هناك شعور حقيقي بالإنجاز عندما تتقن ببراعة قيادة طائرة دون طيار. لسوء الحظ أن هذا الشعور غالباً ما يعكّره القلق العصبي الناجم عن الخوف من أن تصطدم آلتك الطائرة الغالية بشجرة أو جبل أو مبنى أو أي شيء صلب آخر. لكن الخبر السعيد هو أن الطائرات دون طيار الحديثة تأتي مع تكنولوجيا تجنب العوائق وذلك لتقليص فرص الاصطدامات، وتعتبر طائرة دي جي ايه الجديدة مافيك آير ذات السعر 799 دولار آلة صلبة مليئة بالمستشعرات والدارات الالكترونية التي تضمن إبقاء طائرتك في الجو وبعيدة عن فيديوهات "تحطمات الطائرات دون طيار" على اليوتيوب!
كانت شركة دي جي ايه قد أعلنت عن طائرتها مافيك آير في مؤتمر صحفي في وقت مبكر من هذا اليوم في مدينة نيويورك. وكان هذا المؤتمر الصحفي أول فرصة للجمهور لرؤية نظام التوجيه المحسّن، والذي يعمل بشكل مشابه لنظام السيارات ذاتية القيادة حيث تتحسس المستشعرات المحيط وتستعمل المعالجات الخوارزميات لتفسير تلك البيانات وقيادة الطائرة في المسار الأكثر أماناً من التحطم.
تعرّف على أجهزة الاستشعار
إن أوضح المستشعرات في طائرة دي جي ايه الجديدة هي الكاميرات السبعة. وتتمثل المهمة الرئيسية للكاميرا الأساسية في إنشاء صور ثابتة بجودة 12 ميغا بيكسل ومقاطع فيديو بجودة 4K، لكنها تقوم كذلك بالمهام الأخرى المتعلقة بالطيران. أما الكاميرات الستة الأخرى فهي مرتبة على شكل أزواج في مقدمة الطائرة ومؤخرتها وأسفلها. وتشكل المسافة الفاصلة بين الكاميرات منظورين يختلفان قليلاً عن بعضهما لنفس مجال الرؤية مما يتيح للنظام أن يحسب العمق. إن تقنية استخدام جهازي تصوير طريقة شائعة لالتقاط فيديو ثلاثي الأبعاد. لكن الاصدار السابق من الطائرة لم يكن يملك كاميرات على الواجهة الخلفية، مما يعني أن هذه الطائرة الجديدة تتمتع بتغطية أكبر لما يحيط بها على مدى 360 درجة.
وبالإضافة إلى الكاميرات التقليدية، تمتلك مافيك آير زوجاً من أجهزة استشعار الأشعة تحت الحمراء المواجهة للأرض وذلك كي تتيح للطائرة إنشاء مخطط ثلاثي الأبعاد للبيئة في الأسفل. وهذا مفيد جداً عندما تواجه الكاميرات العادية صعوبة، مثل الحالة التي لا يوجد فيها ما يكفي من التباين المرئي لتحديد ما يُرى بدقة. وهكذا عندما تحلّق الطائرة دون طيار فوق حقل من الأعشاب المتطابقة بصرياً والتي يتغير مظهرها باستمرار معاً، لن تستطيع الكاميرا العادية إيجاد ما يكفي من المعالم المفيدة يمكن استخدامها لتوجيه مسار الطائرة.
تملك الطائرة الجديدة داخلها وحدتين لقياس القصور الذاتي، حيث ترصد زاوية الطائرة بالنسبة للأفق (والذي يشار إليه عادة بالاتجاه) كما تقوم هذه الوحدات كذلك بمراقبة تسارع الطائرة.
وأخيراً، وبطبيعة الحال، تملك الطائرة جهاز تحديد مواقع مدمج يمكنك الاستفادة منه عندما تقوم بقيادتها في الخارج وفي مكان فيه شبكة جيدة.
وقد جُعلت المستشعرات المدمجة كثيرة لتعوض بعضها البعض في حال فشل أحدها. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد الكاميرات المواجهة للأسفل على توجيه الطائرة حتى لو كانت البوصلة الداخلية تعاني من التشوش.
الخوارزمية
فضلاً عن التحسينات التي تمت على عتادها، طوّرت شركة دي جي ايه كذلك خوارزمية هذه الطائرة لمعالجة كل البيانات التي تلتقطها. على سبيل المثال، بدل أن تتوقف الطائرة دون طيار عندما ترى عائقاً في طريقها، تقوم الآن بتفحص المخطط ثلاثي الأبعاد للأرض الذي أنجزته من قبل وتبحث عن مسار آمن لتجاوز العائق. لقد جرّبتُ هذه التقنية في حدث الافتتاح اليوم ولقد كانت مذهلة، على الأقل في بيئة مرتبة.
تقوم وحدات قياس القصور الذاتي أثناء تحليق الطائرة برصد اتجاهها وسرعتها، في حين ترسم الكاميرات المزدوجة مخططاً للأرض. وهذا ما يساعد الطائرة دون طيار على معرفة اتجاهها النسبي باستمرار، حتى دون نظام تحديد المواقع. وهذا أمر مهم جداً بالنسبة لطائرة دون طيار صغيرة وخفيفة بما يكفي لتحلق متجاوزة عقبات لا يظهرها نظام تحديد المواقع.
وتدعي شركة دي جي ايه أيضاً أن هذه الأنظمة تزيد من الموثوقية حيث تمكّن هذه الأنظمة الطائرة من الرجوع إلى النقطة التي أقلعت منها. تلتقط الكاميرا صورة لنقطة الإقلاع، وتقوم وحدات قياس القصور الذاتي بتتبع مسار الطيران في الوقت الحقيقي وذلك لتمكين الطائرة من الرجوع إلى المكان الذي انطلقت منه. ومثل طائرة مافيك برو قبلها، تلتقط مافيك آير صورة للأرض عند الإقلاع وتستخدمها كمرجع عندما تريد العودة إلى نقطة الانطلاق.
الطائرة هي الطيار
من الواضح أن شركة دي جي ايه حققت نجاحاً بهذه الأنظمة المساعدة. فقد قامت الشركة بالفعل بتحسين ميزات تتبع الأشياء في المحيط. ففي السابق كان عليك أن ترسم مربعاً حول الشيء الذي تريد تتبعه أما الآن فيكفي أن تنقر عليه. تستطيع مافيك آير أن تقوم بتتبع ستة عشر شيئاً منفصلاً كما أنك تستطيع أن تغير ما تريد تتبعه أثناء تحليق الطائرة.
كما أضافت شركة دي جي ايه نمطين تلقائيين لالتقاط الصور، الأول نمط يجعل الطائرة تحلق وفق مسار البومرنغ حول شيء ما يبقى ثابتاً ومركزياً في إطار الكاميرا الأساسية.
والثاني نمط التحكم بالإيماء الذي يتيح لمالك الطائرة أن يوجهها هنا وهناك باستخدام حركات اليد، وقد حصل هذا النمط أيضاً على تحديثات مهمة من ناحية الحساسية والاستجابة. وفي الفترة القصيرة التي أتيحت لي لتجربة هذه الطائرة اليوم، بدت استجابتها لإيماءات اليد أكثر سلاسة.
ومع ذلك فإن ما يثير الاهتمام أكثر بشأن طائرة مافيك آير هو أنها طائرة دون طيار ذاتية القيادة لا تحتاج إلى توجيهاتك بالطيران إن لم تكن ترغب بذلك. وبين الايماءات وأنماط الطيران التلقائية، تستطيع -على الأقل نظرياً- أن تحصل على نتائج جيدة دون حتى أن تلمس مقبض التوجيه في جهاز التحكم الذي يأتي مع الطائرة أو حتى دون استخدام أوامر التوجيه على تطبيقها في هاتفك الذكي.
وحتى لو كنت طيّاراً محنكاً، تبقى ميزة تجنب العقبات أكثر تطوراً ميزة مرحب بها على الدوام. لأن الاصطدام الوشيك بشجرة صنوبر ليس أمراً ممتعاً، مهما كانت مهاراتك التي تتمتع بها.