تطوير بصمة إصبع (عامة) يمكنها أن تفتح قفل جهازك الذكي

2 دقائق

إن ماسحات بصمات الأصابع الحالية، مثل توتش آي دي على أجهزة آيفون، كانت قد ابتكرت لزيادة حماية الجهاز مع المحافظة على سهولة فتحه. وقد قرر علماء حاسوب من جامعة نيويورك وجامعة ميشيغان الحكومية أن يقلبوا ميزة الحماية هذه رأساً على عقب. حيث قاموا بتطوير "بصمات عامة" قادرة على محاكاة مجموعة متنوعة من بصمات الأصابع الجزئية بما يكفي لاختراق الجهاز فرضياً، تماماً مثل مفتاح عام قادر على فتح أي قفل.

تساءل الباحثون عن وجود بصمة إصبع تكافئ الرمز السري الرباعي المعروف، مثل "1234". وباستخدام تحليل لقاعدة بيانات رقمية، اكتشفوا فعلاً أنه يمكن لبصمة إصبع عامة أن تحاكي بصمات أصابع عشوائية بنجاح في 26% - 65% من الحالات، وفقاً للدراسة. ولكن لم هذا الارتياب الكبير؟ يعتمد هذا على حجم قاعدة البيانات للأصابع، حيث يزداد احتمال قدرة البصمة العامة على فتح حساس البصمة بازدياد عدد البصمات الجزئية المخزنة في نظامه.

هناك عدة مسائل تتعلق بالحماية هنا. أولاً، حساسات البصمة على الهواتف الذكية صغيرة الحجم، وثانياً، يمكن للمستخدم أن يخزن عدة أصابع. إضافة إلى هذا، يتيح الهاتف عادة عدة محاولات لفتح الجهاز بالبصمةيقول ناصر ميمون، عالم حاسوب في مدرسة تاندون الهندسية في جامعة نيويورك، وأحد مؤلفي الدراسة: "هذه الحساسات صغيرة، وليست قادرة على مسح البصمات بالكامل".

وبما أنه يمكن تدريب حساسات البصمة في الهواتف الذكية على التعرف على عدة بصمات مختلفة، فإن النظام يلتقط الكثير من البصمات الجزئية. وعندما نضع إصبعاً على الحساس، لا يعرف النظام حقاً أي إصبع هذا، أو ما هو اتجاهه. يقول ميمون: "وبالتالي، إذا ما تطابقت أي من البصمات الجزئية، سيقول النظام: حسناً، هذا أنت".

قام ميمون وزملاؤه بتحليل قاعدة بيانات رقمية مؤلفة من 800 بصمة، ومن ثم استخلاص آلاف البصمات الجزئية منها. وطرحوا هذا السؤال: هل هناك أية بصمات جزئية تطابق غيرها باحتمال مرتفع؟ يقول ميمون: "لقد تفاجأنا. كان هناك بصمات جزئية تطابقت بنسبة 15% من الحالات".

من الجدير بالذكر أن التجربة اعتمدت على الحاسوب، وبالتالي لم يحاول الباحثون فعلياً أن يكسروا حماية أية هواتف باستخدام بصمة عامة. تعتبر نتائجهم نظرية، وما يزال أحد الباحثين البارزين المختصين بالقياسات الحيوية مشككاً فيها.

يقول آنيل جاين، وهو رئيس المجموعة البحثية للقياسات الحيوية في جامعة ميشيغان، ولم يشترك في هذه الدراسة، أن الباحثين استخدموا نظاماً يقوم بتحليل بصمات الأصابع بناء على عنصر من البصمة يسمى "التفصيل الصغير". إذا دققنا النظر في البصمة، سنرى خطوطاً من النتوءات والأخاديد. في بعض المواضع، يتشعب النتوء. في مواضع أخرى، ينتهي ببساطة. ويطلق الخبراء على هذه التشعبات أو النهايات اسم "نقاط التفاصيل الصغيرة". يقول جاين أن حساسات البصمات المستخدمة من قبل آبل وسامسونغ لا تعتمد على هذه النقاط للتعرف على البصمة. بدلاً من ذلك، يعتمد توتش آي دي على الآيفون، مثلاً، على ما يسمى "النمط التركيبي" للبصمة.

على الرغم من هذا، فإن آرون روس، المؤلف المشارك وبروفسور علوم وهندسة الحاسوب في جامعة ميشيغان، مصرّ على أهمية نتائجهم. وتبقى نقاط ضعف النظام كالتالي: كلما كان حساس البصمة أصغر، فإن "احتمال تطابق بصمتي مع بصمتك، جزئياً لا كلياً، يزداد" كما يقول.

المحتوى محمي