تفوق على جوجل في قدرتك على البحث

4 دقائق
طور عمليات التحري التي تتبعها على الإنترنت لتصبح أكثر من مجرد بحث بسيط على جوجل

إن الإنترنت عالم واسع يفيض بالمعلومات، وهو ما يجعله مكاناً رائعاً لإجراء الأبحاث. مع ذلك، فإنه مهما كانت مهاراتك جيدة في استخدام جوجل، إلا أنه حتى محرك البحث الأكثر شهرة لا يمكنه التعامل مع المشاكل والصعوبات دائماً. ففي بعض الأحيان، يحدث أنك لا تحصل على النتائج التي تريدها فحسب – أو أي نتيجة على الإطلاق – من جوجل.

في هذه الحالة، يتعين عليك أن تنقل أسلوبك في البحث إلى المستوى التالي. إليك فيما يلي كيف يمكنك أن تبحث أكثر بين جميع الموارد الأخرى التي توفرها الإنترنت. 

جرب محركات بحث بديلة

إن بدائل جوجل الأكثر وضوحاً هي محركات البحث الأخرى. في الأوقات الحرجة، قد تتمكن هذه البدائل من إعطاء نتائج مختلفة عما قد يعطيه جوجل. لتجربة مثال عام عن البحث، قارن النتائج التي تحصل عليها في جوجل، مع النتائج التي تحصل عليها عندما تكتب الكلمات نفسها ضمن حقل البحث في موقع مايكروسوفت بينج، أو ضمن موقع DuckDuckGo الذي يحترم الخصوصية.

تركز أدوات أخرى على أنواع معينة من عمليات البحث، على سبيل المثال؛ إن كنت تبحث عن كتل من المعلومات، بدلاً من قائمة طويلة من صفحات الويب، يتفوق Wolfram Alpha بقدرته على إيجاد المقارنات والمعادلات الرياضية.

يمكنك أن تستخدم هذا الموقع لحل المعادلات، استخراج البنى الكيميائية، التعرف على الشخصيات الهامة، دراسة التشريح البشري، وأكثر من ذلك بكثير. إذا تعذر على جوجل أن يدرك ما الذي تبحث عنه، فربما يتمكن وولفرام ألفا من ذلك.

عندما تبحث عن منشور عام أو رسالة ما متاحة للجميع، ينبغي لك اللجوء إلى Broadreader. حيث تغوص أداة البحث هذه عبر المنتديات العامة، ومنصات التواصل بالرسائل الإلكترونية بحثاً عن محتويات مطابقة لبحثك.

بالإضافة إلى المعلومات، يمكن لنتائجها أن تترافق مع الكشف عن عدد معين من الموارد والخبراء المرتبطين بالموضوع الذي تحاول إجراء بحث عنه.

وأخيراً، إن كنت تبحث عن شيء أصبح من الماضي، يمكنك التوجه إلى موقع أرشيف الإنترنت "إنترنت أركايف": فهو يختزن المليارات من صفحات الويب القديمة، فضلاً عن ملايين المقالات، والصور، والبرامج الحاسوبية. اكتب فقط بعض الكلمات المفتاحية ضمن مربع البحث في الصفحة الرئيسية. 

ابحث في وسائل التواصل الاجتماعي

ربما لن تجد تغريدة تحتوي على ملف هام يرتبط بالموضوع الذي يهمك، ولكنك قد تكشف عن شخص ما يتحدث عنه، أو يشير إليه. هذه هي قوة البحث في وسائل التواصل الاجتماعي: قد ينتج عنه أدلة جديدة عندما تكون كل السبل والوسائل الأخرى قد استنفذت.

يتضمن كل من فيسبوك وتويتر أدوات بحث متكاملة، فإذا تعذر عليك العثور عما تبحث عنه على الفور، انتقل إلى خيارات بحث أكثر تقدماً.

ضمن صفحة فيسبوك التي تظهر نتائج البحث، يمكنك أن تستخدم المرشحات (فلاتر) على يسار الشاشة لتضييق نطاق بحثك بناء على الموقع، التاريخ، وغيرها من العوامل. أما على تويتر، فتوجه إلى صفحة البحث المخصص المتقدم، حيث يمكنك البحث عن تغريدات تمت كتابتها بلغات معينة، أو نشرت في تواريخ معينة، أو تم إرسالها من منطقة محددة. بفضل خيارات التحكم هذه يمكنك أن تحسن الاستفسارات التي تطلبها للعثور على نتائج أكثر صلة.

ابحث عن الخبراء

إذا تعذر عليك العثور على المعلومات التي تحتاجها على الإنترنت، فقد تكون موجودة في دماغ أحد الخبراء. لحسن الحظ، باستطاعة الإنترنت أن تساعدك في الوصول إليه (أو إليها). لا تتطلب جميع أنواع الأعمال البحثية الحصول على مساعدة الخبراء، ولكن محركات البحث البشرية يمكنها أن تقدم لك في كثير من الأحيان نصائح توجيهات في غاية الأهمية، والجزء الأكبر منهم سيسرهم تقديم المساعدة إذا حاولت التواصل معهم.

للبدء بذلك، يلزمك البحث عن أشخاص متخصصين في الموضوع الذي تبحث عنه. للبحث عن هؤلاء، جرب استخدام أدوات البحث الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي كما ذكرنا آنفاً. يمكنك أن توسع بحثك بمساعدة محركات البحث التي أشرنا إليها آنفاً: استخدمها للبحث عن مقالات جديدة ذات صلة، ومعرفة أسماء الخبراء الذين تستشهد بهم.

بالإضافة إلى ذلك، تحقق من أدلة بيانات الموظفين على المواقع الإلكترونية الخاصة بالمؤسسات التعليمية والجامعات. فجامعة ستانفورد على سبيل المثال؛ تعرض عبر موقعها قوائم بالخبراء لديها مصنفين وفقاً للفئات. ستظهر لك أدلة مشابهة من البيانات على المواقع الإلكترونية الخاصة بالشركات والمنتديات ومنصات التواصل المتخصصة. يسهّل هذا الأمر من إمكانية الحصول على المعلومات اللازمة للتواصل مع أشخاص قد يكونوا على دراية بموضوع معين.

ابحث بين السجلات العامة

توفر الإنترنت مخزوناً يتضمن عدداً من المستندات والوثائق يصعب تصوره، ولا يتسنى لجوجل دائماً أن تقوم بفرزها. لذلك عندما تكون مستعداً لتبدأ بالبحث عن الملفات، فبدلاً من الاستعانة بمحركات البحث، توجه إلى مواقع الويب المتعلقة بالسجلات العامة، أو التي تديرها الجهات الحكومية.

على المواقع الحكومية الرسمية، غالباً ما ترى خيارات البحث ظاهرة وسط الصفحة الرئيسية. على سبيل المثال، يمكنك أن الوصول إلى كل وثيقة تتيحها إدارة الولايات المتحدة للعموم من خلال البوابة الإلكترونية متكاملة الخدمات USA.gov. يمثل كل من دليل السجلات العامة على الإنترنت، ومكتبة الكونجرس اثنين من المصادر الرائعة لتتبع المعلومات العامة.

تتميز هذه المصادر كلها بأنها عامة وواسعة النطاق. وفقاً للموضوع الذي تبحث عنه، يمكنك أن تكتشف ربما المزيد من مخازن البيانات المتخصصة التي تحتوي على سجلات مثل أرشيف حقوق التأليف والنشر، الإنفاق الحكومي، وقضايا المحكمة العليا.

ابحث عن الوثائق الأكاديمية

إذا كانت تحرياتك عبر الإنترنت تتطلب الدخول إلى واحدة أو اثنتين من المجلات الأكاديمية، يمكنك التوجه مباشرة إلى مواقعها الإلكترونية، والبحث عما تحتاجه فيها.

هل تتساءل عن المجلات التي يمكنك الاستعانة بها؟ يمكنك العثور على الأوراق العلمية التي تحتاجها من خلال محرك بحث متخصص. ما عليك سوى الاطلاع على القائمة الشاملة التي يوفرها موقع ويكيبيديا بمحركات البحث التي تتعلق بالمواضيع الأكاديمية على وجه التحديد.

الكثير من محركات البحث هذه، مثل arXiv.org الذي يوفر النسخ الأولية من الأوراق العلمية (المتخصص بالرياضيات والفيزياء في المقام الأول)، هي مواقع متاحة للجميع. يعتبر "ساينس داريكت" مرجعاً عظيماً آخر للعثور على المقالات الأكاديمية عبر الإنترنت، فمن خلال بوابته الإلكترونية يمكنك البحث عن الوثائق باستخدام الكلمات المفتاحية، وأسماء المؤلفين، وعناوين المجلات.

كما يمكنك العثور أيضاً على مصادر مشابهة للوثائق غير الأكاديمية المتخصصة، وإذا كنت تبحث عن مواضيع رياضية أو دُور لنشر الكتب، فهناك إمكانية للعثور على أنواع معينة من قواعد البيانات المتوفرة على الإنترنت.

فكر بشكل مختلف

يمكن للشعار الذي يعود لشركة أبل: "فكر بشكل مختلف"؛ أن ينطبق أيضاً على إجراء عمليات البحث على الإنترنت. هذا يعني في كثير من الأحيان، أنه ما عليك إلا أن تقارب مشكلتك من زاوية مختلفة. بعبارة أخرى، إذا كنت غير قادر على كشف المعلومات التي تحتاجها، هل يمكنك العثور على شيء على صلة بها واستخدمه في عملية البحث التي تقوم بها؟

لنفترض أنك تبحث عن مقالة إخبارية تم نشرها خلال السنوات القليلة الماضية. قم بزيارة ذلك الموقع الذي قام بنشرها واكتب كلماتك المفتاحية ضمن محرك البحث الخاص به. حتى لو لم تظهر المقالة المطلوبة، فإنك ستجد مقالات إضافية لتبحث بينها. على سبيل المثال، ابحث عن مقالات سابقة في مجلة بوبيولار ساينس (العلوم للعموم) تتحدث عن التغير المناخي، أو ابحث ضمن منشورات مدونة إنجاديجيت الإلكترونية عن تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة.

لكي تحتفظ بكافة النتائج التي تمر بها خلال عمليات البحث – دون الحاجة إلى فتح عدد كبير من الصفحات الفرعية المبوبة – يمكنك أن تستفيد من أداة الاحتفاظ بالعناوين المرجعية الخاصة بمتصفح الويب لديك. يمكنك حتى أن تنظم المواقع التي تعثر عليها ضمن مجلدات العناوين المرجعية. هل يقلقك أن تتعرض المعلومات التي تعثر عليها للاختفاء من الإنترنت؟ يمكنك تحسباً لحدوث ذلك أن تحفظ صفحات الويب على القرص الصلب في جهازك الحاسوبي.

المحتوى محمي