تطور أماكن مبيت المسافرين ليلاً عبر العصور

2 دقائق
بيوت الأصدقاء

ها قد حل الظلام، وأنت على سفرٍ ولا تزال بعيداً عن منزلك. فأين تنوي قضاء ليلتك؟ قبل وقت ليس بالبعيد كان من الضروري أن تكون على معرفة بشخصٍ يؤويك في منزله في مثل هذا الظرف، ولكن الأمر قد تغير في أيامنا هذه، إذ يمكن لهاتفك الذكي أن يتدبر أمرك.

مع حلول الظلام يحتاج كل إنسان إلى مكان يؤويه. وشروط هذا المكان ليست صعبة للغاية، إذ يكفي أن يكون له سقف يرتفع فوق رأسه، وسريرٌ يلقي عليه جسده. وقد تبدلت حال أماكن مبيت المسافرين عبر العصور والأزمان. واليوم، أصبح العثور على مكان زهيد الأجرة للإقامة فيه لا يحتاج سوى لحظات قليلة.

من عصور ما قبل التاريخ إلى عصرنا الحالي: بيوت الأصدقاء

يُعد المكوث في منزل صديق ما، أو مغارته، أو سقيفة بيته، أو قبو منزله، عُرفاً قديماً قدم مفهوم الصداقة نفسه. وقد جرى إحياء هذا العرف حديثاً من خلال ما يُعرف باسم الاقتصاد التشاركي. فهناك شركات متخصصة في البحث عن غرفةٍ زهيدة التكاليف تمضي فيها ليلتك، مثل شركة "إير بي أن بي"Airbnb .

منذ عام 1200-1500 م: الخانات

حقوق الصورة: Always with Honor

اعتمد التجار أثناء سفرهم على طريق الحرير في القرن الثاني عشر على شبكة من الخانات (مجمّعات سكنية وتجارية تتواجد على أطراف الطرق). كانت أبواب الخانات كبيرةً كفاية لكي تدخل الأحصنة والجمال عبرها. وتؤمن الساحة الكبيرة في وسط الخان ملجأً لمبيت المسافرين وحيواناتهم، كما كانت تعد مكاناً نموذجياً لإعادة التزود بالمواد الغذائية وحاجيات السفر.

عام 1912: سفينة تايتانيك

حقوق الصورة: Always with Honor

كانت السفينة الشهيرة "تايتانيك" في رحلتها البحرية الأولى تُمثل أوج فخامة عصرها، وقد ضمت في حينها نادياً رياضياً ومسبحاً وملاعب لرياضة الإسكواش. ولكن الرحلات الجوية ساهمت في تراجع شعبية السفن بعد زمن ليس ببعيد من غرق تلك السفينة الشهيرة.

1900-2000 م: الفنادق

حقوق الصورة: Always with Honor

لقد ساهم شق الخطوط الحديدية على امتداد آلاف الأميال في الولايات المتحدة الأميركية في القرن العشرين على تشجيع حركة بناء الفنادق في العشرينات من القرن الماضي. وبعد ثلاثين عاماً من ذلك التاريخ، أصبحت الفنادق تجارةً ضخمةً قائمةً بحد ذاتها، وتعتمد في عملها على جملة من المعايير والخدمات الموحدة عبر البلاد.

عام 1990: الفنادق الجليدية

حقوق الصورة: Always with Honor

في شهر نوفمبر من كل عام، يقوم عمال سويديون بنحت مليوني طن من مكعبات الجليد التي يأخذونها من نهر تورني لإنشاء فندق من 55 غرفة. وتكون هذه الغرف مزودة بطاولات جليدية وأكواب جليدية وينام المسافرون فيها على ألواح جليدية (ضمن أكياس نوم صوفية). أمّا الحمامات فتكون مصنوعةً من مواد أكثر مقاومة للذوبان كي لا تذوب عند استخدامها.

نشر هذا المقال في عدد مارس/ إبريل 2017 من مجلة بوبيولار ساينس. 

المحتوى محمي