تعرف على هذه الطائرات الصينية الجديدة المسيرة تحت الماء

3 دقائق
تشيان لونج 3 تبدو تشيان لونج 3 وكأنها سمكة مهرج روبوتية كبيرة الحجم. وهي مزودة بأجهزة استشعار ومراوح دافعة في عينيها، وفمها، وذيلها.

غاصت تشيان لونج 3، المركبة الصينية الغواصة ذاتية التحكم (يرمز لها بالاختصار AUV)، في أعماق بحر الصين الجنوبي، في رحلة استغرقت 42 ساعة قطعت خلالها ما يقرب من 160 كيلومتر.

خدمة للعلم!
التقطت تشيان لونج صوراً للحياة البحرية على أعماق بلغت آلاف الأمتار، في رحلتها الافتتاحية في بحر الصين الجنوبي، كما أنها بحثت عن الرواسب المعدنية وموارد الطاقة في قاع البحر.
مصدر الصورة: وكالة أنباء شينخوا

إن مركبة تشيان لونج 3 الملونة، والتي تم تصنيعها من قبل معهد شنيانج للأتمتة، تبدو مثل سمكة مهرج من فيلم الرسوم المتحركة "البحث عن نيمو"، على الرغم من أن مظهرها الجميل يخفي قدراتها الكبيرة. فلديها مروحة دافعة أمامية في منطقة "العينين"، ومنطقة "الفم" عبارة عن جهاز سونار للملاحة.

ذيلها الشاقولي مزود بمقياس للمغناطيسية، والذي يفيد في الكشف عن المعادن مثل عُقيدات المنغنيز أو الغواصات الغريبة. وقد أشار كاي وي، كبير علماء السفينة الرئيسية "دايانغ ييهو"، إلى أنه في رحلتين لاحقتين جمعت تشيان لونج 3 كميات كبيرة من البيانات عن هيدرات الغاز الطبيعي، العُقيدات المعدنية، دعماً للاهتمامات الصينية بالموارد الطبيعية في قاع بحر الصين الجنوبي.

قدرة تحمل على البقاء في أعماق البحار لفترات طويلة
بإمكان تشيان لونج 3 البقاء تحت الماء لعدة أيام على أعماق تقرب من 4,500 متر (14,800 قدم)، متفوقة في ذلك على سلفها تشيان لونج 2.
مصدر الصورة: وكالة أنباء شينخوا

مقارنة بشقيقها الأكبر تشيان لونج 2، تتمتع تشيان لونج 3 بقدرة أكبر على التحمل ونسبة مئوية أعلى من المحتوى المحلي. وبعمق تشغيلي أعظمي يقرب من 4,510 متر تحت الماء، ستلعب هذه الغواصة الروبوتية التي تزن 1.5 طن، ويبلغ طولها حوالي 3.5 متر؛ دوراً بارزاً في طموحات الصين العلمية في أعماق البحار.

هايان يو يو في
هايان يو يو في عبارة عن طائرة شراعية مائية يمكنها الغوص على عمق يقرب من 1,500 متر تحت سطح البحر لمدة تصل إلى 30 يوماً. هذه الطائرات المسيرة التي تزن الواحدة منها حوالي 70 كيلوجرام (أو النسخ العسكرية المتسقبلية منها) يمكن نشرها لمواجهة الغواصات المعادية في أوقات الحرب.
مصدر الصورة: وكالة الأنباء الصينية

إن تطوير طائرات مسيرة مائية يعكس الاهتمامات الصينية بالتنقيب تحت الماء، ومصادر الطاقة البحرية، والسفن الروبوتية لأغراض الشحن المدني والأسراب العسكرية.

قد يتمركز السور العظيم البحري حول مستشعرات مثبتة في قاع المحيط، ولكن المركبات المائية غير المأهولة سيكون لها دور مساعد حاسم في تتبع الغواصات المعادية.
مصدر الصورة: الموقع الإلكتروني www.top81.cn

يتم تكليف كل من سور الصين البحري العظيم المدجج بحساسات قاع البحر المترابطة شبكياً، والمركبات المائية غير المأهولة التي تتمتع بقدرات التحمل العالية مثل تشيان لونج 3، وطائرة هايان الشراعية المائية؛ بمهمة التعرف على ما هو معادٍ من الغواصات والألغام والمركبات المائية الأخرى غير المأهولة.

وبالنظر إلى أوجه القصور الصينية التي طال أمدها في الحروب المضادة للغواصات، فإن الطائرات المسيرة في أعماق البحار مثل تشيان لونج 3 لديها تطبيقات تتجاوز المجال الاقتصادي. حيث يمكنها أيضاً أن تجمع بيانات قيّمة حول الصوتيات الخاصة بالغواصات المعادية، والأحوال البحرية السائدة لتحسين إجراءات التخفي وكشف المركبات المتخفية.

لمزيد من الأغراض السلمية، يمكن لما يقوم به السور العظيم البحري من جمع للبيانات تحت الماء وعند قاع البحر أن يسهل عمليات البحث والإنقاذ، وقدرات الإنذار من الزلازل والتسونامي، والأبحاث العلمية، وجمع الموارد تحت الماء.

مصادر للطاقة الذرية على سطح البحر
يهدف المفاعل النووي العائم التابع للمجموعة العامة للطاقة النووية الصينية إلى تزويد كل من المنشآت الصينية على الجزر الاصطناعية، والحفارات البحرية، والمشاريع التي تتعلق بالمجال الإنساني والبنية التحتية المنتشرة خارج البلاد بالطاقة الكهربائية.
مصدر الصورة: المجموعة العامة للطاقة النووية الصينية

وفي الوقت نفسه، فإن إدارة الحرب البحرية الصينية لديها خطط لنشر الأسراب في البحار، وفي الجو، كما تروج الشركات الصينية الخاصة لسفن حربية روبوتية متعددة الهياكل، وسرب مكون من 56 مركبة بحرية غير مأهولة لأغراض عسكرية. مع سعي الصين لكي تحتل مكانة رائدة في تقنيات بحرية مستقبلية أخرى مثل محطات الطاقة النووية العائمة، والتعدين تحت الماء، وسفن الشحن الروبوتية، فمن الواضح أن المركبات الذكية غير المأهولة المسيرة تحت الماء مثل تشيان لونج 3، سوف تجد أمامها مجموعة متنامية باستمرار من المهمات.

 

المحتوى محمي