نحن نعتمد على هواتفنا الذكية لنبقى على تواصل مع العالم بأسره، لكن كلما ازداد عدد التطبيقات التي تقوم بتحميلها، كلما ازداد عدد الإشعارات التي تتلقاها، إلى أن يصعّب عليك وابل التنبيهات الواردة اختيار التحديثات التي تهتم بها بالفعل، أو التركيز على أي شيء آخر بعيداً عن هاتفك. لذا، ومن أجل تحقيق التوازن بين البقاء على تواصل مع الحفاظ على قواك العقلية، عليك التحكم بعدد الإشعارات التي تراها.
لحسن الحظ، يمكن لهاتفك أن يقدم المساعدة، حيث يتيح لك أن تضبط أوقات "عدم الإزعاج"، والتحكم بالتطبيقات التي تملك الإذن بمقاطعتك، وأكثر من ذلك. سنرشدك من خلال ضبط الإعدادات ذات الصلة على أندرويد، و آي أو إس، وضمن مختلف التطبيقات كل على حدة، ونوصي ببعض برامج الطرف الثالث لوقف تدفق المعلومات.
إعدادات أندرويد
في السنوات الأخيرة، قامت إصدارات أندرويد – خاصة أحدث نسخة من نظام التشغيل "أوريو" – بإضافة خيارات جديدة لإدارة الإشعارات الخاصة بك، لديك الآن مزيد من التحكم بالتطبيقات والأحداث التي يمكنها أن ترسل لك رسائل تنبيه، وكيفية ظهور هذه الرسائل على الشاشة.
للبدء بتهيئة خيارات الضبط هذه، افتح قائمة الإعدادات، انقر على الخيار "تطبيقات وإشعارات"، ثم انقر على الخيار "إشعارات". إن كان جهازك يعمل بنسخة قديمة من نظام التشغيل (أي نسخة أقدم من أندرويد أوريو)، عندها انتقل مباشرة من قائمة الإعدادات إلى قائمة الإشعارات. في هذه الصفحة يمكنك أن تحدد تطبيقاً لتقوم بتخصيص إشعاراته. قرر ما إذا كان بإمكانه أن يظهر لك التنبيهات، ما هي الأصوات التي تصدرها هذه الإشعارات، وما إذا كانت ستظهر على شاشة القفل.
يحظى مستخدمو أوريو بإمكانيات إدارة إضافية. على سبيل المثال، يمكنك تأجيل الإشعارات: عندما يظهر تنبيه ما، سواء على شاشة القفل أو في قائمة الإشعارات أعلى الشاشة، اسحبه إلى اليمين، وسيظهر رمز الساعة. انقر على رمز الساعة، لتتمكن من ضبط الإشعار بحيث يختفي لمدة مؤقتة، بحيث يعود للظهور في تاريخ ووقت محددين.
يتيح لك أندرويد أوريو إيقاف تنبيهات تطبيق معين حسب الفئات التي تنتمي إليها، وبالتالي يمكنك تلقي رسائل تذكير خاصة ببعض النشاطات دون غيرها. في تطبيق جيميل، على سبيل المثال، يمكنك أن تضبط الإشعارات لكي تظهر فقط عند ورود رسالة إلى عنوان البريد الإلكتروني الخاص بعملك، وليس إلى عنوان بريدك الإلكتروني الشخصي (أو في الحالة المعاكسة). لكي تعمل هذه الميزة، ينبغي لكل تطبيق على حدة أن يدعمها، وبالتالي إن كنت تأمل باختبارها، ابدأ بتطبيقات جوجل، التي تم تحديثها جميعاً.
تعد وضعية "عدم الإزعاج" طريقة رائعة أخرى للتحكم بالإشعارات، فعندما تكون هذه الوضعية نشطة، يمكنها أن تمنع التنبيهات من إصدار أية أصوات، أو من الظهور على الإطلاق (على الرغم من أنها سوف تظهر دائماً في شريط الحالة في الجزء العلوي من الشاشة). قم بتفعيل الوضعية يدوياً بأن تسحب اثنين من أصابعك معاً من أعلى الشاشة نحو أسفلها، ثم قم بالنقر على أيقونة "عدم الإزعاج".
يمكنك أيضاً أن تخصص نمط العمل بوضعية "عدم الإزعاج" بالدخول إلى قائمة الإعدادات، ثم تحديد الخيار "أصوات". من صفحة الإعدادات هذه يمكنك اختيار أوقات معينة ليتم فيها تفعيل وضعية العمل هذه بشكل تلقائي، ربما كنت لا ترغب بأن يتم إزعاجك أثناء النوم، أو خلال ساعات العمل، أو في عطلة نهاية الأسبوع.
يمكنك أيضاً أن تسمح لبعض الإشعارات، مثل الإنذارات أو المكالمات الواردة من أشخاص مهمين، لكي تجذب انتباهك حتى عندما تكون وضعية "عدم الإزعاج " نشطة.
إعدادات نظام "آي أو إس"
تتيح لك أبل أيضاً التحكم بإشعاراتك بشكل كامل، فضمن قائمة الإعدادات، افتح نافذة الإشعارات للعثور على كافة الخيارات التي تحتاجها. يمكنك تفعيل معاينات الإشعارات (مقاطع المعلومات القصيرة التي تظهر عند كل تنبيه) أو إيقاف تفعيلها، وضبط إعدادات كل تطبيق من التطبيقات المثبتة لديك على حدة.
انقر على التطبيق الذي تريد، وحدد ما إذا كان سيعرض أياً من التنبيهات. يمكنك أيضاً أن تقرر ما إذا كانت أيقونات التطبيقات على شاشتك الرئيسية يمكنها أن تعرض تلك الشارات الصغيرة التي تشير إلى عدد الرسائل غير المقروءة التي وردت إليك. على سبيل المثال، تشير الشارة الظاهرة على أيقونة تطبيق البريد إلى عدد الرسائل الواردة التي لم تفتحها بعد.
علاوة على ذلك، يمكنك اختيار ما إذا كانت الإشعارات الصادرة عن أحد التطبيقات ستظهر على شاشة القفل، وإذا كانت كذلك، يمكنك أن تختار ما إذا كانت ستظهر كشعارات مؤقتة أو دائمة في أعلى الشاشة. على سبيل المثال، قد ترغب بإبقاء الإشعارات الصادرة عن أكثر تطبيقاتك أهمية في الجزء العلوي من الشاشة، وبالتالي فإن تحديثات فيسبوك لن تشتت انتباهك بعد ذلك عن رسائل البريد الإلكتروني الهامة المتعلقة بالعمل.
ومع كل تطبيق، يمكنك أن تبقي على الإشعارات ولكن مع تعطيل أصواتها. ويختلف هذا الخيار عن إعدادات الصوت الرئيسية للهاتف. تتيح لك هذه الميزة أن تبقى مطلعاً على رسائلك، مع تجنب التنبيهات التي تصرف الانتباه والتي تصدر عن التطبيقات غير المهمة في الواقع. ويوفر آي أو إس خاصية العمل بوضعية "عدم الإزعاج" كما في نظام أندرويد، والذي يمكنك الوصول إليها من مدخلها الخاص في تطبيق الإعدادا لتقوم يدوياً بتفعيل نمط العمل، أو لتضع له جدولاً زمنياً تلقائياً.
يمكنك كتم أصوات جميع التنبيهات (على آي أو إس، يؤثر نمط العمل بوضعية عدم الإزعاج على أصوات الإشعارات فقط، تاركاً كافة الإعدادات الأخرى الخاصة بإشعارات التطبيقات كما هي)، أو تلك التنبيهات فقط التي تظهر عندما يكون هاتفك مقفلاً. كما كان من قبل، يمكنك أيضاً أن تسمح لجهات الاتصال المفضلة لديك بتجاوز قواعد وضعية "عدم الإزعاج". ونظام التشغيل آي أو إس 11 يضيف أيضاً إمكانية جعل وضعية "عدم الإزعاج" تدخل مرحلة التفعيل تلقائياً عندما يستشعر هاتفك الذكي أنك تقود السيارة.
إعدادات على مستوى التطبيق الواحد
بالإضافة إلى تلك الإعدادات العاملة على مستوى النظام، فإن العديد من التطبيقات على هاتفك الذكي لديها إعدادات تتعلق بالإشعارات الخاصة بها. بالنسبة لأكثر تطبيقاتك أهمية، خصص بعض الوقت لانتقاء خياراتك وتكييفها لكي تلائم تفضيلاتك.
في حين لا يمكننا أن نغطي كل تطبيق على حدة في هذه المقالة، سوف نستعرض بعض الأمثلة. لنأخذ تويتر على سبيل المثال: انقر على الصورة الرمزية الخاصة بك في الجهة العلوية اليسرى، ثم انقر على خيار "الإعدادات"، وانقر بعدها على خيار "الإشعارات". من هذه القائمة يمكنك أن تضبط الخيارات التي تحدد أياً من الوظائف ستصدر التنبيهات، وأياً منها لن يفعل. يمكنك أن توقف الإشعارات، على سبيل المثال، الخاصة بالأشخاص الذين يعجبون بتغريداتك على تويتر، في حين تبقيها عاملة بالنسبة للردود.
في الوقت نفسه، وضمن تطبيق جيميل؛ انقر على زر القائمة (الخطوط الأفقية الثلاثة التي تظهر في الجهة العلوية اليسرى)، ثم انقر على "إعدادات"، انقر بعد ذلك على عنوان البريد الإلكتروني الخاص بك لتقوم بتعديل الإشعارات. ستختلف خياراتك حسب ما إذا كنت تستخدم التطبيق على أندرويد أو آي أو إس. في كلا منصتي العمل، يمكنك أن تختار تلقي التنبيهات التي تخص فقط الرسائل الإلكترونية صنفها تطبيق جيميل على أنها هامة.
على أندرويد، لديك الإمكانية المضافة بأن تفعّل التنبيهات أو تعطلها من أجل كافة تصنيفات جيميل الأخرى أيضاً.
لن توفر لك كل التطبيقات هذا القدر من التحكم بإشعاراتك الخاصة. فالبعض منها لا يتيح لك تخصيص تنبيهاتك على الإطلاق. فيما تتيح لك تطبيقات أخرى ببساطة أن تكتم أصوات الإشعارات لتجعلها أقل إزعاجاً، أو أن تتحكم بعدد التنبيهات التي يمكنك رؤيتها في وقت واحد.
كما أن هناك الكثير من تطبيقات الرسائل الفورية، مثل "واتس أب" و"فيسبوك مسنجر"، التي تتيح لك ايضاً أن تكتم محادثات معينة. في واتس أب، على سبيل المثال، افتح إحدى مواضيع المحادثة التي لا ترغب بتلقي رسائل ضمنها لفترة من الزمن، ثم انقر على زر القائمة (النقاط الثلاث في أعلى الجهة العلوية اليمنى) واختر "كتم" الإشعارات. سيظهر عندها صندوق حوار، يعرض خيار منع كافة الإشعارات الصادرة عن موضوع المحادثة لمدة 8 ساعات، أو أسبوع، أو حتى لمدة عام كامل.
تطبيقات خارجية
مع توفر الكثير من إعدادات الإشعارات على كل من أندرويد وآي أو إس، بالإضافة إلى توفرها ضمن التطبيقات نفسها، فإن مطوري تطبيقات الطرف الثالث ليس لديهم الكثير مما يقومون به. مع ذلك، يمكنك العثور على بعض الأدوات المفيدة.
على سبيل المثال، يتيح لك تطبيق "فريدوم" Freedom الموجود من خلال نظام آي أو إس التحكم بشكل كامل بتنبيهاتك عبر جميع الأجهزة العاملة بنظام التشغيل آي أو إس، بالإضافة إلى جهازك الحاسوبي. يمكنك تحديد أوقات الهدوء، وحظر تطبيقات معينة، وأكثر من ذلك. تبدأ تكلفة هذا التطبيق عند 2.42 دولار أميركي للشهر الواحد، ولكن إذا كنت ترغب باختبار التطبيق، يمكنك البدء باستخدام نسخة تجريبية مجانية.
على نظام التشغيل أندرويد، يقدم التطبيق المجاني "نوتيفيكيشن بلوكر" خدمة "مانع تنبيهات" أكثر بساطة ولكنها لا تزال فعالة. على سبيل المثال، يمكنك أن تمنع التنبيهات من الظهور في أعلى الشاشة بين الفينة والأخرى. بدلاً من ذلك، يمكنك متابعة كافة التنبيهات التي فاتتك بالجملة في نهاية اليوم.
لا يمكنك التوصل إلى حل واحد يصلح لجميع الحالات فيما يتعلق بإدارة إشعاراتك. بدلاً من ذلك، عليك أن تتلاعب بكافة الخيارات التي ذكرناها آنفاً، وترى ما هي التشكيلة الأفضل بالنسبة لك. ومع توفر الكثير من خيارات التخصيص المحتملة، يتعين عليك على الأقل أن تجد بعض الطرق لكي تحجّم إشعاراتك، وتحد من استحواذ هاتفك الكامل على انتباهك.