للمساعدة في مكافحة تغير المناخ. لكن ماذا لو كنت تمتلك بالفعل سيارة تعمل بالبنزين وتعمل بشكل جيد؟ هل يجب عليك أن تبيعها وتقوم بشراء سيارة كهربائية؟ ما هي أفضل الطرق التي يمكنك فيها التقليل من بصمتك الكربونية عندما يتعلق الأمر بوسائل التنقّل؟
يقول "كينيث غيلينغهام"، أستاذ الاقتصاد في جامعة ييل إنه هناك العديد من العوامل التي يجب عليك مراعاتها عندما يتعلق الأمر بوسائل التنقل. يساهم إنتاج سيارات جديدة ونقلها في انبعاثات الغازات الدفيئة، لذلك من المهم أن تضع ذلك في اعتبارك عند التفكير في هذه المشكلة. على الرغم من أن الأبحاث أظهرت أن إنتاج السيارات الكهربائية أقل ضرراً بالبيئة من إنتاج تلك التي تعمل بالبنزين. يقول غيلينغهام إنه إذا كنت تمتلك سيارة ذات كفاءة جيدة في استهلاك الوقود، فلا ضير في أن تحتفظ بها لفترة على الأرجح.
يقول غيلينغهام: "إذا كانت سيارتك لا تستهلك الكثير من الوقود، فمن الواضح أن فوائد شراء سيارة جديدة ستكون أفضل من التسبب بالانبعاثات الإضافية الناتجة عن سلسلة التوريد"، ويضيف: "إن الانبعاثات الناتجة عن سلسلة التوريد الخاصة بإنتاج السيارات الجديدة حقيقية وكبيرة إلى حد ما. لذا فيجب علينا ألا نزيد الطلب على السيارات الجديدة".
بالإضافة إلى ذلك، يقول غيلينغهام إنه من الأفضل زيادة الطلب على السيارات الكهربائية. وهو في ازدياد سريع بالفعل حالياً.
تشجيع صناعة السيارات الكهربائية على الرغم من كل المخاوف
يقول غيلينغهام: "من المفيد للغاية ازدياد الطلب على السيارات الكهربائية في هذه المرحلة من تطوّرها، وذلك حتى تدرك شركات تصنيع السيارات أن السوق مربح وأنها تستطيع نقل 90% من أموال البحث والتطوير إلى مجال السيارات الكهربائية وأن الناس سيشتروا هذه السيارات".
يجب عليك أيضاً أن تأخذ بعين الاعتبار الطريقة التي تستخدم سيارتك بها وما إذا كنت فعلاً بحاجة إلى سيارة، بغض النظر عن نوع السيارة التي تمتلكها الآن أو التي قد تشتريها قريباً. يقول غيلينغهام إن التقليل من استخدام السيارة يخفض بصمتك الكربونية خصوصاً إذا قمت بالمشي أو ركوب الدراجة الهوائية كبديل. يساعد أيضاً استخدام وسائل النقل العام في تقليل مساهمتك في آثار التغير المناخي.
هناك جدل كبير حول ما إذا كان استخدام خدمات مثل "ليفت" أو "أوبر" أفضل أم أسوأ بالنسبة للبيئة من قيادة سيارتك الخاصة. ولكن يبدو أن هناك إجماعاً بين الباحثين على أن استخدام هذه الخدمات أسوأ عندما يتعلق الأمر بانبعاثات الغازات الدفيئة. يعود ذلك إلى أن السائقين يقضون أكثر من 40% من وقتهم يقودون سياراتهم دون ركاب في الفترات بين رحلات توصيل الزبائن.
أحد الاعتقادات الخاطئة الأخرى هو أنه لا توجد فائدة كبيرة لاستخدام السيارات الكهربائية في الحالات التي يتطلّب فيها توليد الكهرباء المستخدمة لشحن هذه السيارات حرق الوقود الأحفوري. لكن تبين الأدلة أن السيارات الكهربائية تظل أكثر رفقاً بالبيئة من السيارات التي تعمل بالبنزين حتى في هذه الحالات. يبدو أن استخدام الكهرباء التي تم توليدها بحرق الوقود الأحفوري أفضل بكثير من استخدام السيارات التي تحرق الوقود الأحفوري مباشرة. يمكنك أن تتأكد من أن الكهرباء التي تستخدمها لشحن سيارتك تم توليدها من مصادر الطاقة المتجددة حتى تكون أكثر رفقاً بالبيئة.
يقول غيلينغهام: "يمكنك تركيب الألواح الشمسية على سطح منزلك وشحن سيارتك باستخدامها في منتصف النهار عندما تكون الشمس ساطعة وتكون متأكداً من أن الطاقة التي تزود بها سيارتك نظيفة"، ويضيف: "سيكون مصدر الطاقة هو طاقة منزلك الشمسية نفسها".
الخيارات لا تقع على عاتق الأفراد فقط
لا ينبغي أن يقع عبء مساهمة السيارات في آثار التغير المناخي على الأشخاص العاديين فقط. ففي نهاية المطاف، تنتج بعض أكبر الشركات في العالم نحو 71% من انبعاثات الكربون. مع ذلك، يقول غيلينغهام إنه يعتقد أنه من الضروري أن يفعل الجميع كل ما في وسعهم. إذا قام عدد كاف من الأشخاص بفعل الشيئ الصحيح، فسيكون لذلك تأثير بالتأكيد. يشير غيلينغهام أيضاً إلى أن الأشخاص قادرون على القيام بما هو أكثر من تغيير عاداتهم إذا كان التغير المناخي أمراً يقلقهم للغاية.
إذ يقول: "ما يستطيع فعله الأشخاص العاديون هو التصويت لصالح سياسات تؤدّي بالشركات وعوام الناس إلى [التقليل] من الانبعاثات الصادرة عنهم، وممارسة الضغط على الشركات لتتحمل مسؤوليّاتها".
إذا كنت تفكر في شراء سيارة كهربائية، فالخيارات المتاحة تزداد كل عام. يمكنك شراء شاحنة "إف 150 لايتنينغ" الكبيرة من شركة "فورد" إذا كنت مهتماً بهذا النوع من السيارات. ناهيك عن أن السيارات الكهربائية أصبحت أكثر عصرية مما كانت من قبل. يمكنك حتى أن تشتري سيارة كهربائية خارقة. لكن يظل الخيار الأكثر رفقاً بالبيئة للتنقّل هو عدم استخدام السيارات مطلقاً.