كاميرا كليبس من جوجل تستخدم الذكاء الاصطناعي لالتقاط لحظاتك العائلية المهمة

3 دقائق
كاميرا كليبس من جوجل التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويبلغ سعرها 249 دولار. مصدر الصورة: جوجل

أطلقت جوجل كاميرا جديدة باسم كليبس، وهي كاميرا صغيرة ومثيرة للاهتمام، وتعطي انطباعاً بأنها ما زالت في المرحلة التجريبية. صحيح أنها كاميرا، ولكنها لا تحوي على شاشة لالتقاط أو استعراض الصور. وهي مزودة بحقيبة ذات ملقط، ولكنها ليست مصممة حتى تُعلّق على الملابس. أما أهم ميزاتها فهي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لالتقاط الصور بشكل ذاتي بالنيابة عنك.

صممت جوجل هذه الكاميرا الصغيرة، والتي يساوي طول ضلعها 5 سنتمتر تقريباً، من أجل شريحة محددة من الناس: الأهل وأصحاب الحيوانات الأليفة، والذين يرغبون بالتقاط نوع محدد من الصور العفوية، عندما يفعل الطفل (أو الحيوان الأليف) شيئاً ظريفاً بسرعة لا تتيح إمكانية التصوير باستخدام الهاتف الذكي. أما السبب الآخر فهو تجنب اللقطات المصطنعة، والتركيز على اللحظات الطبيعية العفوية.

إذا لم تكن من هذه الفئة، أي أنه ليس لديك أولاد أو حيوانات أليفة، وتحب التقاط الصور بنفسك باستخدام الهاتف الذكي الذي تحمله في جيبك، فلا داعي لأن تنفق 249 دولار على هذه الكاميرا، وكذلك إذا كان لديك أطفال ولكنك ترغب بأن تسيطر بشكل كامل على التقاط الصور والفيديوهات. إن هذه الكاميرا المبتكرة موجهة بشكل أساسي لمن يحبون اللقطات العفوية، ولا يخشون من استخدام كاميرا تعمل بالذكاء الاصطناعي.

كيف تعمل؟

قدمت جوجل هذه الكاميرا الجديدة على أنها "كاميرا ذكية" ببساطة، وقد صممتها لهدف محدد. حيث يقوم الشخص بوضعها في مكان مشرف على مساحة غرفة يلعب فيها الأولاد، على سبيل المثال. يمكن للكاميرا العمل لمدة ثلاثة ساعات متواصلة اعتماداً على بطاريتها، كما أن عدستها مزودة بزجاج غوريلا المصمم لتحمل الصدمات. يتم تشغيل الكاميرا بتدوير العدسة بعكس عقارب الساعة، وهي غير مزودة بميكروفون، وبالتالي لا تستطيع تسجيل الأصوات، كما أنها لا تبث بشكل مباشر إلى السحابة الإلكترونية، حيث أنه لا يمكن رؤية لقطاتها إلا عن طريق هاتف ذكي متصل بها لاسلكياً.

تقوم هذه الكاميرا بإنتاج أفلام صغيرة، مثل ميزة لايف فوتوز من آبل في أجهزة آيفون. لا تعتبر هذه الملفات فيديوهات من الناحية التقنية، حيث تقوم كليبس بالتقاط 15 صورة عادية في الثانية للحصول على هذه المقاطع. وكما في حالة الكثير من كاميرات الهواتف الذكية، تبلغ دقة كليبس 12 ميجا بيكسل.

تعتمد كليبس على خوارزميات التعلم الآلي، المخزنة ضمنها، للمساعدة على التقاط المشاهد. وتتضمن هذه الخوارزميات آليات تحديد الوجوه والتعرف على الوجوه المألوفة. يقول جستون باين، مدير الإنتاج لهذه الكاميرا في جوجل، ضمن حدث صحفي: "تركز هذه الكاميرا بشكل أساسي على الوجوه. وما أن تكتشف وجود وجه مألوف، ستحاول التقاط صور جيدة له". وترغب جوجل أيضاً بأن تتمكن الكاميرا من التعرف على تعابير الوجه، ولهذا فقد تم تدريبها "لتمييز شكل السعادة" وفقاً لباين. قام فريق جوجل بتدريب الكاميرا أيضاً على اللحظات التي يجب ألا تقوم بتصويرها، مثل وجود يد طفل أمام العدسة، أو عندما تُرمى داخل شيء مظلم.

بعد الانتهاء من استخدام هذه الكاميرا، لا يمكن رؤية الصور التي التقطتها إلا بوصلها مع الهاتف بتطبيق جوجل كليبس المخصص لهذا. وضمن التطبيق، يمكنك أن تحفظ مقطعاً ضمن مكتبة الهاتف، أو أن تحذفه. كما يمكنك أيضاً أن تحرر الصور أثناء استعراضها في التطبيق، ولكن قبل حفظها أو حذفها، وإلا فسوف تختفي من التطبيق. وباختصار، فإن هذا التطبيق منطقة عبور تتيح لك تحرير واستعراض وإدارة هذه المقاطع. وفي الواقع، فإن جميع هذه الملفات تُبث بشكل مباشر من الكاميرا إلى الهاتف، ولا تُحفظ فعلياً عليه إلا عندما تقوم بذلك بنفسك.

تتم جميع عمليات التعلم الآلي ضمن الكاميرا نفسها، أي أن نظامها لا يتعرف على المقاطع التي أعجبتك ولا يتعلم من طريقة استخدامك للتطبيق. تحوي الكاميرا على سعة تخزين داخلية تساوي 16 جيجا بايت، ويقول باين أنها كافية لحوالي 1,400 مقطع.

هل كانت شركة جوجل قلقة من أن تبدو هذه الكاميرا مخيفة للبعض؟ يعترف باين بأن هذا صحيح، ولكنه قال إن الشركة تعاملت مع هذه المخاوف بتوضيح ماهيتها بشكل لا يقبل الشك. يقول باين: "إنها تبدو ككاميرا، بدون شك". ويشير الضوء الوامض على مقدمتها أنها تعمل، كما أنها لا تتصل بالإنترنت على عكس الكاميرات التي تعمل بالسحابة الإلكترونية.

ما الانطباع الذي تعطيه

كانت جوجل في منتهى الجدية عندما قالت إن الكاميرا مخصصة للأهل وأصحاب الحيوانات الأليفة. وبما أنني لست من هؤلاء ولا من هؤلاء، فلم أتمكن من استخدامها بالشكل المناسب.

ولهذا قمت بما يقوم به أي صحافي جيد بدون أولاد، وأرسلت الكاميرا عن طريق خدمة فيديكس إلى أختي، وهي أم لأفضل ولدين في العالم (وهي وجهة نظر موضوعية تماماً). قامت أختي باستخدام الكاميرا في المنزل، والتقطت عدة مقاطع لأولادها، ويظهر أحدهما وهو يطارد الآخر في أحد المقاطع المفضلة لدي. إليكم صورة من هذا المقطع:

ابن أخت الكاتب، طفل ظريف يغطي نفسه ببطانية
مصدر الصورة: كارولين كومو/ جوجل كليبس

أحب صور أولاد أختي والملتقطة بالطريقة التقليدية، والتي أحملها على هاتفي، كما أرغب بالتقاط المزيد منها، وإن بدت في بعض الأحيان لقطات محضّرة سلفاً للتصوير. ولهذا قد لا أحتاج لهذه المقاطع من كاميرا خارجية، ولكن من الجيد أن نلتقط هذه اللحظات الطريفة.

باختصار، يمكن أن ننظر إلى هذه الكاميرا على أنها فكرة تجريبية تم تصميمها لنوع واحد من المستخدمين، ممن لديهم أطفال أو حيوانات أليفة يرغبون بتصويرهم باستمرار، ومستعدون لتجربة استخدام الذكاء الاصطناعي للتصوير بطريقة جديدة والتعامل مع جميع أنواع المقاطع التي يمكن أن تلتقطها هذه الكاميرا.

يقول باين: "لم يكن من الممكن تصميم هذا المنتج بدون التطورات التكنولوجية الأخيرة"، ويستطرد موضحاً أنه لم يصبح من الممكن ضغط تكنولوجيا الكاميرا ضمن هذا الحجم الصغير إلا منذ سنة تقريباً. ومن المحتمل أننا سنحصل لاحقاً على المزيد من المساعدة من الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتنا وأجهزتنا.

المحتوى محمي