هل سبق لك أن سمعت عن ستيكمان؟ إنه ممثل بديل روبوتي رشيق بطول 2.13 متر، يزن حوالي 18 كيلوجرام، ويمكنه أن يتشقلب إلى الخلف، ليقرر بنفسه بعد ذلك متى يفرد جسمه وهبط مستلقياً على ظهره.
ستيكمان الذي كشف النقاب عنه لأول مرة في مايو الماضي، كان نسخة مبكرة من ممثل بديل روبوتي، في حين أن أحدث شخصية بهلوانية اصطناعية كشفت عنها ديزني تنتمي إلى فئة يطلقون عليها اسم "ستنترونيكس" أو الروبوتات الأكروباتية.
ما يدفعهم إلى تصنيع آلات طائرة كهذه هو سببان: أولهما، أنه يمكن لهذه الروبوتات أن تنفذ حركات بهلوانية قد تكون في غاية الصعوبة أو الخطورة بالنسبة للإنسان.
والأكثر من ذلك، هو قدرة الآلات على تأدية الحركات مراراً وتكراراً دون أن تشعر بالتعب. (هذا سبب وجيه يدفع الشركات للاعتماد على الروبوتيات: على سبيل المثال، في مسبك جنرال موتورز في ميشيغان، يقوم روبوت ضخم بإخراج كتل المحركات من الألمنيوم السائل شديد الحرارة)
أما السبب الآخر فهو يتعلق باستلهام الحركات البهلوانية المولّدة حاسوبياً التي يراها الناس في أفلام ديزني، وتطبيقها في العالم الحقيقي.
في النهاية، سيكون من الأسلم تصنيع نسخ روبوتية من آيرون مان أو ثور بدلاً من الحاجة إلى تدريب بهلوانيين من البشر ليقلدوا الحركات البهلوانية لهذه الشخصيات.
يقول مورجان بوب، الباحث المساعد في أبحاث ديزني: "نحن نرغب في القيام بأشياء لا تقتصر على البشر فحسب، بل ما يتجاوزهم أيضاً". ويتابع: "ما نأمله هنا هو أن نتمكن من تقديم شيء مادي وملموس، على عكس ما هو افتراضي ورقمي".
روبوتات طائرة
ديزني لديها بالفعل أشخاص من البشر لأداء الحركات البهلوانية في أماكن مثل منتجع ديزني لاند في شنغهاي. وبالطبع، لديها أيضاً شخصيات إلكترونية متحركة (دمى روبوتية)، ولكن هذه الشخصيات ليست معدة للطيران على وجه التحديد.
تشكل شخصية "شامان" المتواجدة في معرض سينمائي تحت عنوان "أفاتار" في فلوريدا أحد الأمثلة على هذه الشخصيات.
يقول توني دوهي، وهو أحد مبدعي الخيال الابتكاري الرئيسيين لأغراض البحث والتطوير العاملين مع WDIRD عن شامان: "إنه شخصية إلكترونية متحركة معقدة للغاية، وتتحرك بصورة معبرة للغاية". ويتابع: "ولكنها مع ذلك، ليست شيئاً قد نرغب برميه مسافة تقرب من 27 متر في الهواء الطلق".
ولكن خلافاً لشامان، فإن الروبوتات التي على شاكلة ستيكمان مصممة لكي تطير. فبفضل جسمه المكون من 3 أجزاء واثنين من المفاصل المرنة، باستطاعة ستيكمان أن يثني جسمه أثناء الحركة والمناورة عبر تشغيل الاسطوانات الهوائية التي تعمل بالهواء المضغوط. يتكون دماغه الداخلي من متحكّم صغري، ويساعده اثنان من أنظمة الاستشعار الرئيسية على معرفة ما يفعله الجسم في الفضاء. عندما يكون الجسم في وضعية الانثناء، فإنه يدور بسرعة أكبر، مثل الطريقة التي تقوم فيها لاعبة التزلج الفني على الجليد بالالتفاف بشكل أسعر عندما تضم ذراعيها إلى الداخل.
يسمى أحد هذين الحساسين "وحدة قياس القصور الذاتي" IMU، والتي تتكون من عدد من مقاييس التسارع والجيروسكوبات. يقول بوب: "إنه القياس الوحيد والأفضل لدينا من أجل التوجيه، وهو يعطينا تقديراً للموضع أيضاً".
مقاييس للمسافة باستخدام الليزر
الحساسات الأخرى المهمة العاملة على متن ستيكمان، هي عبارة عن مجموعة من 3 أجهزة ليزر تقيس المسافة التي تفصل الجسم عن الأرض عندما يكون في وضعية أفقية تقريباً، حيث تجري هذا القياس بالاعتماد على ارتداد خطوطها الضوئية عن السطح الواقع تحت الروبوت. إنه شبيه بالنظام الموجود في السيارات ذاتية القيادة، ولكنه أبسط بكثير.
يقول بوب: إن هذا النظام الليزري "يتيح لنا أن نعرف مقدار ارتفاع الجسم عن الأرض، ويساعدنا على تقدير السرعة". هذا أمر مهم، لأنه يتعين على ستيكمان أن يعرف الوقت المناسب لكي يفرد جسمه حتى يصبح في وضعية الاستلقاء على ظهره عندما يهبط. يقول بوب: "بمجرد أن يصبح في الهواء، يمكنه أن يقرر بشكل ذكي متى عليه أن يفرد جسمه".
يحتاج الروبوت لإجراء هذه الحسابات لأن المتغيرات يمكنها أن تتغير في كل مرة ينفذ فيها حركة بهلوانية. فالعوامل المتغيرة مثل ضغط الهواء داخل المكابس، وحتى احتكاك المفاصل قد يؤثر على النتيجة. يقول بوب: "كل رمية مختلفة عن الأخرى، لا يمكن لأي رمية أن تتكرر كما هي تماماً على الإطلاق".
يقول بوب إنه من السهل عليهم أن يمنحوا الروبوتات التي يصنعونها أشكالاً شبيهة بالبشر، وأن يتعاطف الناس معها. يقول بوب موضحاً: "خاصةً عندما يكون الذكاء حاضراً، ويتخذ الروبوت قراراً بأن يفرد جسمه بطريقة لم نقم ببرمجتها، عندها سيكون هناك شعور حقيقي بأن الحياة تدب في أوصالها. عندها يبدأ النظر إليه على أنه أكثر من مجرد هيكل مكون من القضبان المتصلة ببعضها".
أتبعت ديزني ستيكمان بالروبوتات الأكروباتية، حيث يزن الروبوت الأكروباتي الذي كشفت عنه مؤخراً نحو 27 كيلوجرام، ويمكنه القيام بما يفوق قدرات صديقنا ستيكمان. حيث تقول الشركة في بيان رسمي لها: "إنه يعلم متى عليه أن يثني ركبتيه ليتشقلب في الهواء، ومتى يشد ذراعيه لكي ينحني، وحتى متى يبطئ سرعة التفافه للتأكد من أنه سينفذ الهبوط بشكل مثالي".