الواقع الافتراضي يواجه صعوبات في إظهار الأشياء عن قرب، والحل قد يكون عند أوكولوس

2 دقائق
تستكشف أوكولوس طرقاً لتحسين الضبط البؤري للصور في الواقع الافتراضي

على الرغم من أن نظارات الرأس للواقع الافتراضي صغيرة بما يكفي ليتم تثبيتها بإحكام على وجهك، يمكنها أن تجعل الأشياء الظاهرة في المشاهد الافتراضية تبدو على مسافة بعيدة جداً. يمكن لنظارات الرأس أن تنجز هذه الحيلة الافتراضية ذات المؤثرات المحيطية بالاعتماد عل وجود جزأين بصريين رئيسيين: الشاشات الموجودة داخل النظارات التي تعرض الصور، والعدسات المكبّرة الشبيهة بالزجاج والواقعة بين عينيك وهذه الشاشات. هذه العدسات هي التي تسمح لديناصور افتراضي أن يبدو كما لو أنه ضمن المشهد الظاهر أمامك، بدلاً من ظهوره فقط على شاشتين صغيرتين تبعدان عن عينيك بضعة سنتيمترات.

ولكن هذا التوزع للمكونات يشكل مشكلة تفرض على صانعي الواقع الافتراضي أن يجدوا حلاً لها. فكيف يمكنك أن تحافظ على وضوح عناصر مختلفة من العالم الافتراضي – جبال بعيدة جداً، زهور قريبة في المقدمة، وكل ما يقع بينهما - في الوقت نفسه؟

عادة ما تعالج نظارات الواقع الافتراضي هذه المشكلة بضبط المسافة البؤرية في عالم الواقع الافتراضي لكي تكافئ مسافة تبعد حوالي 2 متر عن عينيك، بحيث تقارب المسافة الفاصلة بين أريكتك وجهاز التلفاز لديك. فإذا كنت تشاهد فيلماً في الواقع الافتراضي، قد تبدو الشاشة الافتراضية وكأنها تحوم أمامك على مسافة تبعد هذا المقدار تقريباً.

يقول دوغلاس لانمان، وهو عالم باحث في شركة أوكولوس يتركز عمله على تكوين الصور الحاسوبية، وهو ما تعتمد عليه صناعة نظارات الرأس أوكولوس ريفت: "هذا يعني - استناداً إلى أدبيات علم الرؤية – أن كل ما يقع خارج نطاق الذراعين سيظهر بشكل جيد حقاً، وسيكون النظر إليه مريحاً للغاية". فإن كان أمامك منظر لغراند كانيون (الأخدود العظيم شمال غرب أريزونا الأمريكية)، أو لاعب سيرك يؤدي عرضاً على مقربة منك، يقول لاينمان إن هذه المشاهد الخلابة ستظهر لك بشكل جيد، من حيث الوضوح، لأنها تبعد عنك مسافة مناسبة.

تزداد صعوبة التحدي عندما تصبح الأشياء أكثر قرباً، كما يحدث عندما يريد شخص ما التقاط كتاب في الواقع الافتراضي، وتقريبه من وجهه، ومن ثم قراءته. يقول لانمان: " من خلال عرض الكتاب الافتراضي أمامها ستحظى عيناك بضبط بؤري صحيح". ويضيف: "ولكن ذلك سيجعل الشاشة بكاملها غير واضحة". تاريخياً، لطالما بقيت هذه الحالة مشكلة عسيرة.

ولكن قسم الأبحاث في شركة أوكولوس يعتقد أنه قد يكون لديه حل لهذه المشكلة، وهو يتطلب إضافة قطعة أخرى من المعدات ضمن نظارة الرأس تتوضع بين العدسات (القريبة من عينيك) والشاشتين (حيث يتم عرض الصور). يسمى هذا الجهاز الإضافي المعدّل المكاني الطوريّ للضوء.

يقول لانمان: "يتم استخدام هذه التكنولوجيا لتعديل الضبط البؤري للضوء"، حيث أشار إلى إمكانية استخدامها، على سبيل المثال، لزيادة حدة البصريات التي تظهر عبر التلسكوب. يمكن تشبيه وضع المعدِّل المكاني الطوريّ للضوء داخل نظارة رأس للواقع الافتراضي بإضافة "عدسات قابلة للبرمجة".

قد تسمح لهم النتيجة، كما يقول لانمان، "بتغيير الضبط البؤري على امتداد أجزاء المشهد"، وبالتالي خلال تلك الحالات الصعبة الخاصة بالواقع الافتراضي مثل الإمساك بكتاب عن قرب، وفي الحالة المثالية، يمكن ضبط التمركز البؤري تلقائياً بحيث يبدو كل شيء واضحاً، سواء كان قريباً جداً، أو بعيداً للغاية، أو في مكان ما بين هاتين الوضعيتين.

يقول لانمان: "هناك نتائج واعدة في هذه الحالات، ولكن هذه التكنولوجيا جديدة تماماً". سيقوم لانمان مع اثنين من الباحثين بنشر مقالة علمية عنها في مجلة ACM Transactions on Graphics (المتخصصة بما يتم تطويره من عمليات المعالجة على الرسوميات الحاسوبية).

هل تعلمون ما هي الفائدة الإضافية المحتملة لهذه التكنولوجيا؟ يمكن لزيادة سهولة النظر لديك بشكل مركّز على كل شيء أن يقلل تأثير أعراض مثل إجهاد العين، وصداع الرأس التي يعاني منها الأشخاص في الواقع الافتراضي.

في حين قد لا يتم تطبيق فكرة هذا البحث أبداً في نظارة الرأس أوكولوس، أو نظارات الرأس الأخرى مثل فايف وبلاي ستيشن في آر، اللتين تصنعهما إتش تي سي، أو سوني، على الترتيب، إلا أنها مع ذلك تبقى فكرة جديدة ومثيرة للاهتمام كما يعتقد لانمان: "إنها تمثل تقنية عرض ناشئة".

المحتوى محمي