صممت معظم السيارات ذاتية التحكم لنقل البشر، كما تفعل سيارات جوجل في أريزونا على سبيل المثال. ولكن شركة نورو قررت أن تصمم عربة آلية صغيرة تقود نفسها بنفسها في الشوارع وهي تنقل البيض، وورق الحمام، والهوت دوغ، وغيرها من البقالة والمشتريات إلى المنازل. ومن المثير للاهتمام أنه عندما لا تتضمن الحمولة البشر، يصبح لدينا خيارات مختلفة في التعامل مع مسألة السلامة.
من المقرر أن ينطلق برنامج تجريبي لشركة نورو وسلسلة كروجر للمتاجر في هذا الخريف، في مدينة سيعلن عنها لاحقاً، ما يعني أنه سيصبح بإمكان سكان تلك المدينة أن يطلبوا البقالة عبر تطبيق بالهاتف الذكي، ومن ثم ستقوم سيارة خاصة بتوصيلها إليهم، وإليك كيف ستعمل هذه السيارة، والتي صممت بشكل كامل لنقل الأغراض.
كيف تعمل؟
من حيث الحجم، فإن سيارة نورو "تقارب في الحجم رجلاً ضخماً يركب دراجة نارية"، كما يقول ديف فيرجوسون، المؤسس المشارك لنورو، والذي عمل من قبل في مشروع السيارة ذاتية القيادة لجوجل، التي أصبح اسمها الآن وايمو. يبلغ ارتفاع السيارة أكثر من 180 سم، وعرضها حوالي 110 سم، أي نصف عرض سيارة تويوتا كورولا تقريباً. تعمل هذه السيارة بالطاقة الكهربائية، وصمم نظام البطارية فيها حتى تستمر بالعمل طوال النهار بدون إعادة شحن، كما يقول فيرجوسون. أما وزنها فهو حوالي 680 كيلو غرام.
ستسير ناقلة المشتريات هذه بسرعة 40 كيلومتر في الساعة فقط، ولكن سرعتها القصوى ستزداد في المستقبل. يحتوي هذا الجيل من السيارات على حجرتين رئيسيتين، تتسع كل منهما لستة أكياس بقالة. أما في النماذج اللاحقة، فسوف تتسع كل حجرة لعشرة أكياس، وهو ما يكفي لمستلزمات حفلة شواء هامة.
بطبيعة الحال، لا يوجد أي بشري على متن السيارة ليقودها، ولهذا، تحتاج هذه السيارة -شأنها شأن جميع السيارات ذاتية القيادة- إلى نظام تحسس للبيئة المحيطة. تقوم وحدة ليزر دوار على أعلى السيارة، تسمى بالليدار، بقياس المسافة بين السيارة والأجسام من حولها بالضوء. كما أن الكاميرات ووحدات الرادار تمسح كامل المنطقة المحيطة بالسيارة، ويمكن للرادارات أيضاً قياس سرعة الأجسام القريبة منها. يوجد ضمن السيارة خريطة للمنطقة، كما أنها متصلة بنظام تحديد الموضع العالمي.
تسمح كل هذه التجهيزات للسيارة برؤية ما حوالها، وبما أن نظام تحديد الموضع العالمي قد لا يكون بهذه الدقة، يمكن لحساسات السيارة أن تساعد في زيادة دقته محلياً أيضاً. يقول فيرجوسون: "يمكن للسيارة أن تقارن ما تراه على الأرض بما تتوقعه على الخريطة، وتستخدم هذه المعلومة حتى تصحح موضعها".
ستتحرك السيارة الصغيرة وهى تحمل أشياء مثل البيض وخبز الهمبرجر، لا البشر، ما يعني أن نورو (تفكر) بالسلامة بأسلوب مختلف. وهي مسألة هامة للغاية في عالم السيارات ذاتية القيادة، وقد ازدادت حساسيتها منذ أن تسببت إحدى عربات أوبر ذاتية التحكم بمقتل أحد المارة في أريزونا، على الرغم من وجود سائق بشري مشرف على السلامة ضمنها في ذلك الوقت.
يقول فيرجوسون: "إذا لم تعد تحاول حماية الركاب داخل السيارة أكثر من أي شيء آخر، وتحاول بدلاً من ذلك أن تحمي أكثر مستخدمي الطريق عرضة للخطر -مثل المشاة وراكبي الدراجات- بأي ثمن، يمكن عندها أن تلجأ لإجراءات أخرى، مثل جعل السيارة تضحي بنفسها"، وكما يتخيل فيرجوسون، إذا كان على السيارة أن تختار ما بين صدم شخص ما أو صدم شجرة، فسوف "تصدم الشجرة في كل مرة"، أو حتى، سيارة مركونة.
يضيف فيرجوسون: "لقد صممنا مقدمة السيارة بحيث تنضغط على نفسها، وتحاول امتصاص أكبر قدر ممكن الصدمة في حالة وقوع حادث تصادم".
كيف سيعمل نظام البقالة الروبوتي؟
ما أن ينطلق البرنامج التجريبي، سيعمل بهذه الطريقة: يقوم أي شخص ضمن المنطقة بطلب ما يريد من البقالة عبر تطبيق نورو، أو موقع كروجر الإلكتروني (توجد خدمة توصيل في هذه المتاجر حالياً). وبعد أن يقوم العاملون في كروجر بتعبئة سيارة نورو بالمشتريات، ستنطلق السيارة نحو منزل الزبون، وسيتمكن الزبون من متابعة الموقع الحالي للسيارة، تماماً مثل أوبر.
ما أن تصل السيارة، يستخدم الزبون التطبيق لفتح السيارة، أو شاشة اللمس لإدخال رمز سري. وعند فتح باب الحمولة، يمكن للشخص أن يأخذ مشترياته فقط، وفقاً لفيرجوسون، وبالتالي لا داعي للقلق من سرقة قرط الموز الذي اشتريته.
بدأت شركات الركوب المشترك، مثل أوبر وليفت، باستطلاع تقنيات السيارات ذاتية القيادة، لأنها قد توفر التكاليف في نهاية المطاف، وذلك بسبب عدم وجود سائق. يقول فيرجوسون أن هذه الفكرة تهدف إلى توصيل المشتريات للناس في أي مكان: "نحاول تأمين خدمة منخفضة التكلفة لتشجيع الجميع على استخدامها، بمن فيهم من لا يطلبون خدمات مشابهة حالياً".
في المحصلة، سنرى في هذا الخريف مدى فعالية هذا البرنامج، وكيف سيختلف مذاق الحلوى عندما توصلها سيارة روبوتية.