دافزا ودبي 10X: رخصة تجارة سحابية وسوق مالي للمنطقة الحرّة

3 دقائق
مصدر الصورة: بوابة العين

لا شك أنك سمعت عن مبادرة 10X، فما هي، وإلى ماذا تهدف؟ تستند فكرة المبادرة إلى العمل اليوم على تطبيق الأفكار التي تسعى مدن العالم الأخرى إلى تطبيقها بعد 10 سنوات، تسعى دبي من خلالها إلى التقدم بعشر سنوات على المدن الأخرى حول العالم، ولهذا يتضمن اسم المبادرة الرقم 10، في حين يرمز الحرف X إلى التفكير المستقبلي خارج الأطر التقليدية، وتتبع 10X إلى مؤسسة دبي للمستقبل

وتهدف إلى التعاون مع الجهات المعنية في حكومة دبي لتبني نماذج جديدة لحكومات المستقبل، بإحداث تغيير شامل في منظومة العمل الحكومي، ووضع خطط مستقبلية تعيد دور الحكومة في خدمة المجتمعات وصناعة المستقبل.

وقد تم إطلاق النسخة الثانية منها في القمة العالمية للحكومات 2018. حيث تم اعتماد وعرض 26 مشروعاً مبتكراً تقدمت بها 24 من الجهات الحكومية. ويأتي اختيار هذه المشاريع عقب قيام لجنة متخصصة تضم نخبة عالمية من الخبراء والمختصين بدراسة ومراجعة أكثر من 160 فكرة تم تلقيها للمشاركة في المبادرة من 36 جهة خلال أقل من 365 يوماً.

من المقرر بالطبع أن يجري تطبيق المبادرة على مراحل متعددة، وللوقوف أكثر على الخطوات العملية لتحقيق أهدافها، نقوم في بوبيولار ساينس-العلوم للعموم بالعمل على سلسلة من المقالات التي تتحدث عن مختلف الأفكار والمشاريع المبتكرة التي تم اعتمادها لهذه المبادرة الرائدة لتسبق دبي باقي مدن العمل بعشر مرات، ولتكون بذلك عاصمة عالمية للمستقبل.

دافزا

نبدأ مع سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي (دافزا) التي تقدمت بمشروعين تم اعتمادهما من قبل اللجنة المكلفة. الأول هو السوق المالي للمناطق الحرة، أول منصة في العالم لتداول الأسهم والأوراق المالية الخاصة بشركات المناطق الحرة، ويهدف إلى تسهيل وصول المستثمرين في المناطق الحرة إلى الأسواق المالية ورؤوس الأموال. أما المشروع الثاني: دبي بلينك. وهو أول منطقة حرة رقمية ذكية في العالم تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنية التعاملات الرقمية "بلوك تشين"، وهو يعمل بمثابة منصة افتراضية تمكّن الشركات من مختلف أرجاء العالم للتواصل فيما بينها والتداول التجاري نحو النمو والازدهار عبر مدينة دبي. كما وتقدم هذه المنصة ترخيصاً فريداً من نوعه في مجال الأعمال يحمل اسم "رخصة التجارة السحابية" مما سيتيح للشركات العالمية والشركات الصغيرة والمتوسطة تأسيس أعمالها التجارية رقمياً في المنطقة الحرة بإمارة دبي دون الحاجة إلى التواجد الفعلي فيها.

حلول واعدة

يمثل المشروع الأول، السوق المالي للمناطق الحرة، فرصة ذهبية أمام الشركات التي تدير أعمالها من المناطق الحرة لتوسعة أعمالها ومضاعفة رأس المال، وسيكون تمويل أسهم رأس المال متاحاً أمامها بشكل آمن، وذلك من خلال كسر الحواجز التقليدية المعتمدة، وخلق حوافز وأساليب جديدة مبتكرة تسهّل انخراط الشركات في النشاط المالي داخل دبي. يتولى "سوق دبي المالي" تشغيل النسخة التجريبية من المبادرة في المنطقة الحرة بمطار دبي، في حين تقوم "هيئة الأوراق المالية والسلع" بتنظيمها.

أما المشروع الثاني، دبي بلينك، فسيفسح المجال أمام تسريع التجارة داخل المناطق الحرة من خلال تقديم الحلول الشاملة للشركات للبحث عن الخدمات والمنتجات، وإجراء المفاوضات وعمليات الشراء إلكترونياً عبر منصة رقمية موحّدة. كما ستتمكن الشركات من خفض تكاليف الشراء واختصار الوقت وهو ما يضمن الكفاءة ويعزز النمو الاقتصادي داخل المناطق الحرة، فضلاً عن إمكانية اختبار السوق الإقليمية، واستكشاف الفرص التي تحتضنها دبي. وكل ذلك يمكن القيام به عن بعد، ما يسمح للشركات بتسريع خططها التوسعية، والتمهيد لحضورها الفعلي بانسيابية تامة.

ويمكن لهذه المنصة بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي اقتراح البائعين المناسبين في فترة زمنية قياسية لا تتعدى بضع ثوان، ما سيوفر حلاً للأزمة التي تواجه الشركات اليوم والمتمثلة بالبطء في تسليم البضائع، والارتفاع بالتكلفة الجمركية، إضافة إلى فقدان فرص العمل التي قد تصل إلى 15% من القيمة الإجمالية للسلع المتداولة.

فوائد مرتقبة

سيقوم "السوق المالي للمناطق الحرة" بتمكين الأجانب من جمع رؤوس الأموال لأعمالهم في المنطقة، دون الحاجة للعودة إلى بلد المنشأ، ما ينعكس إيجاباً عل دورة الحياة الاقتصادية ويسهم في نمو الاقتصاد عبر جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد.

أما دبي بلينك فستشجع، وعلى المدى القريب، المزيد من الشركات الإقليمية والعالمية على إنشاء مكاتب لها في المناطق الحرة في دبي، نظراً لسلاسة التداول التي توفرها هذه المنصة المبتكرة، وهو ما سيؤدي إلى خلق المزيد من فرص العمل وبالتالي المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، ويترك آثاراً اقتصادية غير مباشرة تؤثر بشكل إيجابي على مختلف القطاعات.

لمعرفة المزيد والاطلاع على المستجدات الخاصة بالمبادرة "دبي 10X" يمكنك زيارة موقعها الرسمي على الإنترنت هنا.

المحتوى محمي