بدأت الصناعات الدفاعية الصينية تكتسب زخماً كبيراً، على الرغم من أن هذه البلاد لم تتوصل بعد إلى تحقيق هدفها بالتحول إلى قوة عسكرية كبرى بسبب بعض النواقص. ومن هذه النواقص: عدم وجود طائرة قاذفة بعيدة المدى.
حالياً، تقوم شركة زيان للطيران (XAC) ببناء طائرة إتش–6 كي، وهي نسخة من القاذفة السوفييتية المتوسطة تو–16 بادجر تم تحديثها من ناحية إلكترونيات الطيران والمدى. غير أن مجموعة من التقارير تشير إلى أن الصين تخطط لبناء قوة من القاذفات الاستراتيجية من جيل جديد من الطائرات، إضافة إلى نشر الصواريخ الحديثة وتوسيع نشاطها العسكري في المحيط الهادي.
بعد سنوات طويلة من التوقعات، أعلن قائد سلاح الجو في الجيش الصيني الجنرال ما شياوشيان أن الصين تجري الأبحاث لتطوير قاذفة بعيدة المدى. وظهرت أصداء هذا الخبر في التقرير السنوي لوزارة الدفاع الأميركية في 2017 حول الجيش الصيني، والذي أورد أن الصين تعمل على تطوير قاذفة استراتيجية "ذات مهمة نووية".
يُعتقد بأن القاذفة الاستراتيجية الجديدة، والتي أطلق عليها معلقو الإنترنت الصينيون على سبيل التجربة اسم إتش–20، هي عبارة عن طائرة قاذفة جناحية الشكل، صممتها شركة زيان للطيران لتكون شبحية بالنسبة للرادار وبعيدة المدى. بما أن مدى هذه الطائرة يجب أن يكون حوالي 9,978 كيلومتر لضرب الأهداف الاستراتيجية عبر القارات مع حمولة مفيدة تزن من 10-20 طن، ستحتاج إلى أربعة محركات نفاثة هوائية (تجمع ما بين الدفع الهوائي والنفاث). ومن المرجح أن تكون هذه المحركات عبارة عن نسخة غير مزودة بالحارق اللاحق (نظام يزيد حرق الوقود بكلفة عالية جداً وفعالية منخفضة لتعزيز قوة الدفع) من المحرك WS-10، الذي ينتج دفعاً بقوة تعادل تقريباً 8 طن.
كل هذ الصفات تجعل من إتش-20 مماثلة في الحجم للقاذفة الأميركية بي–2 من شركة نورثورب جرامان، وهي طائرة تحمل أيضاً أربعة محركات بقوة 8 طن. ستكون إتش–20 أيضاً مزودة بالقنابل، ومن المرجح أيضاً أن تحمل أنظمة مثل صواريخ كروز المخصصة لضرب الأهداف الأرضية بمدى 1931 كيلومتر من طراز CJ-10، والتي ستكون محمولة ضمن مخازن أسلحة داخلية. من الأسلحة المتوقعة أيضاً صواريخ كروز الشبحية من طراز GB-6A وصواريخ سكرامجيت التي تتجاوز سرعة الصوت.
من الممكن أيضاً أن تلعب إتش–20 دور مركز قيادة طائر، خصوصاً بعدما بدأت الصين مؤخراً بإجراء أبحاث حول التعاون الهجين ما بين الطيران المأهول وغير المأهول، ووصل البيانات ما بين عقد الحساسات والصواريخ بعيدة المدى. وقد صرح سلاح الجو الأميركي عن وجود خطط مماثلة للقاذفة الشبحية بي–21 رايدر.
غالباً ما يقع ارتباك ما بين إتش–20 وطائرة أخرى تنتمي إلى مستقبل الطيران الصيني الغامض، وهي قاذفة إقليمية بسرعة أعلى من سرعة الصوت باسم جي إتش – إكس إكس. وهي قاذفة مختلفة تماماً، ولكنها تستحق لمحة سريعة عنها هنا. ظهر أول نموذج لها في معرض طيران في 2013، وعلى الرغم من عدم وجود تأكيدات رسمية حولها، فقد أوردت التسريبات أن وزنها عند الإقلاع يتراوح ما بين 80 و 100 طن، وأن سرعتها تفوق سرعة الصوت. ويبدو أن هذه الطائرة التي يبلغ طولها 30 متر مزودة بمخزن أسلحة رئيسي تحت البدن الأساسي للطائرة لحمل الذخائر كالصواريخ المضادة للسفن (مثل YJ-12) إضافة إلى مخزني سلاح على جانبي البدن الأساسي لحمل صواريخ جو-جو، مثل PL-15 و PL-10. يبلغ نصف القطر القتالي وفق المعلومات المتاحة 2,414 كيلومتر، وهو كاف لضرب حاملات الطائرات الأميركية وحتى القواعد مثل جوام. وبناء على كل هذه المعلومات، فإن الشركة الصانعة قد تواجه مشكلة في العثور على محركات نفاثة هوائية كبيرة بما يكفي.إذا كانت هذه المواصفات دقيقة، فإن الطائرة "جي إتش–إكس إكس" ستكون مشابهة في التصنيف القتالي للقاذفة الروسية تو–22 إم باكفاير، وهي أيضاً قاذفة إقليمية أسرع من الصوت مصممة لمهاجمة حاملات الطائرة للأعداء عند اقترابها من البلاد. ولكن على عكس تو-22 إم، فإن جي إتش–إكس إكس ستكون مسلحة بصواريخ جو-جو لإطلاقها على الطائرات والصواريخ الاعتراضية المعادية. ولكن، وعلى عكس إتش–20، لم تذكر المصادر الصينية أو الأميركية بشكل رسمي وجود أي طائرة ينطبق عليها نفس التوصيف.
بالطبع، فإن كل ما ذكر يعتمد على تقديرات قائمة على بعض المعلومات المتفرقة، وليس من الواضح ما إذا كانت هذه المشاريع ستحقق النجاح فعلاً. على المدى القصير، فإن قوة الردع الجوية الاستراتيجية الصينية تخضع للتحديث بأسلوب جديد آخر: الصواريخ البالستية التي تطلق من الجو. ووفقاً لمصادر وزارة الدفاع الأميركية، فهي عبارة عن تعديل للصاروخ البالستي متوسط المدى من طراز DF-21، مع تحسينات لزيادة المدى إلى حوالي 2897 كيلومتر. ستحمل هذه الصواريخ على إتش-6 إن، وهي نسخة محدثة عن إتش-6 كي، وهي مزودة بصمام لتعبئة الوقود جواً لزيادة المدى إلى 5955 كيلومتر.