شارك
الرئيسية
5 دقائق 
أصبح للشلل التحليلي، والذي ينطوي على العجز عن اتخاذ القرار المناسب نتيجة وجود الكثير من الخيارات، معنى جديد بسبب التغير المناخي. لم يكن اتخاذ القرار «الصحيح» أكثر تعقيداً مما هو عليه اليوم. ولكن نحن هنا لمساعدتك. أهلا بك في «إمباكت»، سلسلة جديدة حول الاستدامة من موقع العلوم للعموم (بوبيولار ساينس).
إن تخفيض فواتير المرافق العامة (مثل فواتير الكهرباء والغاز والماء وغيرها) أمر جيد، ولكن تخفيض استهلاك الطاقة ليس موفّراً للمال فحسب، بل يمكن أن يساعدنا في تحقيق أهداف خفض انبعاثات الغازات الدفيئة العديدة التي تم تحديدها دولياً. وفقاً لأحدث تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، فإن أنماط الحياة الشخصية والتغييرات السلوكية «يمكن أن تخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 40-70% بحلول عام 2050».
مع ذلك، يعتبر اتخاذ الخطوات اللازمة لخفض فواتير المرافق العامة والانبعاثات الناتجة عن المنازل بشكل كبير بعيد المنال بالنسبة للعديد من المستأجرين في العديد من بلدان العالم.
يجب أن يتولى مالك المنزل تنفيذ مشاريع كفاءة الطاقة المنزلية ذات التأثير الأكبر. وكما قد يخبرك أي مستأجر، لا يسمح الكثير من الملاك للمستأجرين باستخدام مسمار لتعليق إطار لصورة أو طلاء الجدران، ناهيك عن استبدال الأجهزة الخدمية الكبيرة (مثل أجهزة التدفئة المركزية) التي لا تعمل بكفاءة أو سخانات المياه القديمة.
تقول «ماغي كيلي ريغينز»، مديرة مشروع البيئة الحضرية في «التحالف الجنوب شرقي لكفاءة الطاقة»، وهي منظمة غير ربحية مقرها ولاية أتلانتا تعمل على تعزيز أهداف كفاءة الطاقة في الولايات الجنوبية الشرقية في الولايات المتحدة الأميركية: «على الأرجح أنه لا يمكنك حتى رؤية الأجهزة الخدمية في المبنى الذي تعيش فيه في أغلب الحالات». لا يستطيع المستأجرون التحكّم بأي عملية تتعلق بالتدفئة أو التبريد أو ضخ الغاز إلى المنزل. ومع ذلك، فهذه هي الأمور التي تسبب أكبر قدر من الانبعاثات في المنازل. على سبيل المثال، تشير مبادرة كفاءة الطاقة الجماعية للمرافق العامة في ولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة إلى أن أجهزة التدفئة والتبريد تستهلك ما يقرب من نصف كمية الطاقة الكلية المستهلكة في المنازل.
بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن للعديد من المستأجرين في الولايات المتحدة مثلاً الاستفادة من العديد من الحوافز المالية الفدرالية أو الحكومية لإجراء تغييرات في الأجهزة المنزلية تساعد في توفير الطاقة نظراً لأن العديد من هذه المشاريع تستهدف مالكي المنازل أو العقارات. حتى الدعم المالي لا يكفي دائماً لإقناع مالكي العقارات بالقيام بمشاريع مثل جعل المنازل مقاومة للعوامل الجوية أو شراء أجهزة باهظة الثمن قبل أن تتعطّل الأجهزة التي يمتلكونها الآن، وذلك لأن المالك سيدفع تكلفة الأجهزة والتحديثات الجديدة ولكنه لن يتمكّن من خفض فواتيره الخاصة.
إذن ما الذي يمكن للمستأجرين فعله بمفردهم؟ ليس الكثير، كما يقول خبراء كفاءة الطاقة. ولكن في حين أن العديد من المشتريات أو المشاريع التي يتعين على المالك القيام بها باهظة الثمن نسبياً، إلا أن العديد من المشاريع التي يمكنك القيام بها بمفردك إما منخفضة التكلفة إلى حد ما أو معدومة التكلفة.
حدّث المصابيح الكهربائية واشترِ المواد المقاومة للعوامل الجوية القابلة للإزالة
تقول «ليلي ماكفيتي»، مساعدة برنامج في «إيفيشنسي مين»، وهي وكالة شبه حكومية تدير برامج كفاءة الطاقة في منطقة نيو إنغلاند في الولايات المتحدة: «أحد الأشياء السهلة التي يمكنك القيام بها هو استبدال المصابيح المتوهجة القديمة بمصابيح الصمامات الثنائية المُصدرة للضوء (إل إي دي) الأكثر كفاءة»، وتضيف: «لقد تمكنت من شراء 3 مصابيح إل إي دي ذات اللون الأبيض الخافت بقدرة 60 واط مقابل 3 دولارات فقط، ما يعني أن سعر كل منها هو دولار واحد فقط. سيساعدني ذلك في توفير أكثر من 20 دولار سنوياً».
عندما تنتقل من منزلك المستأجر، يمكنك أن تأخذ هذه المصابيح معك. احتفظ بالمصابيح المتوهجة في صندوق لتعيدها إلى مكانها الأصلي عند المغادرة أو اطلب من المالك أخذها.
بالإضافة إلى ذلك، تقترح كيلي ريغينز استخدام مواد التحصين ضد عوامل الطقس أو مواد مختلفة تستخدم لعزل الأبواب والنقاط الأخرى التي يمكن أن تدخل منها تيارات الهواء كطريقة «منخفضة التكلفة ولا تتطلب درجة عالية من المهارة» لعزل الأبواب والنوافذ، ما يمنع الهواء الساخن أو البارد من التسرب خارج المنزل ويسمح لك بخفض درجة حرارة هواء التدفئة دون أن تشعر بالبرد. تقول ماكفيتي إن حشوات النوافذ تفيد في العزل أيضاً، ويمكنك أحياناً أن تحصل عليها بالمجان أو بتكلفة منخفضة بمساعدة مسؤولي برامج كفاءة الطاقة المحليين.
تقول ماكفيتي: «هناك بعض الشركات والمنظمات غير الربحية التي يمكن أن ترسل موظفيها إلى منزلك لتصميم حشوات المنافذ المخصصة التي تساعد في منع تيارات الهواء من الدخول إلى المنزل»، وتضيف: «تقلل هذه الحشوات من التيارات الهوائية الداخلة. ويمكنك إزالتها في الصيف دون التسبب بأي ضرر لإطار النافذة». يقوم المتطوعون من «ويندو دريسيرز»، وهي منظمة غير ربحية مقرها في ولاية مين، ببناء وتركيب حشوات النوافذ المخصصة منخفضة التكلفة.
غيّر سلوكياتك في استهلاك الطاقة
يمكن أن يؤدي إجراء تعديلات صغيرة على أوقات استخدام الأجهزة التي تستهلك الكثير من الطاقة إلى توفير المال وتنظيم درجة حرارة منزلك. على سبيل المثال، تولد الغسالات والمجففات الحرارة أثناء تشغيلها، لذا تجنب استخدامها عندما تكون في المنزل أو عندما يكون الطقس حاراً. يمكن أن يساعد إغلاق الستائر أو أغطية النوافذ جزئياً عندما لا تكون في المنزل في الحفاظ على برودة الغرف في الأيام الحارة. وفقاً لوكالة إيفيشنسي مين، يساعد فتح الستائر طوال الليل أو في الصباح الباكر على إدخال الهواء البارد إلى المنزل.
إذا كان بإمكانك إجراء تغييرات على حسابات مرافق الخدمات الخاصة بك، يمكنك أن تتواصل مع المسؤولين وتسأل عن برامج الاستجابة للطلب التي يمكن أن تمنحك بعض المال. على سبيل المثال، يوجد في الولايات المتحدة الكثير من المبادرات التي تديرها المرافق العامة تهدف إلى خفض الارتفاع الحاد في استهلاك الكهرباء في الأوقات التي يستخدم السكان فيها الطاقة (مثل عندما يقوم الكثير من الناس بالطهي ومشاهدة التلفزيون، أو قراءة المقالات على الإنترنت)، من الجمعيات التعاونية الكهربائية الريفية الصغيرة في ولاية مينيسوتا إلى شركات تزويد الطاقة الكهربائية التي تعود ملكيتها للمستثمرين، والتي تخدّم المناطق الحضرية الكبرى.
تستخدم المرافق العامة كميات هائلة من البيانات للتحديد مسبقاً مقدار الطاقة التي يحتاجها العملاء في أي وقت من اليوم. ولكن يمكن أن تعلمك المرافق العامة ضمن بعض برامج الاستجابة للطلب ما الفترات التي يكون فيها استهلاك الطاقة مرتفعاً حتى تتمكن من الحد من استهلاك الطاقة بنفسك أو السماح للمرافق بالقيام بذلك نيابة عنك. تفيد هذه البرامج المرافق العامة من خلال مساعدتها على تقليل عدد المرات التي تحتاج فيها تشغيل محطات الحمل الأعظم التي يكون هناك حاجة لتشغيلها بهدف تلبية الطلب المرتفع على الطاقة الكهربائية فقط (كما هو الحال في يوم صيفي حار مثلاً). يساعد ذلك كلاً من العملاء والمرافق العامة في توفير المال.
قد تمنحك بعض المرافق العامة خيار دفع مبالغ مالية إضافية صغيرة لدعم الطاقة المتجددة التي تضيف الكهرباء إلى نظامها. ويعتمد ما إذا فعلت ذلك من خلال المرافق العامة المحلية أو شركات توريد طاقة أو وسطاء آخرين على مكان إقامتك. على سبيل المثال، يستطيع مواطنو ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الاشتراك بخدمات موردي الطاقة النظيفة بمساعدة موقع ويب معتمد من قبل منظم المرافق العامة في الولاية. ويمكن لعملاء المرافق العامة المحلية في منطقة إنديانابوليس في ولاية إنديانا دفع مبالغ إضافية في فواتيرهم الشهرية لدعم طرق توليد الطاقة المتجددة التي لا تساهم في زيادة انبعاثات الكربون.
تحدّث مع مالك المنزل
تقترح كيلي ريغينز أنه إذا كنت ترغب حقاً في تقليل آثار منزلك المستأجر السلبية على البيئة، فحاول التحدث مع المالك أو مدير الممتلكات حول موضوعات كفاءة الطاقة ومقاومة العوامل الجوية. اطرح أسئلة حول صيانة المبنى وخطط استبدال الأجهزة الخدمية. يمكنك أن تسأل عن كفاءة مصابيح الإضاءة الموجودة في المناطق المشتركة (هي المناطق المتوفرة للاستخدام المشترك من قبل جميع المستأجرين) أو عدد المرات التي يتم فيها تغيير معدات أنظمة التدفئة وتكييف الهواء.
تقول كيلي ريغينز: «[المستأجرون] هم الذين يدفعون الفواتير، لذا من الممكن إجراء محادثات صريحة مع شركات إدارة الممتلكات ومع مالك [معين]»، وتضيف: «ليس بالضرورة أن تكون هذه المحادثات مثمرة دائماً، ولكن من الممكن إجراء المحادثات التي يمكن أن تعبر فيها عن رغبتك في تخفيض فواتير الطاقة».
على الرغم من أنك قد ترغب في أن يستجيب مالك المنزل لرغباتك، فلن يضرك العثور على معلومات حول التخفيضات أو الإعانات المختلفة المتاحة في مدينتك. حتى الأشجار المزروعة بشكل استراتيجي يمكن أن تساعد في التخفيف من درجات الحرارة الشديدة عن طريق تبريد المنزل بشكل طبيعي في الطقس الحار، ما يقلل من كمية الطاقة التي تستهلك في تشغيل أجهزة تكييف الهواء. على سبيل المثال، يشير موقع برنامج تديره مدينة واشنطن العاصمة في الولايات المتحدة إلى أن الأشجار التي يتم زرعها للسكان دون مقابل يمكن أن تساعد في «خفض فواتير التدفئة بنسبة تصل إلى 15% [في الشتاء] وخفض فواتير التبريد بنسبة تصل إلى 50% [في الصيف]».
تشير ماكفيتي إلى أن استئجار أو شراء جهاز مراقبة استهلاك الكهرباء لتحديد الأجهزة التي تستهلك أكبر قدر من الطاقة هو خيار متاح أيضاً. توضح ماكفيتي أنه في ولاية مين، يستطيع السكان استعارة هذه الأجهزة من أكثر من 60 مكتبة، لذا تحقق من المكتبات المحلية أو المنظمات المجتمعية الأخرى لتعرف ما هي الخيارات المتاحة في منطقتك.