هذه القصة يرويها لنا كاري ويلكنسن، نائب الرئيس لإدارة البرامج في شركة إنجالز لبناء السفن في باسكاجولا، مسيسيبي
"هذه سفينة مساحتها 3 كم مربع. حين أتيت للعمل هنا بعد التخرج من الجامعة رأيت المعدات الضخمة والسفن العملاقة، وأدركت أنني لا أعرف سوى القليل عن هندسة السفن. لقد بنت شركة إنجالز 70% تقريباً من سفن البحرية الأميركية. ولدينا هنا 11 مركبة عسكرية قيد الإنشاء، ويعمل في هذا المكان حوالي 12,000 شخص. ويكمن التحدي الأكبر في رؤية ملايين القطع والأجزاء المتفرقة تتجمع في مكانها بالشكل الصحيح، وهذه هي مهمتي.
لبناء أحد السفن، التي قد يبلغ ارتفاع الواحدة منها أكثر من 250 متر، فإننا نبدأ ببناء وحدات، وهذه الوحدات تمثل قطع البناء التي سيتم تركيبها معاً، مثل قطع الليغو، حيث نربطها ونثبتها من أجل أن نشكّل الأجزاء الكبيرة من المركبة. وتكون بعض السفن بارتفاع أربعة طوابق، وبعضها تكون ذات طبقة واحدة. وتكون البداية ببناء الوحدات في الجزء السفلي على طول عارضة السفينة على منصّة التركيب، ونقوم أثناء ذلك بتركيب بعض الأقسام وتمديد الأنابيب والأجزاء الكهربائية الخاصة بالماء والتبريد وأنظمة الدفع. ثم نقوم في المرحلة التالية بدفع المركبة إلى الماء، ونواصل العمل عليها وهي على سطح الماء. وفي هذه المرحلة ستبدأ برؤية لون طلاء السفينة والأجزاء التي تغطي هيكلها وبعض الأثاث الذي يوضع بها.
وفي النهاية نقوم باختبار كل شيء، من المراحيض وحتى أنظمة الماء التي تبرّد المحركات. ويستغرق بناء واحدة من هذه السفن ثلاث إلى ست سنوات، وبعد كل هذه الفترة تشعر أن السفينة قد باتت فرداً من أفراد العائلة. لم أركب من قبل في سفينة سياحية، ولكني شاركت في رحلات لتجربة السفن في العديد من المرات، وهي تجربة مميزة حقاً. فحين تشعر بهدير المحركات ومن ثم تنطلق السفينة بكل قوتها، فليس هنالك مكان أفضل من تواجدك في تلك اللحظة على ظهر السفينة".
نشر هذا المقال في عدد مايو/ يونيو 2017 من مجلة بوبيولار ساينس.