يقول تومي دان، أخصائي الأسلحة وخبير تصميم الأسلحة في مسلسل لعبة العروش، عن عمله:
حين أقوم ببناء منجنيق أو مقذاف أو قوس عملاقة فإنني أحرص على أن تبدو وكأنها حقيقية، وأعتمد في ذلك على الاطلاع على جميع المراجع التاريخية التي يمكنني الوصول إليها. لقد جمعت طيلة 25 عاماً مكتبة ضخمة عن الأسلحة في مختلف العصور والثقافات، ومع ذلك أستطيع القول إن الأسلحة التي أصممها ذات طراز فريد.
يجب ألاّ يغيب عن بالنا أن تلك الأسلحة القديمة كانت فتاكة، وكان يُقصد أثناء تصنيعها أن تكون قوية جداً وقاتلة. أما في مهنتنا فإن الأمر ليس كذلك، وإن صنعت سلاحاً قوياً أكون قد أذنبت في حق السلامة. لذلك فإننا كمهندسين، ندرس الأسلحة المستخدمة في حصار من العصر الروماني أو العصور الوسطى مثلاً، ونتأكد من أن لدينا الشكل السليم المناسب للمشهد، ثم نصنع تلك الأسلحة بحيث لا تتجاوز قوتها القدر الذي يسمح لها بإلقاء بعض القذائف أمام الكاميرا.
ولكننا نفعل ذلك بقليل من الخداع البصري للمشاهد. ففي أحد أسلحة الحصار مثلاً يكون الجزء الرافع الكبير الذي تراه في الوسط مصمماً بحيث يبدو مناسباً لتلك الفترة، ولكن الجزء المسؤول عن حركة القاذفة تكون رافعة دوارة أصغر بكثير، مصنوعة من الفولاذ، وموضوعة في داخلها. وهذا يجعلنا قادرين على الحدّ من قوة الانقذاف. والسبب هو أننا نريد أن نلقي القذائف أثناء تصوير المشهد، وهي قذائف خفيفة، على ارتفاع لا يتجاوز 10 أمتار مثلاً وإلى مسافة 15 متراً. في الحصار الحقيقي على القاذفة أن توجه قذائفها إلى العدو أبعد من صف رماة الأسهم، أي أن قذائف السلاح الحقيقي في الماضي كانت تطير مسافة أبعد من قذائفنا بعشرة أضعاف على الأقل.
الأمر الآخر المهم هو تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الأسلحة لكي تستحق ما أُنفق عليها من مال. فهي مكلفة جداً، وقد يستغرق صنع القطعة الواحدة ثمانية أسابيع أحياناً. لذلك نحرص على ألاّ يقتصر استخدامها على مرة واحدة فقط. ففي مسلسل لعبة العروش مثلاً قمنا ببناء قاذفة ارتفاعها 4 أمتار تقريباً وعرضها متران ونصف، ووزنها حوالى 1500 كغ، تقذف براميل بآلية المقلاع. لكننا صممناها بحيث يمكن أن نضيف عليها لاحقاً أداة مقعرة تشبه الملعقة لإلقاء كراتٍ مشتعلة. ولم يكن هذا موجوداً في السلاح القديم. ولكن خلال عملي طيلة 25 عاماً في صنع هذه الأدوات، لم أتلقَ أي انتقاد بسبب هذه الاختلافات. فإذا لم أكن قد صنعت أسلحة مطابقة تماماً للأصلية، فإن أحداً لحسن الحظ لم ينتبه لذلك.
نشر هذا المقال في عدد مايو/ يونيو 2017 من مجلة بوبيولار ساينس.