قد يصبح إنتاج الألمنيوم أقل ضرراً للبيئة

2 دقائق
تم صهر هذا الألمنيوم بطريقة جديدة لا تنتج غازات الدفيئة.

من المرجح أن الألمنيوم ليس بالموضوع الذي يشغل حيزاً كبيراً من تفكيرك. غير أن التفكير به أكثر قد يكون فكرة جيدة، حيث أنه واسع الانتشار في الطائرات، وأجهزة آيفون، والمحركات التي تصنعها شركة جنرال موتورز، والكثير من الاستخدامات الأخرى. وعلى سبيل المثال، يحوي جهاز ماك بوك قياس 12 بوصة أكثر من 227 غرام من الألمنيوم. ومنذ القرن التاسع عشر، يتم صهر المعدن بنفس الطريقة، وهي عملية تطلق ثنائي أوكسيد الكربون، وهو أحد غازات الدفيئة. أما الآن، فقد أعلنت شركتا ألكوا وريو تينتو أنهما تعملان معاً على أسلوب جديد لصهر الألمنيوم، بحيث يتم إطلاق الأوكسجين بدلاً من ثنائي أوكسيد الكربون.

تبدأ رحلة الألمنيوم مع البوكسيت، وهو نوع من الصخور يستخرج من الأرض أثناء التعدين. يقوم منتجو الألمنيوم بعد ذلك بتنقية البوكسيت للحصول على أوكسيد الألمنيوم. ومن ثم يوضع هذا الأوكسيد في غرفة صهر شديدة الحرارة، حوالي 927 درجة مئوية، ويتم فصل الأوكسيد إلى ألمنيوم سائل –وهو المطلوب بطبيعة الحال- والأوكسجين. ولكن المشكلة أن الأوكسجين يتحد بعد هذا مع الكربون المستخدم في القطب الكهربائي الموجب للنظام، أو المصعد، ما يؤدي إلى إنتاج ثنائي أوكسيد الكربون، هذه المادة التي لا يحبها كوكبنا.

اقرأ أيضا: إليك أسباب حدوث الزلازل وآثارها على الإنسان والبيئة

يقول دونالد سادواي، وهو بروفسور في كيمياء المواد في إم آي تي: "يتطلب إنتاج مقدار ما من الألمنيوم استهلاك نصف هذا المقدار من الكربون. وقد ابتُكرت عملية معالجة الألمنيوم التي نستخدمها حالياً في 1886 من قبل شخصين في نفس الوقت، أحدهما في الولايات المتحدة والآخر في فرنسا". أي أن هذه العملية استخدمت منذ فترة طويلة للغاية.

أتى الاكتشاف من شركة ألكوا للألمنيوم، والتي أوجدت طريقة لاستبدال مصعد الكربون بمادة خاملة وخاصة بهم، رفضوا التصريح عن ماهيتها. ويؤدي استخدام هذه الطريقة إلى إنتاج الأوكسجين فقط بدلاً من ثنائي أوكسيد الكربون. قررت شركة ألكوا وشركة التعدين ريو تينتو إطلاق مشروع مشترك، تحت اسم إليسيس، يهدف إلى التركيز على تطوير طريقة جديدة وأقل إضراراً بالبيئة. تقول ألكوا أنها بدأت إنتاج الألمنيوم بهذه الطريقة الجديدة منذ 2009 في منشأة في بنسلفانيا. كما تتضمن هذه المبادرة أيضاً شركة آبل، والتي أبدت اهتمامها بالموضوع لإنتاج الألمنيوم المستخدم في أجهزتها بطريقة لا تضر بالبيئة. وقد قررت استثمار 10.1 مليون دولار في المشروع الجديد، لأن الانبعاثات الناتجة عن إنتاج الألمنيوم تساوي 24% من إجمالي الأثر الكربوني (كمية الكربون الناتجة عن كافة عمليات الشركة)، حيث يستخدم هذا المعدن في أجهزة ماك بوك، وماك بوك برو (يحوي جهاز ماك بوك برو بقياس 15 بوصة على أكثر من 0.68 كيلوغرام من الألمنيوم)، وآي باد، وآيفون مثل آيفون 8 و 9 بلس. تقول آبل إنها ستقدم أيضاً "الدعم التقني" للمشروع الجديد.

على كل حال، لا تستعجل الحصول على حاسوب جديد يحوي على ألمنيوم مصهور بطريقة صديقة للبيئة، حيث تتوقع الشركتان أن الطريقة الجديدة لن تدخل حيز الإنتاج التجاري قبل 2024.

اقرأ أيضا: يوم الأرض: تعرف على خطر النفايات البلاستيكية والنفطية على البيئة البحرية

المحتوى محمي