الصين تصنّع أسراباً بالآلاف من الطائرات المسيّرة

2 دقائق
1,180 نقطة مضيئة تصرّف سرب مكون من 1000 طائرة متينة رباعية المراوح من شركة إهانج بمثابة شاشة ليد عملاقة محمولة جواً لعرض صور مثل هذه الصورة لدولة الصين.

في ختام منتدى فورتشن العالمي في مدينة غوانزو الصينية في السابع من ديسمبر الماضي، سجل مضيفو الحدث رقماً قياسياً عالمياً لأكبر سرب تم نشره من الطائرات المسيّرة على الإطلاق. حيث قدمت 1,180 طائرة بدون طيار عرضاً جوياً دام 9 دقائق من الرقص والوميض. لقد كان عرضاً رائعاً، وقد مثل أيضاً فرصة مثيرة للاهتمام لإلقاء نظرة على الإمكانات المستقبلية للطيران.

وفقاً لأحد المسؤولين التنفيذيين في قسم الطائرات المسيّرة في شركة إهانغ، الذي قدم سرب الطائرات المشارك في العرض، فإن كل طائرة منها تكلف 1,500 دولار أميركي، والتي تعدّ رخيصة للغاية بالنظر إلى قدراتها، نذكر منها على سبيل المثال؛ ربط البيانات، والبرنامج المستخدم.

فهاذا البرنامج يتيح لأكثر من 1,000 من الروبوتات الطائرة أن تقوم بالتنسيق ذاتياً فيما بينها، والتحرّك بشكل متزامن، مع انحراف في التحليق لا يتجاوز 2 سنتيمتر أفقياً، و 1 سنتيمتر عمودياً. وإذا حدث خطب ما، ولم تتمكن إحدى الطائرات المسيرة من الوصول إلى موضعها المبرمج مسبقاً، فإنها تهبط على الأرض عندئذ بشكل تلقائي. خلال العرض الذي جرى الشهر الماضي، قامت هذه الآلات ببناء تشكيلات مذهلة مثل خريطة الصين، وزهرة شجر القابوق، وهيكل لسفينة.

كما أنها أظهرت الكثير من الإمكانات التي تفيد المجالات العسكرية والأمنية. فحقيقة أن الطائرات المسيرة يمكنها التحرك بشكل ذاتي، وتقوم بالهبوط على الأرض عندما تفشل في تنفيذ التعليمات الموكلة إليها؛ يمثل أمراً مثيراً للاهتمام بشكل خاص. وتروّج إهانغ بشكل أساسي لفكرة مفادها أن بإمكان أسرابها الطائرة أن تتخذ قرارات بشأن كيفية القيام بعمليات الإصلاح الذاتي، فضلاً عن قدرتها على ارتجال وظائفها العملياتية.

المزيد من الطائرات المسيرة
في شهر يونيو من العام 2017، تمكنت 117 طائرة مسيرة من تسجيل رقم قياسي عالمي لأكثر طائرات ثابتة الجناحين في سرب واحد.

 

هذا ليس سوى أحدث مشاريع التطوير التي يجري تنفيذها في الصين. ففي العام 2016، ومن مدينة زوهاي الصينية، أصدرت كل من شركة "تشاينا إليكترونيكس تكنولوجي جروب كوربوريشن" (CETC) وجامعة تسينغهوا شريط فيديو يظهر فيه سرب من الطائرات المسيرة التي تحلق وفق أنماط طيران مرتجلة تتخذ بنى شبكية مترابطة. على الرغم من أن سرب الطائرات المسيرة الخاص بهما لم يكن مسلحاً، إلا أن تسلسلاً من اللقطات السينمائية المولَّدة حاسوبياً قام بإظهار هذه الطائرات وهي تلاحق قاذفة صواريخ للعدو في منطقة حضرية، ثم تقوم بقصفها حتى يتم تدميرها. وقد أتبعت CETC هذا العمل بإطلاق سرب من 117 طائرة مسيرة في يونيو 2017 (شاهد الصورة في الأعلى).

 

المناطق المرتفعة
بعد أن يتم إطلاقها من مناطيد على ارتفاعات عالية، تقوم هذه الطائرات المسيرة التي تعتمد على الأجنحة فقط بالتحليق أكثر من 96 كيلومتر، لتقوم في هذه الأثناء بجمع المعلومات والتنصت على إشارات العدو.

كما أن الصين تتطلع إلى إرسال طائراتها المسيرة إلى الفضاء القريب من الأرض، إلى جانب الحصول على ترسانة جرى التخطيط لتصنيعها من الطائرات المسيرة المزودة بتقنية كشف التخفي، وطائرات التجسس بسرعات فوق الصوتية، ومركبات التحليق على ارتفاعات عالية.

في خريف العام 2017، قامت الأكاديمية الصينية للعلوم باستخدام مناطيد للارتفاعات العالية لإطلاق اثنتين من الطائرات المسيرة بحجم علبة الأحذية، حيث حلقت هبوطاً باستخدام أجنحتها فقط من على ارتفاع 24 كيلومتر، قاطعةً مسافةً بلغت أكثر من 96 كيلومتر. تمتلك هذه الطائرات المسيرة المصغرة المعدّة للارتفاعات العالية؛ أجهزة استشعار سلبية لكشف النشاطات الكهرطيسية، ويمكنها أن ترسم الخرائط الموافقة للتضاريس التي تحلق فوقها.

يبدو أن الأكاديمية الصينية للعلوم باتت قادرة على إطلاق أسراب حاشدة من المقاتلات، وقاذفات القنابل، وغيرها من الطائرات المسيرة، وذلك على غرار أسراب الطائرات المسيرة ضمن مشروع نظام برديكس التي قام بعرضها مكتب القدرات الاستراتيجية في البنتاغون مع مطلع العام 2017.

المحتوى محمي