رحلة الإمارات في تدشين برنامج نووي سلمي لإنتاج الطاقة

2 دقائق
محطات براكة النووية في الإمارات
محطات براكة النووية في الإمارات — حقوق الصورة: Wikiemirati/ ويكيبيديا

في الإمارات يوم جديد أي حلم جديد، وفكرة امتلاك برنامج نووي سلمي، صديق للبيئة يلبي احتياجات الدولة من الطاقة بشكلٍ أكثر استدامة؛ هو حلم لا يتحقق إلا بالعمل. ومن هنا دأبت الإمارات على تحقيق هذا الحلم، وكانت البداية تأسيس «مؤسسة الإمارات للطاقة النووية» عام 2009، لكن ما الذي تحقق بعد مضي 10 سنوات من بداية العمل على هذا الحلم؟

الطاقة النووية من فكرة إلى مؤسسة وطنية

تولت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية منذ تأسيسها؛ مسؤولية تنفيذ البرنامج النووي السلمي الإماراتي، بما في ذلك تصميم وإنشاء أولى محطات الطاقة النووية بالإمارات، وضمان توافق برنامج الطاقة النووية السلمية مع خطط البنية التحتية الصناعية للدولة، وتطوير الموارد البشرية لبرنامج الطاقة النووية. تلخصت رؤية مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في دعم النمو في دولة الإمارات، وارتكزت رسالة المؤسسة في تطوير برنامج نووي سلمي آمن ومستدام.

بدأت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في تطبيق البرنامج النووي السلمي الإماراتي؛ بتدشين محطات «برَاكة» للطاقة النووية في 2010، وهي الأولى من نوعها في العالم العربي والمكون الأساسي للبرنامج. يهدف برنامج الإمارات للطاقة النووية إلى دعم تنويع مصادر الطاقة في الدولة، وتوفير كهرباء صديقة للبيئة بالإضافة إلى المساهمة في دعم جهود الدولة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام وحماية البيئة.

محطات «برَاكة»

في عام 2010 بدأت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في أول خطوات إنشاء وتدشين محطات براكة للطاقة النووية، واختير موقع أولى لمحطات الطاقة النووية السلمية في «برَاكة» بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي. تم اختيار الموقع بناءً على عدة عوامل أبرزها: التاريخ الزلزالي، البُعد عن المناطق الكبرى المأهولة بالسكان، القرب من موارد المياه، القرب من البنية التحتية ذات الصلة بالصناعة والنقل، والظروف المواتية من حيث الأمن والإنشاء وطرق الإخلاء.

اختارت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، الشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو» وهي من أكبر شركة للطاقة النووية في كوريا الجنوبية؛ لتكون المقاول الرئيسي لمحطات الطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات، وتتولى مسؤولية تصميم المحطات وإنشائها ثم المساعدة في تشغيلها.

بدأت الأعمال الإنشائية في المحطة في عام 2012؛ بعد الحصول على الرخصة الإنشائية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وتتكون المحطة من 4 مفاعلات طاقة من نوع «APR1400»، وتلبي نحو ربع احتياجات الدولة من الكهرباء عند التشغيل التام للمحطات المقرر العام المقبل.

يذكر أن مفاعل الطاقة المتقدم «APR1400» هو من طراز مفاعلات الماء المضغوط، وتصل القدرة الإنتاجية للمفاعل الواحد إلى نحو 1400 ميجاواط من الكهرباء، ويصل العمر التشغيلي للمفاعل الواحد إلى نحو 60 عاماً بعد الحصول على الموافقات الرقابية والتنظيمية. أجرت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على هذا المفاعل بعض التعديلات والتحسينات؛ مثل تعزيز أنظمة التهوية والتكييف المقاومة آثار ارتفاع درجات الحرارة، واستخدام مضخات ومبادلات حرارية وأنابيب أكبر حجماً لزيادة معدل تدفق المياه في أنظمة التبريد.

لماذا الطاقة النووية؟

درست حكومة دولة الإمارات خياراتٍ عدة للطاقة لتلبية احتياجاتها المستقبلية؛ ثم قيّمت هذه المصادر بناءً على تكاليفها وأثرها البيئي والقدرة على تطويرها اقتصادياً على المدى الطويل، ووجدت الحكومة أن الطاقة النووية هي الخيار الأمثل لأسباب كثيرة أبرزها:

1. توليد كميات كبيرة وثابتة من كهرباء الحمل الأساسي يومياً على مدار العام، بغض النظر عن الأحوال الجوية.

2. تقليل الانبعاثات الكربونية في الدولة.

3. تلبية التزامات الدولة في مجال الاستدامة؛ ومن المقرر بحلول العام المقبل؛ أن تجنّب محطات براكة للطاقة النووية دولة الإمارات من إنتاج 12 مليون طن من الانبعاثات الكربونية.

4. تقنية موثوقة، تعتمد عليها الكثير من الدول المتقدمة في توليد الكهرباء.

بحلول العام المقبل ستكون الإمارات، قدمت مصدراً موثوقاً للكهرباء والبيئة، لتنضم بذلك لأكثر من 30 دولة أخرى في العالم تستخدم الطاقة النووية كمصدر للطاقة.

المحتوى محمي