ترغب روسيا والصين ببناء طائرة عملاقة شبيهة بالطائرات العملاقة من شركتي أيرباص وبوينغ. وقد أعلنتا في شهر مايو عن إطلاق الشركة العالمية التجارية الصينية الروسية للطيران (CRAIC كرايك)، وهي مجموعة ستستثمر ميزانية تتراوح ما بين 13 و20 مليار دولار لبناء طائرة نفاثة عريضة الجسم ذات ممرين تتسع لـ 280 راكباً.
يهدف اتفاق الشراكة هذا ما بين شركة الطيران الصينية المساهمة المحدودة (COMAC كوماك) وشركة الطيران المتحدة الروسية (UAC يواك) إلى تحقيق أول طيران في عام 2022 أو 2023، وإدخال الطائرة في الخدمة ما بين 2025 و 2027، وذلك وفقاً لموقع أفييشن ويك. وعلى الرغم من أن الاحتكار الثنائي لشركتي بوينغ وأيرباص يتوقع له أن يستحوذ على 90% من السوق المتوقعة للطائرات النفاثة العملاقة، والتي ستصل إلى 9,100 طائرة بحلول 2025، تقول وكالة رويترز أن كرايك تهدف إلى الاستحواذ على نسبة 10% المتبقية. ستخوض C929، بوصفها طائرة ركاب نفاثة بسعة 250-300 راكب، المنافسة مع بوينغ 787 وأيرباص A330neo المشابهتين لها حجماً، وتستخدم كلتاهما محركات متطورة وهياكل مصنوعة من مواد مركبة لتحقيق فعالية عالية في استهلاك الوقود. وستعتمد الطائرات الثلاثة على مجموعة تزويد عالمية لتأمين المحركات، وأنظمة الوقود، والأنظمة الإلكترونية، وأنظمة الطاقة الكهربائية، وأنظمة الحفاظ على الحياة.
سيقع المقر الرئيسي والمعمل لشركة كرايك في شانجهاي، على حين أن أغلبية المراحل الأولية للأبحاث والتطوير، إضافة إلى تجميع المكونات الثانوية، ستكون في موسكو ومدن روسية أخرى.
تمتلك كل من الشركتين كوماك ويواك 50% من كرايك، ويمكن لكل شركة أن تعين 4 أشخاص في مجلس الإدارة.
أوردت صحيفة جلوبال تايمز أن الطائرة "C929" (ما يزال الاسم النهائي لها غير محدد بعد) هي طائرة نفاثة عملاقة ذات مدى يصل إلى أكثر من 12,000 كيلومتر، تتسع لما بين 280-290 راكباً ضمن ثلاث درجات، ويمكن للنسخة الموسعة أن تتسع لـ 350 ركباً، على حين أن النسخة المصغرة تتسع لـ 230 راكباً.
سيبلغ وزن الإقلاع الأعظمي للنسخة العادية 220 طناً، وتستمد قدرتها من محركين بقوة دفع تصل إلى 35 طناً، مع اتساع جناحين يصل إلى 110 أمتار. ستكون يواك مسؤولة عن تجميع الأجنحة، وأذرع التعليق والحوامل للمحركات، أم كوماك فسوف تبني هيكل الطائرة والذيل.
كما في حالة طائرات الركاب الحديثة الأخرى، ستكون C929 متكاملة إلى درجة عالية مع مجموعة التزويد العالمية. من المؤكد تقريباً أنها ستحصل على محركات التوربينات الأولية من شركات غريبة للمحركات مثل رولز رويس، برات أند ويتني أو جنرال إليكتريك. إضافة إلى هذا، فقد حصلت كوماك على معلومات من هوني ويل ويونايتد تكنولوجيز حول إلكترونيات قمرة القيادة وأنظمة أخرى للطيران. وعلى الرغم من أن مجموعة التزويد للطائرة C929 هي عالمية في معظمها، فإن كرايك تنوي الحصول على مدخول عن طريق بيع الخدمات (مثل الصيانة والخدمات اللوجستية) إضافة إلى التحديثات.
تأمل كرايك أن كلفة التشغيل المنخفضة للطائرة C929K، إضافة إلى خيارات التمويل والتأجير، ستجعلها خياراً مرغوباً للمستثمرين العالميين.
إضافة إلى الإقبال المتوقع من شركات الطيران الصينية لشراء هذه الطائرة، يمكن أيضاً أن نتوقع إقبالاً عليها من المشترين الحاليين للطائرات الروسية، سواء من دول الاتحاد السوفييتي السابق أو الشرق الأوسط.
تتمتع هذه الطائرة أيضاً بإمكانات كبيرة للاستخدام المحلي، حيث يمكن تطويرها في عدة اتجاهات لاستخدامها في النظم المحمولة جواً للإنذار المبكر والسيطرة، والحرب الإلكترونية، وأنظمة القيادة والتحكم النووية، ونقل الشخصيات الهامة، والتزويد بالوقود أثناء الطيران.