ازدهر التصوير باستخدام الأفلام في القرن العشرين، وهو يشهد حالياً حالة انتعاشٍ جديدة. كما شهدت الأفلام التقليدية بقياس 35 ميليميتر عودةً ملحوظة، حيث تحتل أفلام وكاميرات إنستاكس من فوجي أفضل المبيعات على صفحات أمازون، ضمن قسم التصوير والكاميرات، وقد أصبح بإمكانك إيجاد الأفلام الفورية في أي متجرٍ كبيرٍ. يعود الفضل في هذا الانتعاش إلى المتحمسين والأشخاص العاديين الراغبين بالتقاط اللحظات الغريبة في حفلات الزفاف أو تكرار تجربة صور البولارايد الفورية. تسعى فوجي فيلم حالياً إلى توسيع منتجات إنستاكس لتشمل كاميرا رقميةً فوريةً تدعى "إنستاكس سكوير" Instax Square SQ10، إلى جانب فيلم فوري بقياس مربع.
على العموم، تعتبر أنستاكس سكوير SQ10 كاميرا رقمية، إذ تحوي معالجاً رقمياً لتحسّس الصورة مشابهاً للكاميرات التقليدية. تلتقط هذه الكاميرا صوراً مربعةً بصيغة JPEG بقياس 1920X1920 بيكسل، وتحفظها ضمن الذاكرة الداخلية (التي تتسع ل50 صورة) أو الخارجية (SD card). وهي مزودةٌ بشاشةٍ خلفيةٍ بقياس 3 إنش، لتجميع وعرض وتحرير الصور الملتقطة. طبعاً هذه الوظائف متوفرةٌ بالكاميرات الرقمية التقليدية.
بعد الانتهاء من الصورة، يمكن للكاميرا SQ10 إخراج نسخةٍ مطبوعةٍ عنها باستخدام الفيلم المربع ذو القياس 2.4 أنش. الشكل المربع للصور ضروريٌ لمحاكاة أفلام البولارايد التقليدية لكاميرات سلسلة 600 وSX70. رغم أن صور البولارايد القديمة كانت مربعة الشكل بقياس 3.1 إنش، إلا أن نسبة أبعاد الصور الجديدة تشير بشكلٍ واضحٍ للتقنية الأصلية. قصة حقيقية: إذا أخذت معك كاميرا إنستاكس إلى حفلة، فسيكون هناك حتماً شخصٌ ما سيطلق عليها اسم بولارايد.
بينما سيتردد بعض مناصري التصوير بالأفلام في قبول فكرة الكاميرا الرقمية مع الطابعة، وسيدعونها بالهجينة، إلا أن هذه التقنية ليست جديدةً تماماً. ففي عام 2014، قدمت شركة بولارايد كاميرا سوشالماتيك Socialmatic، وقد كانت تبدو مشابهة لشعار انستغرام القديم، ووعدت الشركة بإنتاج كاميرا رقمية هجينة وبأفلامٍ فورية، وقالت بإنها ستكون رائعة وعملية.
لكن شكلها الضخم -ناهيك عن استخدامها- جعل حملها محرجاً، كما كانت جودة صورها مشابهةً لكاميرا هاتفٍ ذكيٍ قديم. وأهم من ذلك، لم تكن تشبه الكاميرات الفورية الحقيقية. كما كانت صور الزينك ذات القياس 2X3 إنش أشبه بالصور الملصقة الباهتة التي تحصل عليها من حجيرة التصوير العامة، وكانت تخرج الصور من الكاميرا مثل خروجها من الطابعة التقليدية. بصراحةٍ غير جارحة (باختصار)، لقد كانت تجربةً مختلفةً تماماً.
يُدعى طراز الكاميرا الحالية الهجينة من بولارايد اسم سناب، وهي تعاني من عدة مساوئ، والتي يعوضها سعرها المنخفض نسبياً بقيمة 99 دولار. إلا أن صور هذه الكاميرا لم ترقَ لجودة صور البولارايد الأصلية.
من جهةٍ أخرى، تمتلك كاميرا SQ10 من فوجي فيلم ميزةً جوهريةً، حيث تستخدم الأفلام الفورية الحقيقية المطوّرة ضمن عمليات كيميائية خاصة. هناك عدة فوائد تقنية لاستخدام هذا النوع من الدمج بين تقنية الأفلام والكاميرا الرقمية، وأكثر أمر ملحوظ هو العدسات. بالمقارنة مع كاميرا انستاكس وايد 300 -إحدى أكثر كاميرات فوجي فيلم الفورية شعبية- تسمح عدسة SQ10 بتمرير الضوء أكثر ب30 مرة عند التقاط الصورة، مما يجعل التقاط الصور في الظلام أكثر سهولة، حتى عند عدم استخدام الفلاش.
إضافةً إلى ذلك، يعتبر فلاش SQ10 إحدى خصائصها المميزة عن كاميرا سناب الأرخص. حيث تستخدم كاميرا سناب مصباح LED مشابه لما هو موجود في الهواتف المحمولة، بينما تستخدم كاميرا فوجي فيلم فلاش إكزيون للإضاءة، وهو مستخدمٌ في كاميرات DSLR الاحترافية وحتى الكاميرات الصغيرة، وهو يتميز بأنه أكثر سطوعاً وأفضل عند التقاط الصور الدقيقة.
هناك تشابهٌ بين كاميرا SQ10 وطابعات إنستاكس من فوجي فيلم، لكن من المحبط عدم وجود نفس وظائف الاتصال. فمن الجيد لو كان بالإمكان مزامنة الصور بين الهاتف الذكي والكاميرا لطباعتها أو نشرها على وسائط التواصل الاجتماعي. حالياً، يمكن طباعة الصور من الذاكرة الداخلية أو الخارجية للكاميرا. لكن كانت هذه العملية متاحةً في كاميرا سوشالماتيك في عام 2014.
كما أن إحدى مساوئ هذه الكاميرا هي سعرها البالغ 279 دولار، إضافةً إلى تكلفة كل صورة، البالغة حوالي 1.5 دولار (حيث يبلغ سعر المجموعة المكونة من 10 صور 16.99 دولار). لكن خلافاً للكاميرات الفورية التقليدية، لا يتم طباعة جميع اللقطات، إذ يمكنك الاستمرار بالتقاط الصور حتى تعجبك إحداها وتطبعها، أو عند عدم وجود الفيلم.
حتى مع عدم مجاراة الكاميرات الهجينة لطريقة عمل فيلم كاميرا إنستاكس التقليدية، إلا أن عودة ظهور الفيلم المربع يحمل الكثير من الإمكانيات، خصوصاً لأنه يحمل المشاعر تجاه التصوير الفوري القديم. لم تعلن فوجي فيلم خططها عن إنتاج نسخة كاميرا للأفلام فقط، لكن إذا فعلت ذلك فمن الصعب عدم توقع ظهورها - مثل نظيراتها- على صفحة أمازون لأفضل المبيعات.