لو طلب من أحدهم أن يتخيل أشخاصاً يسبحون في البحر خلال ساعات الليل، ستتبادر إلى ذهنه مقاطع الأفلام الهوليودية التي تتضمن سفناً غارقة ومشاهد مطاردة في عمق البحر، وربما مقاطع من فيلم التايتانيك. فمن المعروف أن السباحة في البحر هي نشاط نهاري مرتبط بنور الشمس وحرارتها، ولا توجد شواطئ تحتفظ بزوارها إلى ما بعد غروب الشمس، والأسباب واضحة، لا مجال لإضاءة البحر، السباحة في الليل تنطوي على مخاطرة، البحر قد لا يكون ملائماً ... . لكن اليوم أعلن في دبي عن افتتاح مشروع جديد هو الأول من نوعه بالعالم، وهو مشروع شاطئ عام ذكي يُسمح للناس بالسباحة فيه حتى الساعة 12 ليلاً.ففي 22 مايو الماضي دشنت بلدية دبي أول شاطئ ليلي بالعالم، وذلك انطلاقاً من رؤيتها لجعل مدينة دبي مدينة سعيدة ومستدامة وضمن خطة الحكومة الرامية لجعلها المدينة الأذكى بالعالم. يقع الشاطئ الليلي الذكي بمنطقة أم سقيم الأولى، ويبعد حوالي 1 كم عن برج العرب، وهو يحتوي على عدة عناصر تجعله يستحق صفة الذكاء:
تم تركيب ساريتين ذكيتين للإضاءة مصنوعتين من اللدائن المقواة بالألياف، والمقاومة للظروف الجوية، بارتفاع 12 م واستطاعة 1.5 كيلو واط، وبذلك سيتم إضاءة منطقة كبيرة من الشاطئ يبلغ طولها 120 م وتصل لعمق 50 م داخل البحر. هاتين الساريتين ستعملان على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهما مزودتان بحساسات تجعلهما تعملان ما إن تغرب الشمس، كذلك هما مزودتان بشاشات تظهر عليها تحذيرات للرواد في حال لم يكن الطقس ملائماً للسباحة، أو إذا كان على السباح أخذ حذره عند النزول إلى الماء.
كذلك تم تزويد الشاطئ بغرف ذكية لتبديل الملابس، وهي غرف تعمل أيضاً على الطاقة المستمدة من الشمس والرياح، وهي ترسل إشارة إنذار عندما تكون مقفلة دون وجود حركة داخلها، فهي تفسر هذا الأمر بأن من بداخلها قد أصابه مكروه وينبغي إستدعاء الدعم الطبي.
أما شبكات الواي فاي والطاقة الكهربائية لشحن الأجهزة المحمولة، فستتكفل نخلتين ذكيتين بتأمينهما لرواد الشاطئ، وهذه الأشجار الذكية التي تستمد طاقتها الكهربائية من ضوء الشمس، هي ليست جديدة على سكان دبي، لكن الجديد هو تخديمها للسباحين الليليين.
السباحة في الليالي الصيفية، تحت أنظار النجوم والقمر، هي التجربة الجديدة التي ستتيحها مدينة دبي ومرافقها الذكية لزوارها وقاطنيها.