الصين تصنع طائرات دون طيار لحاملات طائراتها

3 دقائق
الطراز 003 يبرز هذا العرض في المتحف العسكري للثورة الشعبية الصينية (المتحف العسكري الرسمي في الصين) الذي أجري سنة 2016 ناقلة طائرات تعمل بالطاقة النووية تحمل طائرات مقاتلة بدون طيار.

شرع الجيش الصيني في دمج برنامجه للطائرات دون طيار مع برنامجه لحاملات الطائرات، حيث أدرج أنظمة جوية بدون طيارين في ناقلات الطائرات لتكون بمثابة طائرات إسناد روبوتية للطيارين.

وقال شي ون، كبير مهندسي الشركة الصينية لعلوم الفضاء والتكنولوجيا، قسم الطائرات المقاتلة دون طيار، لموقع غلوبال تايمز بأن الصين تعمل على صنع طائرات دون طيار قادرة على الطيران انطلاقاً من حاملات الطائرات. ويرى الخبراء هذا البرنامج الذي تديره الصين رداً منها على برنامج البحرية الأمريكية لحاملات الطائرات الناقلة للطائرات دون طيار والموجهة للمراقبة والقصف (اختصاراً Navy's UCLASS program)، الذي أثبت قدرة الطائرات دون طيار على الإقلاع والهبوط من ناقلات الطائرات، ورداً أيضاً على برنامج ستينغراي MQ-25 الأمريكي، الذي سيدرج أنظمة التزود بالوقود المخصصة للطائرات دون طيار في حاملات الطائرات الأمريكية في السنوات المقبلة.

السيفُ الخفيّ
يمكن تعديل الطائرة دون طيار لي جيان لتناسب بشكل أفضل حاملات الطائرات.
مصدر الصورة: Hongjian via China Defense Forum

وفي حين أن حاملتي الطائرات الصينية، لياونينغ وحاملة الطائرات CV-17 المكتملة تقريباً، تمتلكان مدرجات هبوط من المرجح أن تحد من قدرة الطائرات دون طيار على الإقلاع والهبوط العمودي، إلا أن حاملة الطائرات الصينية القادمة، CV-18  من المرجح أن تمتلك منصات إقلاع كهرومغناطيسية. حيث ستمكّن هذه المنصات حاملة الطائرات CV-18 وسابقاتها التي تعمل بالطاقة النووية من إطلاق طائرات دون طيار أثقل وأسرع وتعمل بمحركات المراوح التوربينية.

ولهذا نعتقد أن الطائرات دون طيار التي ذكرها شي ستكون أكثر تطوراً ومعدّات من الأنظمة الموجودة حالياً. تستخدم طائرة لي جيان مثلاً جناحين متصلان مع الهيكل الرئيسي (تماماً مثل أجنحة قاذفة القنابل B-2 والطائرة دون طيار X-47B) وتمتلك مستودعي قنابل بقدرة استيعاب طنين. ولهذا لا بد من تعديل حاملة الطائرات بتعزيز معدات الهبوط والهياكل التحتية لتتحمل القوى الناجمة عن عملية الإطلاق وتحمل عملية هبوط الطائرة مرة أخرى أيضاً. ومن المحتمل أن تشمل هذه التعزيزات إدخال خزانات وقود أكبر لتوفير ما يكفي لحملات جوية بعيدة المدى.

وأضاف شي أيضاً أن جيش التحرير الشعبي الصيني، وهو الزبون الرئيسي للشركة الصينية لعلوم الفضاء والتكنولوجيا، يسعى لاستخدام الذكاء الاصطناعي لجعل الطائرات دون طيار مقاتلات إسناد روبوتية تساعد وتدعم الطيارين البشر.

مروحية قوة النيران الجوية الموجهة للجحافل العسكرية
بغية إجراء ضربات جوية سريعة، يمكن تعديل المروحيات دون طيار المجهزة بالصواريخ مثل هذه الطائرة طراز V750 ومثل طراز سكاي ساكر 300 بحيث يمكن استخدامها على متن السفن الحربية الصينية.
مصدر الصورة: Weibo

تتماشى هذه الخطط بشكل جيد مع طموحات الصين العسكرية الأخرى. فالأمة الصينية شرعت بالفعل في إجراء أولى اختبارات الهبوط والإقلاع العمودي لطائراتها الجوية الروبوتية على متن سفنها الحربية. ومن المرجح أن تكون هذه الطائرات دون طيار القادرة على الإقلاع والهبوط العمودي مروحيات روبوتية، تستخدم للاستطلاع، وربما حتى إجراء الحملات المضادة للغواصات. ومن المرجح أن تدخل هذه الطائرات دون طيار حيز الخدمة في غضون السنوات القليلة القادمة، قبل أن تستبدل بطائرات دون طيار قادرة على الهبوط والإقلاع العمودي تستخدم أنظمة دفع أكثر تطوراً مثل المحركات القلاّبة (أجنحة تحمل محركات يمكنها الميلان 90 درجة من مستوى الطائرة) والطائرات الذيلية (التي توضع على ذيلها ومقدمتها للأعلى تماماً لتقلع عمودياً بشكل مباشر).

طائرات إسناد
سحابة الظل، طراز طائرات ذات محرك واحد من طائرات سكاي وينغ يو إيه أف، تتمتع هذه الطائرة بعدة مزايا قوية مثل المثبتات الأفقية العمودية المخادعة وصفائح الحواف المسننة، على الرغم من أنها لا تمتلك مستودعاً داخلياً للأسلحة (في النسخة الحالية منها). أما طائرة CH-X دون طيار، التي سيزاح عنها الستار في معرض تشوهاي للطيران الجوي 2018، فستكون طائرة تجسس عسكرية روبوتية بالكامل.
مصدر الصورة: cqsims

وذكر شي أيضاً بأن هذه الطائرة دون طيار المخصصة للتجسس، تشيهونغ إكس CH-X، سيزاح عنها الستار في معرض تشوهاي للطيران شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2018. ومن المحتمل أن تطوّر الطائرة   CH-X بناء على العمل المنجز في طائرة التجسس دون طيار لي جيان. ومثل غيرها من طائرات عائلة تشيهونغ التي ستقدم في معرض تشوهاي للطيران، من المرجح أن تتاح CH-X للتصدير، مما يجعلها أول طائرة هجوم واستطلاع دون طيار توجه للتصدير في العالم. وفي غضون تسويق طائرات CH-X للمشترين الأجانب، من الممكن أيضاً أن تجد استعمالات لها في القوات البحرية المحلية بالصين.

بيتر وارن سينغر، خبير استراتيجي وعضو مخضرم في مؤسسة أميركا الجديدة. صنفه موقع ديفنس نيوز كواحد ضمن الشخصيات المئة الأكثر تأثيراً في مجال الدفاع العسكري. كما أطلق عليه بحق لقب "العالم المجنون" في قيادة التدريب والتعليم بالجيش الأميركي.

جيفري لين، خبير أمن قومي محترف في منطقة العاصمة واشنطن.

المحتوى محمي