السعودية تبني «هيليوس» أكبر مصنع للوقود الهيدروجيني في العالم

2 دقائق
السعودية تبني "هيليوس" أكبر مصنع للوقود الهيدروجيني في العالم
حقوق الصورة: مريم صديقي/ بلومبيرغ.

تعتزم المملكة العربية السعودية بناء مصنع للهيدروجين الأخضر في مدينة نيوم خلال الشهر الجاري، كما تخطط لتصديره في غضون أربع سنوات تقريباً، وفق ما صرح "بيتر تيريوم" رئيس الطاقة والمياه في مدينة نيوم، لوكالة "بلومبرغ" الأميركية.

الوقود الهيدروجيني

الوقود الهيدروجيني هو الوقود الذي بات من المؤكد أنه سيكون البديل عن الوقود الأحفوري في المستقبل القريب، فهو وقود صديق للبيئة، ينبعث من احتراقه بخار الماء فقط. ومن المتوقع أن تصل قيمة سوقه إلى 700 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2050، إذا تمكّنت الشركات المصنّعة من خفض التكاليف، وفقاً لـِ "بلومبرغ".

يوجد منه عدة أنواع تختلف حسب مصدره وطريقة إنتاجه، ويُعد الغاز الطبيعي هو المصدر الأكبر للحصول على الهيدروجين، ويستخرج الأخير منه باستخدام تقنية تسمى إعادة تخليق غاز الميثان بالبخار، وهو ما يُعرف بالهيدروجين الأزرق. تقود شركة النفط الحكومية "أرامكو" السعودية جهود البلاد لإنتاج هذا النوع من الهيدروجين.

ويُعد الماء ثاني أكبر مصدر للهيدروجين، ويمكن تفكيك ذرات الماء إلى هيدروجين وأكسجين باستخدام الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتسمى هذه التقنية بالتحليل الكهربائي للماء، وينتج عنها الهيدروجين الأخضر، وهو الإصدار الوحيد من الوقود الخالي من ثاني أكسيد الكربون عند نقطة الاستخدام وعند نقطة الإنتاج، وهو النوع الذي سيُنتج في مصنع مدينة نيوم.

هيليوس: أكبر مشروع للهيدروجين الأخضر في العالم

صرّح بيتر تيريوم رئيس الطاقة والمياه في مدينة نيوم، والرئيس التنفيذي السابق لشركة "آر دبليو إي" أكبر شركة للطاقة في ألمانيا، أن المملكة العربية السعودية ستبني أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في مدينة نيوم المستقبلية التي تشكل جزءاً من توجه السعودية لتصبح صديقة للبيئة. 

وكشف تيريوم أيضاً أن: "المملكة في طريقها لبيع الهيدروجين الخالي من الكربون من مشروع بقيمة 5 مليارات دولار في المدينة بحلول عام 2026"، موضحاً أن المهندسين انتهوا من تسوية الموقع وستبدأ شركة "إير بروكتس أند كيميكالز" (Air Products & Chemicals) ومقرها الولايات المتحدة في بناء المنشأة قريباً، بالتعاون مع شركة "أكوا باور" (ACWA Power International) السعودية.

ويعتقد تيريوم أنَّه من المحتمل أن يكون هناك طلب من الشركات من آسيا إلى الولايات المتحدة على صادرات الهيدروجين الأخضر، الذي يعتبر عنصراً بالغ الأهمية للانتقال إلى أشكال أنظف من الطاقة. ويرجّح أيضاً أن تكون "هناك منافسة محتملة بين أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وبعض أجزاء من الولايات المتحدة، وستُباع الشحنات للذين يقدمون السعر الأعلى".

اقرأ أيضاً: الوقود الأخضر ودور الدول العربية في عملية إنتاجه

يسمى مشروع الهيدروجين الأخضر هذا بـ "هيليوس"، وسيتم تشغيل المصنع بنحو 4 غيغا واط من الطاقة المتجددة الناتجة عن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ما يجعله أحد أكبر المحطات التي يتم تشييدها على مستوى العالم. وتم اختيار المنطقة بفضل وفرة ضوء الشمس والرياح والأراضي الخالية لنشر الألواح الشمسية والتوربينات.

سيُستَخدم 120 جهازاً من أجهزة التحليل الكهربائية التي تنتجها شركة "تيسين كروب" (Thyssenkrupp AG)، يبلغ طول كل منها نحو 40 متراً، لفصل الهيدروجين عن الماء. وسيتم شحن الوقود من المملكة العربية السعودية على شكل أمونيا، وهو أسهل في نقل الهيدروجين في شكله الغازي. ووفقاً لما قاله "تيريوم"؛ فإن الخطة "ضخمة الحجم، وتمثّل تحديات غير معروفة باستمرار".

تعتقد الرياض أنَّ الطلب على النفط سيظل مرتفعاً لعقود، وتنفق مليارات الدولارات لزيادة طاقتها الإنتاجية من الخام. مع ذلك؛ يهدف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى تنويع الاقتصاد، والهيدروجين جزء مهم من استراتيجيته هذه التي تهدف إلى تنويع اقتصاد البلاد بعيداً عن النفط. ومن المتوقع أن يبدأ تصدير الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2026، إذ تريد المملكة أن تكون أكبر مصدّر للهيدروجين في العالم. 

المحتوى محمي